شيخ حوثي يعلنها صراحة: النهاية تقترب واحتقان شعبي واسع ضد الجماعة بمناطق سيطرتها    الحوثيون يزرعون الموت في مضيق باب المندب: قوارب صيد مفخخة تهدد الملاحة الدولية!    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    الحوثيون يلفظون أنفاسهم الأخيرة: 372 قتيلاً خلال 4 أشهر    مأرب تغرق في الظلام ل 20 ساعة بسبب عطل فني في محطة مأرب الغازية    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    " محافظ شبوة السابق "بن عديو" يدقّ ناقوس الخطر: اليمن على شفير الهاوية "    رسالة حوثية نارية لدولة عربية: صاروخ حوثي يسقط في دولة عربية و يهدد بجر المنطقة إلى حرب جديدة    مقرب من الحوثيين : الأحداث في اليمن تمهيد لمواقف أكبر واكثر تأثيرا    ريال مدريد يسيطر على إسبانيا... وجيرونا يكتب ملحمة تاريخية تُطيح ببرشلونة وتُرسله إلى الدوري الأوروبي!    17 مليون شخص يواجهون حالة انعدام الأمن الغذائي باليمن.. النقد الدولي يحذر من آثار الهجمات البحرية    تكريم مشروع مسام في مقر الأمم المتحدة بجنيف    الرسائل السياسية والعسكرية التي وجهها الزُبيدي في ذكرى إعلان عدن التاريخي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    آرسنال يفوز على بورنموث.. ويتمسك بصدارة البريميرليج    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    الرئيس الزبيدي: نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    الحوثيون يستعدون لحرب طويلة الأمد ببنية عسكرية تحت الأرض    معاداة للإنسانية !    من يسمع ليس كمن يرى مميز    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في دراسة بحثية عن دور إسرائيل في العدوان على اليمن للدكتور علي احمد الرحبي: الكيانان السعودي والإسرائيلي وليدان للاستعمار البريطاني في المنطقة (1)
نشر في 26 سبتمبر يوم 18 - 07 - 2020

عبدالعزيز آل سعود في خطابه الشهير «أقر واعترف ألف مرة «لسير برسي كوكس) لا مانع عندي من اعطاء فلسطين للمساكين اليهود»
العدو الصهيوني اعتبر اليمن دولة معادية.. ومشاركته في العدوان ضمان مصالحه عبر تحالف العدوان
كلما حاول اعلام دول العدوان السعودي- الاماراتي إنكاره اشتراك العدو الإسرائيلي في عدوانه الهمجي علي الشعب اليمني الحر، وكلما اجتهدت وسائل إعلام العدوان في نفي المعلومات الرائجة عن اشتراك ضباط صهاينة في غرفة عمليات تنسيق العدوان السعودي اماراتي علي الشعب اليمني او مشاركة طيارين يهود في قصف المدن اليمنية غالباً ما تأتي التأكيدات لتبين كذب العدوان ووسائل إعلامه، ودوماً تنفضح مؤامرات السعودية وارتباطها المباشر مع الصهاينة واكتمال التنسيق معهم مما يثبت أن التواصل السعودي الإسرائيلي ذات جذور قديمة بداء في الستينات من القرن الماضي بعد قيام ثورة 26سبتمبر1962 ضد النظام الملكي في شمال اليمن والارتباط بينهم قوي يتم برعاية وترتيب بريطاني ومن ثم امريكي وبحماية من الرئيس دولند ترامب الذي لا يخفي حرصه علي تقوية علاقة إسرائيل مع حلفائه الخليجيين وعملهم المشترك لحماية حكومة الاحتلال وذلك بالتنسيق التام بين هذه الأطراف ضد حركات المقاومة ومن بينها الشعب اليمني الكريم ومقاومته الباسلة التي لا تتردد ابدا في الجهر بموقفها الواضح من العدو الصهيوني والصراع معه واعتبارهم أن القضية الفلسطينية ليست محلا للمساومة والتفاوض حولها وان إسرائيل يجب أن تزول ولا مكان لها بيننا. تكاد لا تمرّ مناسبة سياسية لدى حركة «أنصار الله» لا تُذكر فيها فلسطين والاحتلال الإسرائيلي. وإن كان العداء اليمني لإسرائيل تاريخياً وينبع من أدبيات وأخلاقيات، والانتماء العربي، لهذا الموقف الواضح الذي يتبناه اليمنيون يأتي اشتراك الصهاينة في الحرب عليهم .
