الإرادة الإلهية فرضت واقعاً مختلفاً في تأييدها للشعب اليمني المظلوم تحالف الشر جهز قوة عسكرية بكامل قدراتها القتالية لحسم المعركة في أسبوعين الإنجازات الميدانية والعسكرية التصنيعية كسرت فارق القوة والتفوق التقني لتحالف العدوان 2000 يوم يمر على احد أضخم حروب العصر والقرن الواحد والعشرين الذي يقودها تحالف أمريكا و20 دولة معها في مقدمتهم السعودية والإمارات للعدوان على اليمن واحتلاله ،،، 2000 يوم هي المدة الزمنية التي وصلت لها هذه الحرب الثقيلة و الغاشمة، و التي طالما كان في تقدير أصحابها بأن تقضي على اليمن، وتدمر مقوماته الدفاعية، وتخرج بالحسم خلال أسبوعين أو شهرين على الأقل،...فماذا حصل؟ ..وما الذي كسر هذه الحسابات التي طالما كانت قيادات دول العدوان والخبراء والعلماء العسكريين الأمريكيين يزمجرون ويؤكدون وبدقتها وواقعيتها في الميدان أي اقل من شهرين تحسم الحرب في اليمن؟ على ماذا يدل هذا التقدير وكيف تحطم وأصبحت المدة المرسومة لحسم الحرب من شهرين لتخرج إلى 2000 يوم"66شهراً " وإلى أجل غير مسمى ؟ هل هو خطأ في التقدير أم انه نقص في متطلبات القوة ؟ زين العابدين عثمان لقد استعد تحالف العدوان وفي مقدمته أمريكا وأدواتها السعودية والإمارات على تحضير قوة عسكرية ضخمة مكتملة الجوانب برية جوية بحرية، وتجهيزها بأفضل وأحدث قطع السلاح والنخب العسكرية والقتالية لاسيما في جانب الطيران من صواريخ وقنابل وغيرها من الأسلحة الذكية والعصرية ،لذا الاستعداد كان على مستوى عال من القوة و القدرات والإمكانات وعلى متن دراسات وحسابات ومخططات دقيقة أشرف على وضعها كبار خبراء وجنرالات الحرب الأمريكي .. بالتالي كان التقدير هو ان هذه الحملة سوف تحقق أهدافها في اليمن في مدة لا تتعدى الشهرين ...فما الذي حدث ؟.. نحن اليوم نعيش أكثر من 66شهراً أي أكثر بستين ضعف المدة المحددة ، أو ليس كان من المفترض اليوم حسب تقديرات الخبراء والمنظرين ان اليمن سيسحق وتسيطر عليه قوى تحالف العدوان طولاً وعرضاً في أسبوعين أو شهرين فماذا حصل . إن الأمر الأكيد والحقيقي إن إرادة الله تعالى فرضت واقعاً مختلفاً، وإنها بجانب الشعب اليمني الذي يخوض بقيادته الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وبجيشه ولجانه الشعبية الحرب ضد هذه القوى بقوة متصاعدة تزداد حدتها مع مرور الوقت ،،فقد حقق اليمن بفضل الله تعالى وبجهود أبنائه مكاسب استراتيجية خلال مرحلة الدفاع والصمود منها بناء بنية تحتية عسكرية قائمة على التطوير والتصنيع المستمر لبعض من المنظومات والأسلحة التكتيكية والاستراتيجية على رأسها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي كانت أحد النجاحات المهمة التي تم تحقيقها على صعيد معركة الدفاع ،فقد تم صنع وتطوير عدد من الصواريخ الباليستية (أرض- أرض) محلية الصنع بأنواع ومدايات مختلفة، فالأكثر تطوراً تصل مداها 1800 إلى 2000 كم وكذلك الحال مع الطائرات المسيرة تم صنع طرازات مختلفة على رأسها طائرات الصماد3 البعيدة المدى التي تصل إلى 1800كم، والتي تستطيع النيل من أي هدف في السعودية والإمارات طولاً وعرضاً . لذلك اليمن بفضل الله تعالى وعونه، و بهذه الانجازات استطاع ان يكسر فارق القوة والتفوق التقني لتحالف العدوان على الأرض، وان يضع معادلة ردعية صلبة مضمونها "إن التصعيد سيقابل بتصعيد مضاد، وان الرد سيكون بالمثل" فمقابل الحصار والتصعيد والغارات الجوية والمجازر سيتم إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على أهداف حيوية داخل العمق السعودي والإماراتي . وهذا ما تجسد بالفعل، فمعادلة الردع أصبحت ثابتة وقد فرضت تحت وطأة عمليات هجومية ناجحة للطيران المسير والصواريخ الباليستية التي ضربت بقسوة أهدافاً حيويةً على رأسها شركة أرامكو وحقول النفط والقواعد العسكرية والمطارات بالسعودية وأيضا بالإمارات . اليمن بعد كل هذه الفترة 2000 يوم أصبح يمتلك بفضل الله تعالى معادلة ردع استراتيجة ثابتة وقد حقق من خلالها تغير كبير في ميزان القوة محولا وضع كافة التشكيلات القتالية من وضع الدفاع والامتصاص الى الهجوم وهذا ما يحصل فهناك عمليات برية واسعة نفذها الجيش واللجان الشعبية حررت الكثير من الجغرافيا التي سيطر عليها مرتزقة تحالف العدوان سابقاً كالجوف ونهم وغيرها من المناطق والمديريات، كما تم حسم جبهات بالكامل في عدة مناطق منها مارب الذي يجري تحريرها من ما تبقى من فلول المرتزقة . وضعية تحالف العدوان بعد 2000 يوم من منظور النتائج والمتغيرات الجواستراتيجية التي حصلت في واقع الحرب نستطيع أن نقول بأن وضع تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي تدهور إلى حد كبير، وتدحرج إلى مستوى جعله يفقد المبادرة وكل عناصر التفوق في الميدان، وذلك تحت ضغط العمليات الردعية التي تنفذها المؤسسة الدفاعية اليمنية خصوصاً على صعيد قصف الأعماق في الداخل السعودي والإماراتي والعمليات البرية الواسعة . بالتالي خرجت الحرب بمساراتها عن إرادة العدوان، وباتت ترتد عكسياً على السعودية والإمارات مرغمةً كلاهما أن تعود لوضع الدفاع وتبحث عما يمكن ان يحافظ على توازنها وأمنها واقتصادها و توازن القوة والردع مع اليمن وقواه الدفاعية . في الأخير: مسألة انهزام دول التحالف السعودي الإماراتي، ومن يقف خلفهم من الأقطاب الدولية أمريكا وبريطانيا في الحرب لم يُعد ينقصها سوى قناعة هذه الأطراف بالهزيمة والقبول بالواقع وغير هذا .. فالاستمرار بالحرب يعني المزيد من الخسائر، والمزيد من الانهيار بالمقابل اليمن سيستمر في تدعيم استراتيجيته الدفاعية والردعية بقدرات حديثة ومتطورة، وسيحسم الحرب بالطريقة نفسها أي مواجهة النار بالنار، وبحرب النفس الطويل والاستنزاف الذي توعد به قائد الثورة الشعبية السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي..