دعاة السلام العرب والمتصهينين يحاولون عبثا إيصالنا إلى وهم بإنتاج حقيقة مغايرة صادمة تقفز على حقائق الجغرافيا والتاريخ تحت دعاوي العقلانية، إنه معطى صادم يحول ثقوب ذاكرتنا إلى نوافذ تتسع لزوابع محشوة بالسلام الخادع الذي لا يمنح أدنى شروط بقائه قائمًا ولو حتى على عكاز. إن فهم السلام لكيان ( الاربارتهايد) العنصري مختلف تماما تشاطره أمريكا في فهمها له وتقايض الفلسطينيين بنضالالتهم وتضحياتهم وحقهم الوجودي في أرضهم بمحفزات اقتصادية حملتها ما تسمى ب(صفقه القرن) التي عكست الحالة المزرية التي هي عليها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب والإدارات السابقة في رؤيتها ومفهومها للسلام الذي مع كل جولاته واتفاقاته كانت إسرائيل تقضم المزيد من الحقوق وتعلن صراحة أن القدس عاصمة ابدية موحدة لإسرائيل. ففي اتفاقية أوسلوا لم يكن هناك أي نص واضح ملزم للصهاينة بالانسحاب من مدينة القدس وأقل ما يمكن فعله في حيثيات هذا الاتفاق هو حق الصلاة في الأماكن المقدسة وهذا أيضا تم الاتفاف عليه حيث يواجه المصلون الكثير من المضايقات من قبل الشرطة الإسرائيلية باقتحام باحاته من قبل المستوطنين ووزراء في حكومة الاحتلال كما ترفض إسرائيل حق العودة ليصل الحال إلى أن يعلن نتنياهو مؤخرا عزمه على ضم 70./. من أراضي الضفة الغربية وغور الأردن إلى السيادة الإسرائيلية في دعاية انتخابية واضحة ليضمن فوزه وحزبه في الانتخابات المقبلة يدعمه بذلك ترامب وعرَّاب صفقة القرن كاشنر والذي مهد الأول لذلك بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في تحدٍّ واضح للقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن. كل ذلك يجرى وسط انقسام فلسطيني وتشظٍّ عربي يتقاطر البعض منهم خفية وعلانية إلى تل أبيب ليعقدوا الصفقات والاتفاقيات معها كما جرى مؤخرا مع السعودية ، لقد مثلت صفقة القرن امتحانا عسيرا للعرب والمسلمين قاطبة فالقدس لها دلالاتها الدينية والتاريخية والحضارية والسياسية أيضا بالنسبة لهم إلى جانب المسيحيين العرب، لذلك دائما ما تربط إسرائيل القدس بالحل النهائي في أية مفاوضات وتفرض وقائع جديدة على الأرض مع كل مشاورات قادمة، حيث تعمل ومنذ وقت طويل على الحد من عدد الفلسطينيين في المدينة بما يضمن لها الاغلبية الديموجرافية فيها لصالح المستوطنين ويقوم هذا الكيان تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب لكي يتخلى الفلسطينيين عن بيوتهم، يساعدهم في ذلك دول عربية نفطية للأسف عبر دفع مبالغ مالية تفوق أسعارها الاصلية لكي يتخلى سكانها عنها ويتم تقديم أحيانا طلبات شراء باسم رجال أعمال سعوديين وإماراتيين وحتى قطريين في فعل فاضح ومستهجن يقوم به هؤلاء الصهاينة العرب الذين تجردوا من معنى يتصل بالإسلام والعروبة وتنكرهم للحق التاريخي والازلي للعرب والمسلمين في ارض فلسطين وحق شعبها في أرضه المغتصبة وعاصمتها القدس الشريف. كل ذلك يأتي من أجل أن يبقى هؤلاء في عروشهم وممالكهم التي في سبيلها مستعدون للقيام بأكثر من ذلك وهذا ما يشاهده ويلاحظه الجميع من سباق محموم ليرضى الصهاينة عليهم. تتسارع الخطى اليوم بتهيئه العقل العربي وتمرينه على القبول بإمكانية العيش مع هذا الكيان تحت دعاوي كثيرة سرطان يراد ادماجه وزرعه في الجسد العربي سيتمدد بعدها إلى الجسد كله ليبقى استئصاله بعدها مستحيلا. لذلك على الجميع أن ينتبهوا لخطورة هذا المخطط والعمل على افشاله ولعلى الجماهير التي خرجت في عدد من الدول العربيه ومنها اليمن ستكون أولى الخطوات من أجل وأد هذا المشروع السرطاني الخبيث الذي جرى زرعه والذي سيقضى على الجميع ما آن ترك . فلسطين يا هؤلاء عربيه وستظل.