أعلن كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة يوم الاربعاء تأييده لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية يأمل الزعماء الفلسطينيون أن تخفف العقوبات الخارجية التي فرضت بعد فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات. وعقد عنان اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي استأنف جهوده لتشكيل حكومة وحدة وطنية بين حركة فتح وحركة حماس الحاكمة. وقال عنان بعد الاجتماع "هذه عملية مهمة جدا." واضاف "اذا استطاع الفلسطينيون التوحد حول برنامج مشترك وواقعي واذا استطاع (البرنامج) المساعدة في السيطرة على الوضع الامني سيكون ذلك تطورا ايجابيا حقا وستبذل الاممالمتحدة قصارى جهدها لدعمكم." وجمدت الدول الغربية المانحة المعونات للسلطة الفلسطينية منذ وصول حماس الى الحكم بعد انتخابات يناير كانون الثاني الماضي ورفضها مطالب المانحين الغربيين بالاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقيات السلام المؤقتة السابقة. وزاد ذلك من حدة الازمة الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث لم تدفع رواتب موظفي الحكومة منذ مارس اذار الماضي. وقال عباس انه سيذهب الى غزة في وقت لاحق يوم الاربعاء ليبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية. وأعرب عن أمله بالوصول الى نتيجة بأسرع وقت ممكن. وأضاف "الحكومة يجب أن تكون من جميع الاطياف الفلسطينية وتكون قادرة على الإقلاع محليا وعربيا ودوليا ولديها أجندة سياسية قادرة على تنفيذها وأن تدفعها الى الامام ونحن بصدد البحث في هذه الاجندة والوصول الى توافق حولها." وشارك مئات من موظفي الحكومة في مظاهرة نظمتها النقابة التي تسيطر عليها حركة فتح للمطالبة بالرواتب المتأخرة أمام مكتب عباس في مدينة رام اللهبالضفة الغربية قبل اجتماعه مع عنان. واتهم عباس الذي ألقى كلمة على الحشد حماس والنشطاء الفلسطينيين بالعمل ضد المصالح الوطنية برفضهم تعديل سياساتهم ازاء اسرائيل. وقال عباس "من يريد حكومة تخدم الشعب يبحث فعلا عن حكومة قادرة على أن تفك الحصار.. قادرة على أن تحمي مصالح الشعب.. قادرة على أن تأتي بالرواتب." واضاف "من لا يفكر بهذا لا يفكر بطريقة وطنية." واستأنفت اسرائيل التي سحبت جنودها ومستوطنيها من قطاع غزة العام الماضي عمليات عسكرية برية في القطاع قبل شهرين بعدما خطف نشطاء من حماس وفصيلين اخرين جنديا في هجوم عبر الحدود. وقتل ما يقرب من 200 فلسطيني نصفهم تقريبا من المدنيين في الهجوم الذي تقول اسرائيل انه يستهدف أيضا منع الهجمات الصاروخية من غزة على بلداتها الجنوبية. وقال عباس "ما يجري في غزة من صواريخ عبثية يجب أن يتوقف لانه لا يوجد فيه مصلحة. هذه الصواريخ أو المواسير.. سمها ما شئت مضرة بمصالح شعبنا. ان صاروخا أو ماسورة قد تأتي بالقتل والدمار." ينوي موظفو الحكومة بدء اضراب مفتوح عن العمل اعتبارا من يوم السبت وهددوا بإغلاق المؤسسات الحكومية عدا المستشفيات والمعابر الحدودية. وحثت حماس موظفيها على عدم المشاركة في الاضراب. وقال هنية في بيان ان المظاهرات يجب أن تكون موجهة ضد من يفرض الحصار على الشعب الفلسطيني في اشارة الى اسرائيل . ميدانيا قال مسعفون وشهود عيان ان القوات الاسرائيلية قتلت أربعة نشطاء وأربعة من المدنيين الفلسطينيين يوم الاربعاء خلال عملية عسكرية في معقل للاسلاميين بمدينة غزة. وبسقوط أحدث قتلى في حي الشجاعية يرتفع اجمالي عدد الفلسطينيين الذين قتلوا على مدى الاربع وعشرين ساعة الماضية في هجمات اسرائيلية استهدفت نشطاء بقطاع غزةوالضفة الغربيةالمحتلة الى 14. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان الجنود فتحوا النار على أربعة نشطاء في حي الشجاعية بينهم اثنان أطلقا صواريخ مضادة للدبابات مستهدفين القوات الاسرائيلية. وقال مسعفون ان أربعة نشطاء وأربعة مدنيين قتلوا بنيران اسرائيلية في الحي من بينهم مراهق في الرابعة عشرة من عمره قالوا انه قتل بطلق ناري في الرأس. وأضاف أطباء أن شابا (28 عاما) يقول السكان انه مدني أصيب كذلك بطلق ناري في الرأس. وردا على انباء مقتل المراهق قال مصدر عسكري اسرائيلي ان القوات العاملة في المنطقة رصدت فلسطينيا على الارض يعبث بأسلاك فأطلقت النار عليه. ولم يكن لدى الجيش معلومات فورية عن الشاب. وقالت حركة الجهاد الاسلامي ان زعيم الحركة في جنين حسام جرادات لفظ انفاسه الاخيرة في مستشفى بالاردن يوم الاربعاء متأثرا بجراح أصيب بها خلال هجوم قامت به وحدة اسرائيلية سرية في مدينة جنين بالضفة الغربية في الاسبوع الماضي. وقتل الجيش الاسرائيلي 200 فلسطيني على الاقل نصفهم تقريبا من المدنيين في قطاع غزة منذ بدء هجوم موسع على القطاع بعد أن أسر نشطاء الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط في هجوم عبر الحدود يوم 25 يونيو حزيران. وسحبت اسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة في العام الماضي بعد احتلال دام 38 عاما. وفي بيان قال الجيش انه كشف نفقا طوله 150 مترا تحت الارض بين قطاع غزة ومعبر المنطار على الحدود مع اسرائيل. وقال البيان "كان الهدف من النفق هو استخدامه في هجوم ارهابي واسع النطاق ضد المعبر ذاته فيما يبدو" مشيرا الى أن اسرائيل كانت تغلق معبر المنطار من حين لاخر خلال الشهور الماضية "في اطار الاجراءات التي تهدف الى احباط مثل تلك المحاولات". وتقول منظمات اغاثة ان اغلاق معبر المنطار وهو مغلق حاليا منذ 15 أغسطس اب سبب تدهور الظروف الانسانية في قطاع غزة الذي يتسم بكثافة سكانية عالية والذي يسكنه 1.4 مليون فلسطيني. وقال الجيش انه تم العثور على مدخل النفق في منزل بحي الشجاعية. رويترز