أعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، بيروت مدينة منكوبة بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، ورفع توصيات إلى مجلس الوزراء، وشكل لجنة تحقيق لترفع تقريرها خلال خمسة أيام. وقال الرئيس اللبناني ميشال عون في مستهل جلسة مجلس الدفاع الأعلى إن انفجار مرفأ بيروت كارثة كبرى حلت بلبنان. وأشار إلى أن الهدف من هذا الاجتماع اتخاذ الإجراءات القضائية والأمنية الضرورية ومساعدة المواطنين ومعالجة الجرحى والمحافظة على الممتلكات. وشدد عون على ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات سيّما وأن تقارير أمنية كانت قد أشارت إلى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر المذكور. وقرر الرئيس عون تحرير الاعتماد الاستثنائي المنصوص عنه في المادة 85 من الدستور وفي موازنة العام 2020، والذي يبلغ 100 مليار ليرة لبنانية ويخصص لظروف استثنائية وطارئة. وتضمنت التوصيات المرفوعة من المجلس الأعلى للدفاع إلى مجلس الوزراء، إعلان حالة الطوارئ في مدينة بيروت لمدة أسبوعين، وتجهيز مرفأ طرابلس لتأمين العمليات التجارية من استيراد وتصدير، وتكليف الهيئة العليا للإغاثة مسح الأضرار بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وكان وزير الصحة اللبناني، أوضح في وقت سابق الليلة، بأن حصيلة الضحايا تجاوزت 50 قتيلاً و 3000 جريح جراء الانفجار العنيف الذي وقع بمرفأ بيروت. ولم تمر ساعات قليلة على الانفجار الهائل في بيروت والذي أسفر عن العشرات من القتلى وآلاف الجرحى، حتى هب العالم عارضا تقديم العون والمساعدة. وأظهرت الصور من موقع الحادث، حجم الدمار الكبير الذي خلفه الانفجار في وقت تعالت فيه الأصوات بأن ما يحدث في بيروت هو كارثة بحق اللبنانيين. وفي إطار التحرك الدولي السريع، أعربت عدد من الدول وقوفها الى جانب الشعب اللبناني في هذا الحادث الاليم فقد اعلنت الكويت وقوفها الى جانب لبنان معلنة أنها سترسل مساعدة طبية اما العراق فقد اعرب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عن تضامنه مع لبنان في محنته الحالية على خلفية الانفجار الذي شهدته العاصمة اللبنانيةبيروت. وأكد استعداد العراق للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في محنته الحالية، سائلين المولى العلي القدير أن يمنّ بالشفاء العاجل على جرحى الحادث الأليم، وأن يلهم ذوي الضحايا الصبر والسلوان، وأن يتمكن الشعب اللبناني من تجاوز المحنة التي ألمّت به. واعربت مصر عن "قلق بالغ" إزاء الدمار الناجم عن الانفجار، فيما تقدم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالتعازي، مشدداً على "أهمية سرعة استجلاء الحقيقة في شأن المسؤولية عن وقوع التفجيرات والمُتسبّبين بها"، وفق ما نقل عنه مسؤول في الأمانة العامة للجامعة. وأبدى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي استعداد بلاده لتقديم المساعدة، ووجّه الرئيس السوري بشّار الأسد برقيّة تعزية لنظيره اللبناني ميشال عون، أكّد فيها وقوف سوريا إلى جانب لبنان الشقيق وتضامنها مع شعبه. وبعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة تعزية إلى الرئيس اللبناني عبّر فيها عن "الحزن والأسى العميق" بعد الانفجارين في بيروت. وأعرب الرئيس التونسي قيس سعيد عن تضامن بلاده الكامل مع لبنان، وقدم خالص التعازي للشعب في هذا المصاب الجلل. كما لفت منسق الأممالمتحدة في لبنان إلى أن المنظمة مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للبنان عقب الكارثة المأساوية الناتجة عن انفجار بيروت. ومن جانبه، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن خالص تعازيه للشعب اللبناني، ويؤكد أننا مستمرون في دعم لبنان خلال هذه الأوقات العصيبة. وبدوره أعرب الاتحاد الأوروبي عن تضامنه الكامل مع ذوي ضحايا انفجار بيروت. وفي السياق ذاته، قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إن بلاده مستعدة لتقديم كل ما بوسعها من دعم لبيروت في أعقاب الانفجار الهائل الذي وقع في منطقة مرفأ المدينة. وكتب جونسون على تويتر "الصور واللقطات المصورة الواردة من بيروت الليلة صادمة.. قلوبنا وصلواتنا مع الذين طالهم هذا الحادث المروع". وأضاف "المملكة المتحدة مستعدة لتقديم كل ما بوسعها من دعم بما في ذلك مساعدة البريطانيين المتضررين". وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتّصالاً بعون قدّم خلاله التعازي، معلناً إرسال مساعدات للبنان. وكان وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أعلن أنّ بلاده "مستعدّة لتقديم مساعدتها وفق الحاجات التي ستُعبّر عنها السلطات اللبنانية". من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ "روسيا تشارك الشعب اللبناني حزنه"، وفق بيان للكرملين. وقدّم بوتين التعازي بالضحايا، متمنّياً للمصابين الشفاء العاجل. وعبّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن "صدمتها" لما حدث في بيروت، واعدةً بتقديم "دعم للبنان".