استمراراً لمسلسل الانفلات الامني الذي يسود جميع مناطق العراق لقي 40شخصاً مصرعهم الاربعاء في حوادث امنية متفرقة بمختلف المدن العراقية تنوعت بين انفجارات لسيارات ملغومة وعبوات ناسفة واغتيالات ،كما اسفرت تلك الحوادث عن اصابة حوالي 100شخص اخرين . وفي هذا الصعيد قالت الشرطة العراقية ان سيارتين ملغومتين انفجرتا في وقت واحد مما أوقع 13 قتيلا على الاقل و43 مصابا في بغداد،حيث وقعا الهجومان في شارع تونس وهو شارع تجاري مزدحم في وسط بغداد. كما اندلعت اشتباكات في اثنتين من كبريات المدن العراقية وأسفر انفجار قنبلة وسيارتين ملغومتين عن مقتل 18 في العاصمة بغداد مما يبرز هشاشة الوضع الامني فيما تسعى القوات الامريكية والعراقية للقضاء على أعمال العنف الطائفية. بينما هرعت قوات بريطانية ورتل من ناقلات الجنود المدرعة الى البصرة حيث خاضت عصابات مسلحة معركة ضارية مع القوات العراقية لاكثر من ساعة في البصرة التي تعد ثاني اكبر مدينة في العراق التي أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي حالة الطوارئ فيها في يونيو حزيران. وقال الجيش البريطاني ان نحو 180 جنديا بريطاينا ونحو 16 ناقلة جند مدرعة ارسلت لمساندة قوات الجيش والشرطة العراقية. ويأتي القتال الذي نشب يوم الأربعاء بعد أعمال عنف شهدتها بلدة كربلاء الشيعية المقدسة يوم الثلاثاء بين الجيش العراقي وأنصار رجل دين شيعي. وقالت وزارة الدفاع العراقية اليوم ان هذه الواقعة أسفرت عن مقتل 12 بينهم اثنان من رجال الشرطة. في حين قالت الشرطة انها قتلت ستة مقاتلين في مدينة الموصل على مسافة 390 كيلومترا شمالي بغداد التي شهدت قتالا عنيفا قبل عشرة ايام عندما احتاجتها القوات الامريكية والعراقية لبضع ساعات لاستعادة الهدوء. ويحذر ضباط امريكيون من أن ينزلق العراق إلى حرب أهلية ما لم تتم السيطرة على أعمال العنف وفي الاسبوع الماضي نشر الاف الجنود الامريكيين في بغداد لاستعادة الهدوء في أخطر أحيائها. وتقول واشنطن ان العاصمة أساس استقرار البلاد بأسرها. وكانت الحكومة الجديدة التي يقودها الشيعة قد وعدت بالمصالحة بين الطوائف العراقية المتناحرة غير أنه بعد نحو ثلاثة أشهر من تولي المالكي رئاسة الحكومة ما زالت أعمال العنف مستمرة. كما انفجرت قنبلة على جانب طريق في سوق صغير للسلع الرخيصة والمستعملة في شرق بغداد مما أسفر عن مقتل ثمانية واصابة ما يصل الى 28. وقال محمد قرين وهو يقف وسط حطام أجهزة تلفزيون مستعملة وأدوات منزلية متناثرة "انفجرت القنبلة بجانب هؤلاء الناس الذين لم يحضروا الى هنا الا لكسب قوتهم. انهم يبيعون سلعا مستعملة." وأضاف "قتل رجل عجوز وابناه. ما الذي فعله هؤلاء الابرياء.." وقال مراسل لرويترز في البصرة ان الاحداث في البصرة بدأت بهجوم على مكاتب المحافظ ومجلس المحافظة. وقال محمد علاوي محافظ البصرة ان المهاجمين جاءوا اساسا من عشيرة بني أسد وقالت مصادر من الشرطة انهم ينتقمون لمقتل احد زعمائهم. وأضاف المحافظ أنهم رجال من هذه العشيرة واخرون من البصرة وبدأوا اطلاق النار على مبنى مكتب المحافظ. وتابع أن رجاله سيتصدون بحسم لمن يحملون السلاح. وقال عقيل الفريجي عضو مجلس المحافظة الذي يقوده الشيعة ان شرطيا قتل وأصيب خمسة. ونشرت شرطة كربلاء أكثر من عشرة الاف من الجنود والضباط لفرض طوق أمني حول المدينة لمنع بضع مئات من أتباع رجل الدين محمود الحسني من العودة بعد مسيرة في بلدة الحلة المجاورة. سياسيا استبعد عضو البرلمان العراقي محمد الدايني انعقاد مؤتمر الوفاق الوطني في بغداد تحت رعاية الجامعة العربية واقترح نقله إلى القاهرة أو أي دولة عربية مجاورة للعراق نظرا "للأوضاع الأمنية الصعبة إضافة للاحتلال الأميركي" الذي "يغذي الفتنة الطائفية في العراق". وحول المصالحة بين أطياف الشعب العراقي رأى الدايني العضو عن جبهة الحوار الوطني السنية أن العراقين أحرار وقادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم وأن المصالحة يمكن أن تتم في غضون 72 ساعة من خروج القوات الأميركية من البلاد. كما اتهم "مليشيات عراقية منظمة ولها وجود ضمن كتل مشاركة في العملية السياسية بممارسة عمليات قتل جماعي" مضيفا أن هذه المليشيات "تدعم فنيا وإداريا وماديا من قبل إيران التي أصبح لها اليد الطولي في كل شؤون العراق". ووسط العنف الطائفي المتأجج في العراق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض أمس إن الرئيس الأميركي جورج بوش رفض فكرة تقسيم العراق كحل لإنهاء أعمال العنف في إشارة إلى اقتراح لتقسيم البلاد إلى دول مختلفة وحسب الطوائف التي تقطنها (الأكراد والشيعة والسنة).