نحن أبناء الشعوب العربية والإسلامية يحز في أنفسنا أن ينعت الإسلام والشعوب العربية بدين العنف، والإرهاب مع أن ديننا يأمرنا بالتسامح والسلام، ورسالة الإسلام التي جاء بها نبي الأمة ورسولها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم رسالة عالمية وثبتت النصوص بعالمية رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ كما قال الله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الأنعام الآية 90، وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء الآية 107، وقال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) الفرقان الآية 1، وهي دعوة صالحة لكل زمان ومكان، لما تحتوي عليه من القوانين، والعلاقات، والمعتقدات، والعبادات بين الأديان السماوية المختلفة، والتسامح بين الأديان السماوية، وللتسامح في الإسلام قيم كبرى كونه ينبع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية، ومساواة، بين الشعوب، والمجتمعات دون التمييز العنصري أو التفوق الجنسي ولكن ديننا الحنيف يحثنا، ويأمرنا على الاعتقاد بجميع الديانات والدليل على ذلك قوله تعالي: (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله) البقرة، والتسامح في الإسلام لا يعني التنازل أو التساهل أو الحياد، بل يقوم على الاعتراف بالآخر، والاحترام المتبادل و الاعتراف بالحقوق العالمية للإنسان وللشعوب وسيادة المجتمعات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمجتمعات والعمل على نشر الحريات بين الشعوب هي وحدها الكفيلة بتحقيق العيش المشترك بين الشعوب بحسب التنوع، والاختلاف، والأديان للمجتمعات ورسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (الدين هو المعاملة)، كما أوصانا رسولنا الكريم (بالسماحة، الصبر)، مما يعني أن الإسلام دين تعايش وتسامح وسلام، يقوم على التسامح الديني، والتعايش بين الأديان، وحرية ممارسة الشعائر الدينية والتخلي عن التعصب الديني والتمييز العنصري، والتسامح الفكري، وآداب الحوار والتخاطب وعدم التعصب، والحق في الإبداع، والتاريخ يشهد بالنزعة الإنسانية للإسلام، وبالتسامح الذي ربط علاقات المسلمين والعرب مع الشعوب، والديانات الأخرى المختلفة، وديننا الإسلامي والقرآن يدعونا إلى التخاطب والمجادلة بالتي هي أحسن للحوار والمحاولة لإقناعهم بالأدلة والحجج الدامغة، والدالة على ذلك بحسب ما جاءت به نصوص القرآن الكريم ودليلنا على الإسلام دين السلام، والتعايش، والتسامح بين الأديان، والاحترام للأنبياء والمرسلين حيث يحثنا ديننا الحنيف على الاعتقاد بجميع الديانات، بل يعني الاعتراف بالآخر، والاحترام المتبادل، والاعتراف بالحقوق العالمية للأفراد، ولذا يجب على الدول العظمى دائمة العضوية احترام سيادة المجتمعات حسب ما جاءت به القوانين، والمواثيق الدولية للأمم - ولذا فالشعوب العربية والإسلامية تناشد الشعب الأميركي والشعوب الحرة في العالم المحبة للسلام بعدم السماح لأمريكاوبريطانيا وغيرها من ممارسة الهيمنة والغطرسة والقوة ضد الشعوب إن المغامرات العدوانية المجنونة التي قامت بها أمريكا وحليفتها بريطانيا وبعض الدول المتحالفة معها وأسقطت أنظمة منتخبة من الشعب وسقط فيها الملايين من الشهداء في أفغانستان، والعراق وما زال الشعبان الأفغاني، والعراقي يتساقط كل يوم قتلى وجرحى وبلغ عدد القتلى في أفغانستان مليون ونصف، وفي العراق مليون ونصف بخلاف الجرحى، والمصابين، والمشردين ممن تسببت الحرب في تدمير بيوتهم والهروب من الموت التي تسببها الحروب، بالرغم من الإخفاق التي منيت بها أمريكا وحلفاؤها في أفغانستان، والعراق، وانعكاسها وآثرها الكبير بالتراجع للدور الأمريكي المتسلط منذ زمن على دول العالم والشرق الأوسط.. وها هي أمريكا وحليفتها الاستراتيجية بريطانيا تعيد ابتكار ورسم سياسات ومخططات جديدة تتناسب مع المرحلة الحالية أو بما سمي ب(الربيع العربي) بالحقيقة هو ليس كما وصف بالربيع العربي وإنما الأيام كشفت أنه ربيع إسلامي والإسلام بريء من هؤلاء العملاء.. مستغلة عوامل الضعف الداخلي والفوضى الخلاقة التي عصفت وأنهت حكم قادة، ورؤساء بعض الدول العربية الموالية لأمريكا مثل تونس، مصر، واليمن، وليبيا، وسمحت للإسلاميين بدخول الحياة السياسية الرسمية (وكانوا نشطاء في الخفاء) ومن ثم وصول الإسلاميين لأول مرة إلى سدة الحكم غداة ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا، وما زالت أمريكا تمارس مغامراتها العدوانية ضد بعض الأنظمة العربية وتزود الإخوان المسلمين في سوريا واليمن بالتنسيق مع تركيا وبدعم من بعض الأنظمة الرجعية بدول الخليج مما تسببت في سقوط مئات الآلاف، وسقوط الكثير من الجرحى وتشريد الملايين إلى دول الجوار.. إلا أنها لم تستطع أن تنفذ أجندتها في سوريا ولم تستطع إسقاط النظام.. وانكشفت كل مخططاتها ومشاريعها واتفاقاتها السرية مع جماعة الإخوان المسلمين.