دعا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية يوم السبت النشطاء الفلسطينيين واسرائيل لوقف القتال بعد ساعات من انسحاب القوات الاسرائيلية التي قتلت أكثر من 40 فلسطينيا من معظم شمال قطاع غزة. وقال هنية في بيان صادر عن مكتبه "من اجل الخروج من الازمة الراهنة فانه من الضروري عودة الجميع الى مربع التهدئة على اساس الوقف المتبادل لكافة العمليات العسكرية." ودعا البيان الى استئناف المفاوضات التي قادها وسطاء مصريون حول مصير الجندي جلعاد شليط الذي أدى أسره على أيدي نشطاء في هجوم عبر الحدود في 25 يونيو حزيران الماضي الى الهجوم الاسرائيلي. وطالبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الحاكمة وفصائل فلسطينية أخرى بالافراج عن سجناء اسرائيليين مقابل اطلاق سراح الجندي. وانسحب النشطاء الفلسطينيون من المحادثات عندما تجاهلت اسرائيل المهلة التي حددوها. ورحب سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم حماس بدعوة هنية لوقف القتال وقال ان الدعوة موجهة بالدرجة الاولى "للاحتلال الاسرائيلي". وقال أبو زهري "نحن نؤيد دعوة رئيس الوزراء ونعتقد بأنها موجهة بالدرجة الاولى للاحتلال الاسرائيلي لان التصعيد هو تصعيد اسرائيلي والقوى الفلسطينية انما هي ملتزمة بالرد على هذا التصعيد." وتابع قائلا "اعتقد أن وقف الاحتلال لهذه الحملة وللتصعيد سيسهم في اعادة الامور الى ما كانت عليه سالفا." وقال مسؤولون اسرائيليون في القدس ان الدولة اليهودية ستوافق على وقف اطلاق النار فقط بعد عودة شليط وتوقف نيران الصواريخ. وانسحبت القوات الاسرائيلية من بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومنطقة اريز الصناعية الى جانب ثلاث مستوطنات اسرائيلية سابقة في شمال غزة. وكانت اسرائيل قد سيطرت على هذه المنطقة في وقت سابق هذا الاسبوع لتقيم ما يرقى الى منطقة عازلة بمحاذاة حدود القطاع الشمالية في محاولة لتصعيب عمليات اطلاق الصواريخ على عسقلان احدى مدن اسرائيل الساحلية والمراكز السكانية الاخرى القريبة من غزة. لكن اطلاق الصواريخ لم يتوقف. وقال متحدث باسم الجيش "تصرفنا من تلقاء انفسنا ولا نستبعد العودة الى هذه المناطق. العملية لم تنته." وتتعرض اسرائيل لضغوط دولية للحد من عملياتها العسكرية التي اسفرت حتى الان عن مقتل اكثر من 40 فلسطينيا معظمهم من النشطاء. وقتل ايضا جندي اسرائيلي. وبينما انسحبت القوات البرية الاسرائيلية من شمال القطاع مازالت القوات الاسرائيلية في جنوبغزة في المطار الدولي غير المستخدم وبالقرب من معبر المنطار التجاري في شرق مدينة غزة. وفي أعمال العنف يوم السبت قال شهود فلسطينيون ان طائرات اسرائيلية اطلقت صواريخ على مسلحين في الاشتباكات التي وقعت قبل الفجر على مشارف حي الشجاعية المكتظ وهو معقل اسلامي متاخم لمعبر المنطار التجاري. وقتل ثلاثة فلسطينيين من بينهم شرطي فلسطيني كان يرتدي زيه الرسمي. ولم يتضح ان كان الشرطي شارك في القتال. وأصيب فلسطينيون اخرون خلال الليل بينهم شرطي اخر. وقال الجيش ان الاشتباكات وقعت قرب معبر المنطار وهي أول مرة يندلع فيها قتال في تلك المنطقة منذ أن توغل جنود ودبابات اسرائيلية في المنطقة بحثا عن انفاق قد يستخدمها المسلحون. وزاد التوغل الاسرائيلي الضغوط على الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والتي تعاني بالفعل تحت وطأة قطع المعونات الغربية. وبدد العنف أي امال باقية في امكان احياء محادثات السلام. وحذرت حماس من ان التوغل الاسرائيلي يعقد الجهود لنزع فتيل الازمة المتعلقة بشليط. وقتلت القوات الاسرائيلية ثمانية فلسطينيين في اشتباكات متفرقة مع نشطاء في شمال قطاع غزة يوم الجمعة. وجاء ذلك في اعقاب اشتباكات يوم الخميس قتل بسببها 20 فلسطينيا وجندي اسرائيلي في اكثر ايام القتال دموية منذ عام 2004 مما حدا بالاتحاد الاوروبي لانتقاد اسرائيل لاستخدامها "غير المتناسب" للقوة. رويترز