وفي هذا المبحث يسلط الباحث على الدور الاسرائيلي في العدوان على الشعب اليمني العظيم من خلال الاتي:
الدكتور/ علي أحمد الرحبي
1- نشأة العلاقات الاسرائيلية –السعودية .من خلال عرض مؤجز للجذور التاريخية للعلاقات بينهما .
2- اسباب مشاركة اسرائيل العدوان على اليمن.
3- الدور الاسرائيلي في العدوان .
1- نشأة العلاقات السعودية- الاسرائيلية :
لا تشذ محددات العلاقات السعودية الإسرائيلية بمراحلها المختلفة عن سبب رئيسي في نشأة كل من الدولة العبرية والدولة السعودية، فكل منهما نشأ كوليد للاستعمار وربيبين له؛ وكذلك ارتباط استمرارهما حتى الآن بشكل رئيسي على علاقة كل منهما به سواء في المرحلة البريطانية، أو المرحلة الأميركية، هذا الارتباط في النشأة يلخصه الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود بخطابه الشهير لضابط المخابرات البريطاني الصهيوني بيرسي كوكس عشية الحرب العالمية الثانية وبالتوازي مع خطاب بلفور، حيث أقر عبد العزيز في خطابه: “أنا السلطان عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود، أقر واعترف ألف مرة، للسير برسي كوكس، مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، كما تراه بريطانيا، التي لا أخرج عن رأيها، حتى تصيح الساعة”، هذا التلاقي تحت جناح بريطانيا سرعان ما تطور إلى ركن أساسي في سياسة المملكة تجاه إسرائيل، ليس فقط على أرضية أن كل من الدولتين شكلا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتحولا في الوكالة من بريطانيا إلى الولايات المتحدة لقاعدتين متقدمتين في المنطقة لتنفيذ سياسات الأخيرة بشكل مباشر أو غير مباشر بشكل منفرد مقابل توفير الأخيرة لمظلة حماية سياسية وعسكرية لكل منهما، على ان يوكل دور تل أبيب والرياض في تعطيل مسارات التحرر الوطني في المنطقة بداية عقد الخمسينيات وتحديداً في العدوان الثلاثي على مصر1956م, عمل تاجر السلاح الملياردير السعودي عدنان خاشفجي على توطيد التعاون السعودي- الاسرائيلي الذي قام بأرسال مرتزقة الى اليمن من جنسيات إسرائيلية، بريطانية، فرنسية، بلجيكية وجنوب أفريقية لدعم وتسليح القبائل اليمنية الموالية للسعودية والمناهضة لثورة 26سبتمبر 1962م ولعبد الناصر الذي دعم الجمهورية الوليدة, ولكي يتم التواصل بشكل مستمر، افتتح مكتب ارتباط سعودي- إسرائيلي في بيروت تحت غطاء تجاري، وكان المحافظ البريطاني جوليا ايميري، هو الوسيط بين خاشقجي والإسرائيليين. خاشقجي كان خريج كلية فكتوريا في الاسكندرية في أوائل الخمسينيات، وهي الكلية التي عرفت ب«خلية فكتوريا». فقد كانت مركزاً للتجنيد، وتخريج عملاء بريطانيا. وقتها كان هناك ثلاثة طلاب سعوديون يدرسون، في صف واحد، كان لهم بعد ذلك دور كبير في تثبيت العلاقات السعودية الإسرائيلية، بعد تخرجهم، أحدهم كان خاشقجي، الذي أصبحت له علاقات مميزة بالاستخبارات الأميركية. لكن كان هناك كمال أدهم، صهر الملك فيصل، الذي استطاع التأثير عليه، ليغير موقفه من عبد الناصر. فبعدما كان فيصل معجباً بعبدالناصر، أصبح يراه خطراً على تواجد المملكة. وعمد إلى محاربته في اليمن. إنهاء الوحدة المصرية السورية في العام 1961م، مثّل بداية التآمر على