سمي اليمن بالعربية السعيدة، وأطلق عليه هذا الاسم الرومان ، لأنهم عرفوا أن هذا البلد بتضاريسه وموقعه الاستراتيجي وبثرواته وغيرها يصنع السعادة لأبنائه. هذا البلد الذي وصفه القرآن الكريم بأرض الجنتين، ولم يسم أي بلد بهذا الاسم، والقرآن هو الكلام الفصل ووصف الله سبحانه وتعالى اليمن بالبلدة الطيبة ورب غفور ، لكن الصراع الذي ظل يُغذى بين العديد من الأطراف على مر العصور جعل من اليمن السعيد وأرض الجنتين بلدا تعيسا وأرض فقر وجوع بسبب الخلافات السياسية والصراع على السلطة.. لماذا لا نفكر وننبذ كل الخلافات ونتجه وأيادينا متشابكة لبناء اليمن ونخذل من يراهنون على تدميرنا من خارج البلد . بأيدينا الفرصة أن نجني خيرات الوطن ونحقق الثراء الحلال والرفاه لكل ابناء الوطن، ما علينا إلا أن نستثمر فرص هذا الوطن البكر، وسنجد أنفسنا أننا لا نحتاج إلى مساعدات، ولا إلى الديون، ولا نستجدي المانحين ومن الغريب أن الحكومات المتعاقبة ظلت تعمل من أجل أن تحصل على القروض والمساعدات، وأن تنال رضا المانحين، دون أن تعمل في استثمار الفرص الاستثمارية التي لا تقارن، وظلت تعمل بطرق تفسح لها مجالات واسعة في الفساد الذي ندفع ثمنه واقعا معيشيا مترديا. لدينا القطاعات الواعدة سواء في المجال الخدمي أو السياحي أو الزراعي أو الصناعي أو السمكي أو التعدين والاستخراج، وغيرها من القطاعات الواعدة والكفيلة بأن تضع هذا البلد على خارطة السعادة وأن يكون فعلاً اليمن السعيد وأرض الجنتين فهي الارض الطيبة ورب غفور فلماذا، لا نغفر لبعضنا البعض ونتصالح ونتسامح وننبذ الصراعات البينية بيننا كأبناء وطن واحد، اليوم يتصارع العالم على الجزر والموانئ اليمنية، ويحلم بأن يكون له موطئ قدم على تراب هذا الوطن، والمؤسف أن ثمة من يقف في صف المستعمر ويبذل حتى حياته من أجل أن يسهل الطريق أمام المحتل لاحتلال بلده. الموقع الاستراتيجي لليمن يجعلها محط أنظار العالم على مر العصور، وكلما حاول المستعمر أن يفرض قبضته على اليمن ينتفض اليمنيون للدفاع عن أرضهم، وأصبحت هذه الأرض الطاهر تُعرف بمقبرة الغزاة. في وقتنا الراهن باتت الكثير من دول العدوان تتصارع مجدداً لاحتلال اليمن، وعينها على الجزر اليمنية والموانئ ومناطق الثروات المعدنية التي تُعد من أهم الموانئ على مستوى العالم، وباب المندب الذي يُعتبر ثالث مضيق على مستوى العالم يتنافس الأعداء على فرض سيطرتهم عليه، فهم يدركون أهمية هذا المضيق الذي يمر عبره حوالي 6.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمشتقات النفطية، وتمر عبره حوالي 70 قطعة بحرية يومياً، ويُعد هذا المضيق بمثابة الشريان النفطي للعالم، لذلك تتزايد المطامع على هذا المضيق. الواقع يفرض على كل يمني أن يحافظ على وطنه وأن يكون أداة بناء لا أداة هدم، ويجب أن ننبذ الخلاف والصراع فيما بيننا، وأن نفكر بمستقبل أولادنا الذين سيرثون مننا وطنناً محتلا وممزقا، وأن نعمل على استغلال موارده وخيراته ونستثمر كافة فرصه لنصنع واقعاً أفضل لأبنائنا ووطننا. أثق أن ثمة ضمائر حية تستشعر مسؤوليتها الدينية والوطنية، وستعمل من أجل الاستقرار وتحقيق التنمية، ولم الشمل والدعوة إلى التسامح من أجل الله والوطن، اليمن أرقى وأسمى من خلافاتنا، سنموت وسيبقى الوطن.