دائمًا ما يمتدح النقاد والمتابعون، أداء فريقي مانشستر سيتي، وليفربول من الناحية الهجومية؛ بسبب الغزارة التهديفية لكليهما، وهذا المديح عادة ما يغطي على جانب آخر لا يقل أهمية في طريقة لعب الفريقين. فالدفاع هو السلاح غير المقدّر في طريقة لعب سيتي، وليفربول، ومن غيره لا يستطيعان المبادرة بالهجوم بالفاعلية التي اشتهرا بها. ويؤمّن لاعبو الخط الخلفي، الأمان للاعبي الوسط من أجل المبادرة في بناء الهجمات، كما أنهم يساعدون في الإبقاء على شباكهم نظيفة، بفضل أداء صلب يخلو في بعض الأحيان من الشوائب. وفي الموسمين الأخيرين لم يكن من الممكن التغاضي عن أهمية الدفاع في مانشستر سيتي، حيث دخل مرماه 27 هدفًا في موسم "2017-2018"، و23 هدفًا بالموسم التالي، ولم يتفوق عليه سوى ليفربول (22 هدفًا).. وتكتسي هذه الأرقام أهمية أكبر عندما ندرك أنَّ ليفربول، يلعب بظهيري جنب، لا يقومان بدور دفاعي كبير في الأساس، حيث ترتكز مهمة ترينت ألكسندر أرنولد، وأندي روبرتسون، على القيام بانطلاقات منتظمة نحو الأمام من أجل المساهمة في بناء الهجمات، وهو ما جعلهما من أفضل صانعي الأهداف بالدوري الإنجليزي. وفي السيتي، يحظى ظهيرا الجنبين بأهمية كبيرة أيضًا، واعتمد جوارديولا في موسمه الأول على خدمات أكثر من لاعب في هذا المركز، مثل بابلو زاباليتا، وجايل كليتشي، وباكاري سانيا، وألكسندر كولاروف، وخيسوس نافاس، لكنه لم يكن راضيًا على الإطلاق من الأداء العام في هذا الموقع. ولهذا السبب، أنفق جوارديولا 130 مليون إسترليني على شراء خدمات بنجامين ميندي، وكايل ووكر، ودانيلو، قبل أن يستغني عن الأخير الصيف الماضي من أجل استقدام البرتغالي جواو كانسيلو، وأنجيلينو، علما بأنه صنع من الأوكراني أندري زينتشينكو، ظهيرًا في المنطقة اليسرى أيضًا. ورغم أنَّ جوارديولا لا يعتمد كثيرًا على ظهيري الجنبين في صناعة الأهداف، إلا أنه يعتبرهما جزءًا أساسيًا من عمليات تناقل الكرة في وسط الملعب عند بناء الهجمات، وهذا لا يمنعهما من التقدم للأمام عند الحاجة، تمامًا كما حدث أمام ساوثهامبتون (2-1)، عندما صنع ووكر هدفًا، وسجل آخر من صناعة زميله أنجيلينو. في المقابل، تبدو أحوال ليفربول أفضل بكثير من مانشستر سيتي، الذي كان يتمتع بخط خلفي صلب قبل إصابة الفرنسي إيميريك لابورت، وابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة. وتحوَّل لاعب الوسط البرازيلي فرناندينيو لقلب دفاع بعد الأخطاء المتكررة لنيكولاس أوتامندي، وجون ستونز، فتأقلم اللاعب، بشكل لم يتوقعه أحد، كما أنَّ جوارديولا لا يجد مانعا في إشراك الإسباني رودري بهذا المركز وربما أخطأ في عدم تعويض الفريق بمدافع جديد بعد رحيل فينسنت كومباني نهاية الموسم الماضي. وفي ليفربول، يبرز الهولندي فيرجيل فان دايك كواحد من أفضل مدافعي العالم في الفترة الحالية، لكنه لم يحظ بزميل دائم منذ مجيئه للفريق، لعب إلى جانب ديان لوفرين في موسمه الأول، ثم أخذ جو جوميز مكان الأخير قبل أن يتعرض لإصابة، ليشكل قائد المنتخب الهولندي شراكة دفاعية أخرى مع الكاميروني جويل ماتيب الذي بدوره يغيب عن الفريق حاليا للإصابة. دفاع الفريقين سيكون تحت المجهر في المباراة المنتظرة بينهما مساء الأحد، ضمن الجولة ال12 من الدوري الإنجليزي، فمن يتفوق على الآخر، فان دايك وطرفي الدفاع أصحاب القدرات الهجومية في ليفربول. أم فرناندينيو وجيش المحاربين على الطرفين في سيتي.