عبدالناصر، لعزله عن محيطه العربي، الذي كان عبد الناصر يسعى الى وحدته، ثم جاء افشال الدعم المصري لليمن. وقتها كانت الصحافة اللبنانية تهاجم عبد الناصر بشكل غير مسبوق، بعدما سيطر عليها المال السعودي وفي أجواء مهاجمة فكر الوحدة العربية، تكونت أول مجموعة عمل إسرائيلية سعودية، في بيروت. ظهر دور مجموعة فكتوريا، ومنها خاشقجي، لإنهاء الارتباك السياسي السعودي. وبرز دور شركة ارامكو السعودية للنفط، والتي كانت شركة أميركية، وبقيت محتفظة بالاسم الأميركي حتى بعد تأميمها في الثمانينيات. أرامكو كانت هي الاستخبارات الأميركية المشرفة على السياسة السعودية ضد مصر في اليمن. وقتها كان على السعودية احترام اليهود الاميركيين العاملين في المملكة في شركة أرامكو، بحسب تنبيه من الرئيس الأميركي، جون كنيدي. وهؤلاء اليهود كانوا هم نواة العلاقات السعودية الإسرائيلية، فجزء من نص رسالة التنبيه للملك فيصل لاحترام اليهود الأميركيين في السعودية كان يقول «يجب على السعودية احترام العهد الذي قطعه الملك سعود، فإسرائيل وجدت لتبقى». يؤكد أسعد أبو خليل أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا على مسألة التعاون الإسرائيلي- السعودي المباشر ضد مصر عبد الناصر ودورها في اليمن، وما شهده من لقاءات مباشرة بين مسؤولين من البلدين، في مقال له في صحيفة الأخبار اللبنانية، ويذكر أن النظام السعودي فتح علاقة مباشرة مع تل أبيب من أجل بحث دعم الملكيين ضد القوات المصرية والثوار، ما لزم عقد لقاءات بين مسئولي الدولتين، إحدى جولات هذه اللقاءات جرت في القنصلية الإسرائيلية في بومباي، حيث تردد الدبلوماسي السعودي أحمد القاضي على القنصلية مرات عدة، بأوامر من الملك فيصل- كان يشغل منصب ولي العهد آنذاك- في إطار بحث امداد الطائرات الإسرائيلية لقوات الملكيين بالأسلحة والذخائر، مقابل معلومات تقدمها السعودية والملكيون عن الجيش المصري وتسلحيه إلى إسرائيل، كما نقل أبو خليل تصريحات سفير إسرائيل السابق لدى بريطانيا، أهارون ريميز، حول لقاءاته وآخرين “بصورة مستمرة” مع قادة من السعودية والأردن، امتدت حتى ما بعد حرب 1967م، واتساع مائدة الحوار بعد ذلك لتشمل مندوبين من وزارة الدفاع السعودية ومنظمة الاستخبارات والأمن القومي الإيرانية “سافاك” وجهاز الاستخبارات العسكري الإسرائيلي “أمان”، استمرار التعاون بين الرياض وتل أبيب بعد انتهاء حرب اليمن الأولى بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات المتحاربة فإن المرتزقة الأجانب الذين شاركوا في الحرب حاولوا الإبقاء على الجسر الجوي الإسرائيلي في مايو 1966م وطرح تدريب قوات الإمام على أراضي إيرانية بإشراف إسرائيلي أميركي وجس نبض الملك فيصل للتجاوب مع ذلك. التطبيع السياسي بين السعودية وإسرائيل بهذه السلاسة السابقة كان البداية الحقيقية للعلاقات بين السعودية وإسرائيل، التي محورها الأساسي الإضرار بكل ما هو مناهض للهيمنة الاستعمارية بمراحلها المختلفة، وأيضاً يضمن بقاء سياسات كل من الدولتين بشقيها الرجعي والعنصري، في الداخل والخارج، في ديمومة لم تكن لترمي بالاً إلى الخلافات السياسية والعقائدية. آخذة العلاقات في التطور على عدة مستويات