الصمود الذي ذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية بعد مقابلات أجرتها مع عدد من المراقبين والخبراء العسكريين السياسيين أن صمود مقاتلي حزب الله اللبناني في وجه جيش إسرائيل الذي يملك احدث الاسلحة لمدة شهر يعود إلي الحماس والسرية والتدريب الشاق والسيطرة علي أفراده مع استمرار تدفق المساعدات المالية الإيرانية عليهم للحصول علي ترسانة أسلحة فعالة.. وقال البريجادير جنرال ايدو نيهوشتان عضو قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي: إذا كنتم تنتظرون ظهور علم أبيض يخرج من خندق حزب الله, فإنني أؤكد أن هذا لن يحدث, إنهم متطرفون ويسيرون الطريق إلي آخره.. وأوضح خبير لبناني ان حزب الله درس التاريخ العسكري جيدا, بما في ذلك حرب فيتنام, وأقام برنامجا تدريبيا بمساعدة المخابرات وضباط عسكريين إيرانيين أصحاب خبرة واسعة, مشيرا إلي أن البرنامج التدريبي جاء مصاحبا لحصول حزب الله علي أسلحة ذات فعالية كبيرة في مواجهة الدبابات الإسرائيلية. وأشارت إلي أن الصواريخ المضادة للدبابات التي تعمل بالليزر تعد أكثر الأسلحة فعالية بين أسلحة حزب الله حسب شهادات جنود وضباط الجيش الإسرائيلي, وأنه يمكن استخدام بعض القاذفات المضادة للدبابات لاستهداف الطائرات المروحية, الأمر الذي حد من قدرة إسرائيل علي استخدام المروحيات في عمليات انقاذ المصابين أو غيرها. وأوضح الخبير اللبناني أن ثمن ترسانة حزب الله التي تضم آلاف الصواريخ والتي أطلقت علي شمال إسرائيل خلال الشهر الماضي جاء من التبرعات التي يجمعها الشيعة حول العالم, خاصة في ايران.. وأشار إلي أن المساعدات التي تصل لحزب الله من ايران تقدر بنحو25 مليون دولار شهريا, ولكن بعض التقارير أشارت إلي أن هذا المبلغ تضاعف منذ تولي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الرئاسة العام الماضي.. وأشارت الصحيفة الامريكية إلي أن فشل المخابرات الإسرائيلية في اختراق صفوف حزب الله يمثل جزءا من ثقافة الحزب القائمة علي السرية والكتمان الشديد والذي قالت إنه يمثل تيارا سائدا في الفقة الشيعي ويتماشي أيضا مع مبدأ التآخي.. وأوضحت أن استمرار تليفزيون المنار في بث برامجه من استديوهات سرية بعد أن قصفته إسرائيل بأنه خير مثال علي السرية والاستعداد الكامل لحزب الله للمعركة مع إسرائيل, كما أن استمرار اختباء أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في مواقع لا يستطيع اللبنانيون أنفسهم سوي أن يطلقوا التخمينات غير المؤكدة حيالها يمثل أكبر أسرار حزب الله علي الاطلاق. قالت مجلة ذي نيويوركر ان الحكومة الاميركية " كانت متورطة في الخطة الاسرائيلية ضد حزب الله حتى قبل الثاني عشر من يوليو عندما اسر الجنديان الاسرائيليان" من قبل مقاتلي الحزب مما تسبب باندلاع الحرب في لبنان. وكتب الصحافي سايمور هرش والذي كشف عن فضيحة سجن ابو غريب ، ان الرئيس الاميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني كانا واثقين من ان حملة قصف اسرائيلية ناجحة على مواقع حزب الله قد تهدئ من مخاوف اسرائيل بشأن امنها. وتقول المجلة ان ادارة بوش كانت ترى ايضا في هذه الحملة مقدمة لهجوم وقائي اميركي محتمل لتدمير المنشآت النووية الايرانية. وكتب الصحافي هرش, مستندا الى معلومات نقلها له خبير في شؤون الشرق الاوسط طلب عدم ذكر اسمه ومطلع على المشاريع الحالية للحكومتين الاميركية والاسرائيلية, ان اسرائيل اعدت خطة للهجوم على حزب الله وابلغت مسؤولي ادارة بوش قبل اسر الجنديين الاسرائيليين. واضافت المجلة استنادا الى الخبير انه كان للبيت الابيض دوافع كثيرة لدعم حملة القصف. وقال هرش انه اذا كان ثمة من خيار عسكري ضد ايران فانه من الضروري القضاء على الاسلحة التي قد يستخدمها حزب الله للانتقام من اسرائيل. واستنادا الى مستشار للحكومة الاميركية مقرب من اسرائيل افاد الصحافي ايضا انه في بداية الصيف وقبل اسر الجنديين الاسرائيليين توجه العديد من المسؤولين الاسرائيليين الى واشنطن "للحصول على الضوء الاخضر" لعملية قصف مقاتلي من حزب الله "ومعرفة مستوى دعم الولاياتالمتحدة" محيط