لكل أمة من الأمم لغتها وتاريخها وتراثها وعقيدتها.. لأن اللغة هي الوعاء الحقيقي لموروث الشعوب- تاريخياً، وثقافياً، وحضارياً، وتراثاً.. فلا يستطيع أحد أن يستغني عن لغته وهويته الا جاحد أو لقيط.. أو زنيم.. أما بعض الغلاة الموالين لحضارة وثقافة الغرب، الذين في كل واد يهيمون.. ويمرحون ويسرحون.. ويدعون أنهم عرب.. لم يدركوا بعد أسرار وخصائص ومزايا اللغة العربية دلالياً.. ولا تركيبياً.. ولا صوتياً.. ولا نحوياً.. ولا صرفياً.. لذلك نراهم دوماً يهرولون وراء الشعارات الفضفاضة الجوفاء.. دون تحكيم عقولهم.. غير مبالين بالنتائج السلبية التي قد تدمر كيان الأمة وموروثها التاريخي والثقافي والحضاري والعقدي.. فأسلافنا الأوائل قادوا العالم.. وسادوا الأمم.. وصنعوا حضارةً.. ومازالت آثارها شاخصة حتى يومنا هذا.. بآدابهم وفكرهم وتراثهم وعلومهم.. وهذا ما أوصلهم الى الرقي والازدهار آنذاك.. وأسسوا دولةً قوية رائدةً بتمسكهم بعقيدتهم ولغتهم وقيمهم وتراثهم الثقافي والحضاري والاجتماعي.. إذا كانت أمة بهذا الموروث التاريخي والثقافي والحضاري والتراثي الزاخر الهائل.. تتناسى كل هذا.. وتتمسك بقشور حضارة وثقافة الغرب التي باتت باب قوسين أو أدنى من الانهيار المجتمعي.. والإفلاس القيمي والأخلاقي والإنساني.. ناسين أو متناسين الخواء الروحي والنفسي.. والتمزق الأسري والاجتماعي في تلك الدول.. التي تعد من أرقى الأمم علمياً وصناعياً وتجارياً.. فالعبرة بالأسباب.. أخذت تلك الدول بأسباب العلم والمعرفة والبحث العلمي.. فحققت ما تصبوا إليه.. فطريق المجد والسمو والعلم محفوف بالمكاره والتحديات.. ليس سهل المنال.. بل يحتاج الى عزائم قوية.. وشعور وطني صادق.. نابع من القلب.. ومدرك لحاضره ومستقبله.. ومتمسك بعقيدته ولغته وتراثه وقيمه وتقاليده.. لهذا وذاك علينا أن ندرك أن الأمم والشعوب والمجتمعات لا تتقدم ولا ترتقي.. ولا تزدهر إلا بالتمسك بموروثها اللغوي والثقافي والحضاري والروحي.. وخير مثال على ذلك على سبيل المثال لا الحصر.. الصين.. واليابان.. وكوريا الشمالية هل تركت تلك الدول لغتها ودينها وتراثها؟!.. لذا على القائمين على شؤون التعليم أن يحسنوا استعمال المناهج الحديثة المواكبة لروح العصر ومتطلباته.. وأن اللغة العربية هي هوية الشعوب العربية الإسلامية .. ومن لا هوية له.. لا أصل ولا حضارة.. ولا تراث.. ولا جذور له.