متشابكة اقتصادية وإعلامية وثقافية، وصولاً إلى إعلانها بشكل مبادر من الطرفين وفق شروط يجوز تسميتها بالإجرائية الإعلامية، وأهمها القضية الفلسطينية وتحقيق السلام، الذي شكل عنواناً لمفاعيل العلاقات العلنية بين تل أبيب والرياض، التي اتخذت حتى وقت قريب طابعاً غير رسمي، لتتحول إلى تحالف سياسي استراتيجي بداية من 2015 ،سبقه تمهيد على مستويات شعبية وثقافية تؤهل للقبول بتطبيع سياسي ودبلوماسي. فمنذ أواخر 2012م وحتى أواخر 2015م يتسرب إلى الإعلام – عن قصد في معظم المرات- خبر أو تصريح يشير إلى سعي السعودية وإسرائيل للتقارب لبعضهم البعض، غير أن حرب تموز 2006م نقطة فارقة في مسار تلاقي المصالح الاستراتيجية بين الرياض وتل أبيب، فالأخيرة التي هُزمت في حرب على يد المقاومة اللبنانية المدعومة من إيران تلاقت مع الأولى في العداء الحيوي لها، وهو الأمر الذي بخلاف دعم طهران لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، فإنها شكلت تهديداً استراتيجياً لكل من الدولتين من زاوية محورية الدور الإيراني في المنطقة على حساب المركزية المطلوبة لكل من السعودية وإسرائيل؛ وامتداد مفاعيل هذا الأمر لمحاصرة نفوذ إيران من ناحية علاقاتها مع مختلف دول العالم، ظلت العلاقات الإسرائيلية السعودية حتى وقت قريب في نطاق ضيق من المسئولين الأمنيين والاستخباراتيين، وحتى وقت قريب لم يجتمع الطرفان في أي لقاءات علنية أو رسمية. ولكن مع بوادر توقيع الاتفاق النووي ضرب عدة مسؤولين سعوديين بذلك التقليد عرض الحائط، حيث التقى أنور عشقي، وهو لواء سابق في المخابرات السعودية، ب«دور غولد» وهو المدير العام لوزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية، وتضمّن اللقاء أيضًا الحديث عن الخطر الإيراني، تلا ذلك زيارة بعثة سعودية لإسرائيل في سابقة غير معهودة، شملت أنور عشقي وأكاديميين ورجال أعمال سعوديين التقوا خلالها أعضاءً في الكونجرس الإسرائيلي. كما نشرت صحيفة الأمريكان هيرالد تريبوين مذكرة تفاهم بين الجانب السعودي والإسرائيلي، كشفت عن وجود تعاون عسكري بين البلدين، كما كشفت الوثائق عن أسماء قادة في الجيش السعودي شاركوا في تدريبات سرية مع إسرائيل، لإدارة قوات عسكرية مشتركة في البحر الأحمر، والذي من المفترض أن يكون مقرها الإداري في جزيرة تيران.
كانت العقوبات النووية على ايران صمام أمان للرياض وتل أبيب كضمانة لتعطيل وكبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي استخدمت فيه الرياض الورقة الطائفية وكرست صراعها السياسي مع طهران على نحو مذهبي مفاعيله امتدت على طول المنطقة وعرضها، وسرعان ما تحول في السنوات الأخيرة إلى عمود فقري للسياسة الخارجية السعودية، الأمر الذي وظفته تل أبيب لصالحها، فلعبت على هذا الوتر الطائفي كامتداد لتصنيف الدول العربية ل”دول الاعتدال السني” و”المحور الشيعي” بكلمات نتنياهو في خطابه الذي وجهه لأوباما عشية تشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش , وقبل ذلك كان البرنامج النووي الإيراني الأساس الثاني الذي انطلقت منه ضرورة التحالف بين السعودية وإسرائيل، التي سرعان ما تحولت بعد الاتفاق النووي إلى ضرورة وجودية.
