هناك شباب يرفعون أعلام أوطانهم عالياً بكل فخر واعتزاز.. المهندس أحمد عبدالله شعبان أحد هؤلاء الشباب الذين تخرجوا من كلية الهندسة المدنية - قبرص. كنت أتابع حفل التخرج عبر الانترنت بعد أن تقطعت بنا السبل بسبب حصار العدوان على اليمن والحيلولة دون حضور أغلى المناسبات على قلوبنا كآباء ننتظر هذه اللحظة التي تعتبر ثمرة سنين من الكفاح والمثابرة، كان حلم حياتي أن احضر هذه المناسبة أينما كانت. تابعت الحفل بشكل طبيعي جداً وأنا فخور بإبني وزملائه المهندس عبدالملك ظافر وإياد ظافر وسفيان الكامل وعبدالرحمن محمد عثمان وأحمد طه وآخرون. كوكبة يمنية ترفع اسم اليمن عالياً، منهم من تخرج اليوم ومنهم من سيحتفل قريباً فالتفوق يجمع الكل، إلا أنني عندما شاهدت الجامعة ترفع صورة المهندس الخريج ويعلوه العلم الوطني لبلاده، انتابني ذلك الشعور الذي ينتاب المواطن اليمني عندما يشاهد علم بلده مرفوعاً خارج الوطن، في ظل حصار وعدوان عالمي على بلدي، هذا العدوان وحصاره الظالم غير المبرر حرمني من اكتمال فرحتي بإبني. لقد حضر علم الوطن حفل التخرج لأبني وزملائه بدلاً عني وكان كافياً وسفيراً لإيصال دموع الفخر والاعتزاز بأبناء اليمن ودموع الزهو والعزة والكرامة والسيادة بعلم وطني. فاجأتني لقطة العلم اليمني وذرفت دمعي.. تذكرت أولئك العظماء الذين يخوضون معارك الشرف والدفاع عن سيادة البلد وأرضه ومقدراته ضد الهجمة العالمية القذرة التي لا ترغب أن ترى ذلك العلم مرفوعاً ولا تلك العقول متفوقة. سيأتي أحمد وزملاؤه إلى اليمن قريبا، سيقومون بمهمة إعادة الإعمار للوطن جنباً إلى جنب مع من سبقهم من العقول اليمنية العملاقة، ولن نحتاج إلى أجنبي يبني مدننا المقصوفة وصروحنا التاريخية وقلاعنا الأثرية المدمرة، ولن نحتاج إلى أجنبي يحافظ على تراثنا وتاريخنا وثقافتنا، ستبنيها سواعدنا وسواعد أبنائنا الذين يحصدون الشهادات العليا بما زرعوا من جهد. اللهم لك الحمد ولك الشكر.. سينتصر هذا الوطن في كل ميادين الشرف والعزة. *رئيس لجنة كسر الحصار ورفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي