عجبت لهؤلاء الذين أثارت دهشتهم حملة المتصهينين في المملكة الصهيونية السعودية تحت عنوان(فلسطين ليست قضيتي) في حين أن السؤال الحقيقي هو: ومتى كانت فلسطين قضيتهم؟!! لأنهم منذ مائة عام وهم يتآمرون على فلسطين والأمة العربية من أجل الهيمنة الاستعمارية الصهيونية على وطننا العربي؛ ولسنا بصدد استعراض الشواهد على ذلك وإنما نقول لمن ينكر هذا: اعطنا مثالا واحدا على ان الحكام المتصهينين في الجزيرة والخليج كانوا يوما ما مع فلسطين والقضية الفلسطينية . وأما إدعاؤهم أنهم كانوا يقدمون الدعم المالي لفلسطين،فهذه كذبة الأكاذيب لان ما كانوا يقدمونه هو فتات لم يكن يساوي شيئا أمام هيمنة الصهيونية على ثروات الأمة في الجزيرة والخليج، أما ذلك الفتات فهو من عرق المغتربين الفلسطينيين في تلك البلدان الني قامت نهضتها على أكتافهم؛ وبالتالي فالمغترب الفلسطيني هو من يدفع ذلك الدعم الذي لا يسلّم الا للمنظمات الموالية لتلك الأنظمة. لكن السؤال :ما الهدف من موجة العداء والكراهية التي يبثها الذباب الالكتروني لأنظمة التصهين في الجزيرة والخليج؟!!! والذي يجب أن نكشفه ومن ثم نتصدى له ونقاومه ونسقطه. إن الهدف الحقيقي هو: التنفيذ الكامل لمؤامرة (سرقة القرن) بتمويل سعودي خليجي ،وعليه فسوف يتخذون عددا من الإجراءات ابرزها: ا- تهيئة الوعي الجمعي العربي بأن صفقة القرن هي التنازل عن الجزء في سبيل الكل، أي فلسطين مقابل الحفاظ على ما تبقى من الدول العربية. 2- إقناع المجتمع السعودي والخليجي بأن التنازل عن فلسطين للصهيونية هو من أجل حمايتهم من إيران التي تريد ابتلاعهم كما يروجون،وأن أمريكا لن تحميهم من إيران إلا إذا تحالفوا مع الكيان الصهيوني وقبلوا بتنفيذ ما يريده؛ وبالتالي تكون فلسطين هي عربون التحالف المزعوم. 3- وعليه فإن على المجتمع السعودي والخليجي أن يقبل بتمويل تنفيذ مؤامرة صفقة القرن وعليهم أن يدفعوا الضرائب وربما حملات تبرع أي الجزية وهم صاغرون. 4- استبدال مظلومية الشعب الفلسطيني بمظلومية (الكيان الصهيوني) المسكين-حسب تعبير الجد المؤسس- المستهدف من محور الارهاب أي (محور المقاومة) وبالتالي دعم هذا الكيان بكل ما يحتاجه لان يكون القوة العظمى في وجه هذا المحور. 5- إعادة الاعتبار لليهود العرب تحت دعاوى عدة منها أنهم تعرضوا لحملات تهجير قسري من أرضهم عبر التاريخ منذ خروجهم من يثرب وخيبر وحتى هجرتهم الى فلسطين سنة 48م؛ وعليه يجب دفع التعويض المناسب لهم؛ ثم إعادة بناء معابدهم وكنائسهم وحصونهم؛ وفي الاخير تسليمهم المناطق التي هاجروا منها في طول وعرض الوطن العربي . 6- إقامة تحالف أمريكي غربي صهيوني مع أنظمة السعودية والخليج ومن يدور في فلكهم لضرب محور المقاومة والبداية قوى المقاومة في فلسطين لأنها عقبة كأداء أمام تنفيذ سرقة القرن . 7-العمل على تنفيذ (سرقة القرن) التي لا تتعلق بفلسطين فقط وإنما الهدف النهائي لها هو تسليم الوطن العربي من الماء الى الماء للهيمنة الامريكية الصهيونية ولا جدال في ذلك . من هنا نفهم هذه الحملة المسعورة لشيطنة الشعب الفلسطيني-كما فعلوا مع إيران وحزب الله وأنصار الله وحماس والجهاد-من أجل ضرب مصادر قوته وصموده، لانهم يعلمون إن هذا الشعب الأبي المقاوم هو من سوف يفشل هذا المخطط الإجرامي التصفوي لفلسطين(الأرض والإنسان والقضية)، هذا الشعب العظيم الذي سيقاوم بأسنانه وأظفاره دفاعا عن وجوده، ولذا يجب- من وجهة نظرهم-حرمانه من أي تعاطف عربي أو خليجي ،وتقديمه بصورة جديدة (شعب من الإرهابيين ومصاصي الدماء)ضد كيان (صهيوني) مسالم حضاري ومتطور. ولكن هل سينجح هؤلاء في تمرير مؤامرتهم؟ بكل ثقة وإيمان نقول:لا ؛ مادام في عروقنا قطرة دم واحدة تنبض بالعروبة والاسلام، وكما قال شاعر فلسطين الكبير محمود درويش: "ولو أنّا على حجرٍ ذُبحنا لن نقول نعم" وأيضا نقول لهم: لن تمروا ... * عضو مجلس الشورى