في السنوات الأخيرة نجد أن محاور العلاقات الإسرائيلية- السعودية تلاقت عند أهداف مشتركة على مستوى المنطقة، سواء في إيجاد حيز علني للعلاقات الموجودة أصلاً وتجذيرها شعبياً ليس فقط على مستوى ثنائي ولكن على مستوى دول الخليج ثم الدول العربية بقاطرة سعودية، أو إيجاد تسوية شاملة تُدمج إسرائيل في المنطقة التي من المفترض أن تدار من جانب قطبيها: الرياض وتل أبيب وتدور باقي دولها في فلك هاتين الدولتين، وأخيراً وهو الأهم والمحرك الرئيسي للطفرة الحالية في العلاقات بين السعودية وإسرائيل هو التصدي لإيران ومحور المقاومة، ما بدأ في توحيد الموقف من الاتفاق النووي، وسعيهم المشترك على عدة مستويات لإجهاضه، ما تطور إلى موقف موحد من حركات المقاومة، التي كان آخرها استخلاص السعودية لقرار عربي عبر الجامعة العربية باعتبار «حزب االله» تنظيماً إرهابياً، وإلحاق حركة «حماس» بها في قمم الرياض الأخيرة على لسان ترامب، الذي أشاد بسعي القادة العرب نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما اعتبره نتنياهو هدية استراتيجية من جانب حلفاء الاعتدال العربي! من خلال ما طرحناه نجد ان العلاقة بين الكيان الصهيوني والنظام الرجعي في السعودية في تطورات مستمرة وفي مختلف المجالات وآخرها فتاوى علماء الوهابية الداعيه الى الاعتراف بدولة الكيان الصهوني والتطبيع معه.
2- اسباب واهداف مشاركة اسرائيل العدوان على اليمن
قبل أن تبدأ السعودية بشن عدوانها الغاشم على اليمن بعدة أيام كانت اسرائيل قد اعتبرت اليمن دولة معادية. حيث عبرت اسرائيل عن قلقها البالغ من احتمال سيطرة من اسمتهم “الحوثيون” على باب المندب وأبدت خشيتها على سفنها التجارية التي تمر عبر البحر الاحمر، في ال 18 من اكتوبر 2014م قال الصحفي الإسرائيلي” آفي يسسخروف” إن إسرائيل تتابع بقلق سقوط المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى في أيدي الحوثيين، لاسيما مع اقتراب تلك الجماعة الزيدية التي تمولها إيران من السيطرة على المجري الملاحي الذي توليه إسرائيل أهمية خاصة، ممثلا في مضيق باب المندب، والذي يعد بوابة العبور من البحر الأحمر للمحيط الهندي. مشاركة اسرائيل للعدوان على اليمن عمق تاريخي بدأ بعد اندلاع ثورة 26سبتمبر1962م ضد النظام الملكي وتدخل مصر في دعم الجمهوريين .
ويمكن ايجاز اسباب واهداف مشاركتها في العدوان في الاتي:
كان من اهم الاسباب لمشاركة اسرائيل الحرب عام 1962م قيام النظام الجمهوري في اليمن استنزاف القوات المصرية في اليمن التي جاءت لمساعدة الجمهورية الوليدة وضرب الجيش المصري, وجدت “إسرائيل” ومعها بريطانيا، أن هذه فرصة سانحة، لإعاقة مشاريع عبد الناصر القوميّة بإبقائه مشغولاً في اليمن.
