يقول أحد الخبراء التربويين: "إن من أهداف التربية تنوع التنمية بجميع اتجاهاتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفلسفية السائدة في المجتمع.. أي أن الأهداف التربوية هي صياغة الطرائق التي فيها يتوقع تغيير سلوك المتعلم صياغةً واضحةً عن طريق العملية التعليمية، وهي التي بها يمكن تغيير تفكير المتعلم، وتغيير شعوره وسلوكه".. لذا لا ترتقي أمة الى أوج العلا إلا بغرس بذور نهضتها وتنميتها بأيدي أبنائها.. وهذا يقودنا الى إصلاح وتطوير المنظومة التعليمية.. لأنها هي الأساس بل هي بمثابة العمود الفقري في العملية التعليمية.. لأن التعليم يمثل مرحلةً مهمةً وحساسةً ومفصليةً في حياة الفرد والمجتمعات والشعوب.. من طفولته حتى كهولته.. فالأمم والشعوب لا تقاس بثرواتها النفطية.. ولا بموروثها الثقافي والحضاري الماضوي بل تقاس بتفوقها العلمي والتكنولوجي والصناعي.. فالعلم هو مفتاح الرقي والازدهار.. وبه ترفع شأن الأمم والدول.. وتسمو بها الى العلياء.. فالتنوع في العلوم والمعارف واللغات يكسب الشباب قدرات هائلة من الإبداع والابتكار.. وخبرات شتى في جميع المجالات.. ما يؤدي الى الارتقاء والنهوض بالأمة اقتصادياً واجتماعياً وتنموياً وثقافياً وسياسياً.. لهذا وذاك لابد من توافر قدر كافٍ من الانسجام والعمل بروح الفريق الواحد.. وإزالة كل الفوارق أياً كانت.. وانصهارها في بوتقة الهوية الوطنية ومصلحة الوطن العليا.. وهذا يقود الى تحديث وتطوير المناهج علمياً وتقنياً حتى تواكب متطلبات واحتياجات روح العصر الحديث.. فالاهتمام بعلوم العصر كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء.. ووسائل التكنولوجيا بكل أنماطها وأنواعها هي التي تؤدي الى القفزة النوعية للنهوض بالأمة.. فالمناهج التقليدية قد ولى عهدها واندثر.. لابد من تصحيح مسار العملية التعليمية بكل جوانبها التعليمية والتربوية والمهنية والفنية.. الى متى نكون تابعين ومستوردين ومستهلكين لحضارة الآخرين أياً كانت غربية أو شرقية..؟! لذلك لابد أن نتقن فنون وعلوم العصر الحديث، وخاصة المتصلة بجوانب الحضارة المادية، ونطوعها لإرادتنا ومتطلباتنا واحتياجاتنا الضرورية.. ونساهم في تحديثها وتطويرها بدلاً أن نكون مستهلكين لها.. وهذا لم ولن يتم إلا بإيجاد منظومة قواعد وقوانين وخطط مدروسة لتطوير مناهجنا التعليمية والاهتمام بتأهيل الكوادر التربوية إعداداً.. وطريقةً.. وعلماً.. واختصاصاً.. مع الاهتمام بالسنة الدراسية أن لا تقل عن تسعة أشهر كاملة في السنة.. على عكس ما هو عليه الآن.. لا نريد أن نطيل.. فالحديث عن شؤون وقضايا التعليم حديث ذو شجون وجنون.. ولكن ما هذه إلا قطرات من خضم عظيم.. واللبيب تكفيه الإشارة..!!.