تأسيس تعاون عسكري مع أطراف عربيّة بما فيها السعودية والاردن
ومن اهم الاسباب في مشاركة اسرائيل العدوان على اليمن عام 2015م مصلحة اسرائيل في ضمان أن يكون للتحالف العربي في اليمن اليد العليا» لأن «قوة القدس الإيرانية وحزب الله في اليمن كما يدعي الإسرائيليون ويبرروا سبب عدوانهم يشكلان تهديداً للمصالح الإسرائيلية كما يمكن أن يحول اليمن إلى موقف وسيط للتهريب السلاح إلى حماس، والجهاد الإسلامي في قطاع غزة بدلاً من السودان»حيث اعتبر محلل الشؤون العربية الصحفي الإسرائيلي” آفي يسسخروف” في مقال بموقع”walla” في18 اكتوبر 2014م أن وجود عناصر موالية لإيران في مجري ملاحي خطير بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، يمكن أن يتسبب في الكثير من المشكلات للسفن الإسرائيلية التي تمر من هناك، مشيرا إلى هجمات شنتها تنظيمات فلسطينية بداية السبعينيات من القرن الماضي على سفن إسرائيلية خلال مرورها في مضيق باب المندب، واحتمالات اتباع نفس الأساليب بواسطة الحوثيين. وفي ال 6 من مارس 2015م اعلنت اسرائيل حالة الطوارئ البحرية أبلغت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية شركات السفن “الإسرائيلية” بالتعامل مع سواحل اليمن بوصفها سواحل دولة معادية، ما يفرض عليها اتخاذ إجراءات متشددة على مستوى الحماية والتأهب عند عبورها مضيق باب المندب.
خشية اسرائيل من استهداف المنشآت الإسرائيلية في المنطقة، خاصة تلك الموجودة في أريتيريا.
الاطماع الاسرائيلية في البحر الأحمر يشكل أهمية اقتصادية كبرى لإسرائيل التي تسعى للاستفادة من مشاريع السعودية ومصر في هذه المنطقة من العالم حتى وإن لم يكن ذلك بشكل علني.
خشية السعودية واسرائيل من التمدد الشيعي الايراني في المنطقة وبسط نفوذ ايران على دول المنطقة.
أهمية البحر الأحمر في منظومة الأمن الإسرائيلية يضمن لها شريان تجارتها وحركة سفنها مع شرق آسيا ودول أفريقيا التي عززت من علاقاتها معها في العقدين الأخيرين بشكل واضح. فقد استغلت إسرائيل علاقاتها بإريتريا لإنشاء قواعد في «رواجيات» و»مكهلاوي» على حدود السودان، كما تمتلك إسرائيل قواعد جوية في جزر حالب وفاطمة عند مضيق باب المندب، وقامت باستئجار جزيرة دهلك حيث أقامت قاعدة بحرية. وتبرر إسرائيل هذا الوجود بمخاوفها الأمنية من المحاولات الإيرانية للوجود في البحر الأحمر من خلال دعمها لجماعة الحوثي في اليمن والتي تقول إسرائيل إنها تمتلك صواريخ تهدد الملاحة في هذا البحر
شعار الصرخة وتوجهات حركة انصار الله العقائدية والاستراتيجية إزاء قضية فلسطين، اصبحت حقيقة ثابتة من حاضر اليمن ومستقبله وتهديدات قايد المسيرة القرآنية في خطاباته الاخيرة بضرب العمق الاسرائيلي .
مصلحة إسرائيل أن يبقى البحر الأحمر تحت تأثير «التحالف السني الذي تقوده السعودية ومصر لاعتبار أن هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل والتحالف السني في عدد من المواضيع الاستراتيجية، وعلى رأسها مقاومة الوجود الإيراني في البحر الأحمر والسيطرة عليه.
الحرب التي تشنها السعودية ضد اليمن، تخدم مصالح إسرائيل، وتشكل فرصة ثمينة لجني ثمار إستراتيجية حيوية للأمن الاسرائيلي.
الحربُ على اليمن تخدم الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة , وحرص إسرائيل على إيقاظ كلِّ ما من شأنه إشاعة مزيد من أجواء التوتر والتصعيد بين مكونات دول المنطقة، والعربُ في الأصل تربة خصبة لتقبل أيّ شيء يأتيهم من الخارج، فيكفي أن تصيغ وسيلة إعلامية شكل الحرب القادمة؛ فإذا الوسائل العربية تتلقفه وتتبناه، من هنا فإنّ الكثير من الكتاب والمحللين الإسرائيليين يرون أنه يجب أن يكون التمدد الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن، مقدمة ل “تبددها” دون أن يكلف الإسرائيليون أنفسهم عناء إطلاق رصاصة واحدة، وفي الوقت ذاته يسعون لأن تتورط الدول العربية في مستنقع حروب داخلية، تبدأ ولا تنتهي في قادم الأيام، كي يتسنى في النهاية فرض الوصاية الإسرائيلية على المنطقة، وتعيد من جديد طرح شعارها القديم الجديد بأنها “واحة الأمان في غابة الخوف العربية”.
جاء التدخل الإسرائيلي في العدوان على اليمن بهدف الحرص على العلاقة مع «العشيق السعودي» ومساعدة السعودية في ضرب الإيرانيين وتصفية الحوثيين حيث يندرج التدخل في إطار التدخلات السرّية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة.
مصالح اسرائيل الاستراتيجية مع المعسكر السعودي المعادي لايران لأنها تمثل تهديدا استراتيجيا، فحمور ايران سوريا وحزب الله هو المشكلة الاكبر ل”اسرائيل” ,والمصير المشترك ضد محور المقاومة .
تجريد العرب والمسلمين بصورة خاصة من القوة سواء سياسياً او عسكرياً او ثقافياً او اقتصادياً، وافضل طريقة واقربها للوصول الى الهدف هو نشوب حروب في المنطقة وهذا ما شهدتها المنطقة في لبنان وسوريا والعراق و اليمن.
يتمتع البحر الأحمر بمنزلة خاصة في الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي، فبعد وصول بن جوريون إلى سدة الحكم عام 1948، أعلن استراتيجية دولته في البحر الأحمر بقوله: «إن سيطرة إسرائيل على نقاط في البحر الأحمر هي ذات أهمية قصوى، لأن هذه النقاط ستساعد إسرائيل على الفكاك من أية محاولات لمحاصرتها وتطويقها، كما ستشكل قاعدة انطلاق عسكري لمهاجمة أعدائنا في عقر دارهم، قبل أن يبادروا إلى مهاجمتنا».
الاطماع الاسرائيلية في اليمن وخاصة في المنطقة من سوقطرة وحضرموت وعدن الى الخوخه اذ يعتبر الساحل اليمني من اجمل السواحل والمنتجعات البحرية والجزر المرجانية والتي تمتد من منطقة الخوخة وجزر حنيش الى باب المندب والذي يؤهلها لإقامة اضخم المشاريع الاستثمارية السياحية في هذه المنطقة وتحويل هذه المنطقة من اكبر خط تهريب دولي مهجور الى اكبر منطقة عمرانية وسياحية واستثمارية في المنطقة بل في العالم وإقامة جسر يربط اسيا بإفريقيا في باب المندب وما له من مردود اقتصادي وسياحي ضخم .
الهدف “الإسرائيلي” من هذه المشاركة في العدوان تعزيز كذبة “العدو الواحد” بين الدول العربية وإسرائيل” والمتمثل ب”إيران” العدو اللدود لأمريكا والكيان الإسرائيلي، خصوصاً بعد “صفقة القرن التي عززت“التعاون” العربي –الإسرائيلي على قتل المزيد من أطفال اليمن.
لخص ديفيد بن غوريون، غاية إسرائيل من التحكم بمنافذ البحر الأحمر، في 3 أهداف:
ا جعل البحر الأحمر منفذًا إسرائيليًا إلى القارة الأفريقية والشرق آسيوية.
ب‌- استخدامه كشريان إسرائيليّ والإفادة منه عوضًا عن قناة السويس.
ج تفكيك الروابط القومية للعالم العربي.
تنويه واعتذار:
حدث خطأ فني غير مقصود في العدد الماضي حيث نشر اسم الدكتور محمد السعيدي في موضوع الارهاب السعودي على الشعب اليمني بينما الصحيح هو الدكتور علي أحمد الرحبي, وقد تم تصويب الخطأ في موقع الصحيفة الالكتروني في حينه, ولذا لزم التنويه والاعتذار..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.