كشف استطلاع للرأي أجراه المعهد اليمني لتنمية الديموقراطية أخيرا أن مرشح المؤتمر الشعبي العام الرئيس علي عبد الله صالح أكثر المرشحين حظا في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 20سبتمبر الجاري , حيث جاء في نتيجة الاستبيان الذي شمل 2500 مبحوث ليس بينهم أميين ونفذه 50 باحثا في خمس محافظات هي صنعاء وعدن وتعز وإب والمحويت أن (78.5%) من إجمالي أصوات المبحوثين يعتقدون أن علي عبد الله صالح هو المرشح الأكثر حظا في هذه الانتخابات، يليه فيصل بن شملان مرشح المشترك بنسبة (12%)، ثم فتحي العزب بنسبة (8%) أما المرشحان أحمد عبد الله المجيدي وياسين عبده سعيد فإن حظهما في النجاح من وجهة نظر المبحوثين كان ضئيلا جدا حيث حصل الأول على (0.8%) وحصل الثاني على (0.7%) فقط . وقال مصدر في المعهد للمركز الإعلامي للمؤتمر الشعبي العام أن الاستطلاع نفذ بالتزامن مع الحملة الانتخابية معتمداً على استمارة استقصاء لجمع البيانات تضمنت سؤالا واحدا: " من هو المرشح الرئاسي الأكثر حظا في هذه الانتخابات؟ "، حيث طلب من المبحوثين أن يشيروا إلى واحد فقط من بين خيارات خمسة مبنية على استمارة الاستقصاء التي وزعت في تاريخ 11/9/2006م . وأوضح أن المعهد قام بعملية استطلاع للرأي العام بالتوازي مع الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة ، وبعد وضوح ملامح الخطاب السياسي لكل منهم، وتمكن ملايين الناخبين من التعرف على هذه الخطابات عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، قام المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية ونوه إلى أن الرئيس علي عبدا لله صالح لم يحصل على النسبة التي حاز عليها في انتخابات الرئاسية السابقة حيث تراجع رصيده من (96%) عام 1999م إلى (78.5%) هذا العام , معيدا ذلك إلى التغير الذي طرأ على المشهد السياسي الراهن مقارنة بعام 1999م ففي الانتخابات السابقة خاض صالح الانتخابات مرشحا عن حزبه المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح، بينما قاطع الاشتراكي تلك الانتخابات التي بدت شكلية حينها بالنظر إلى أن المرشح الذي نافس الرئيس صالح كان منتميا إلى حزب الرئيس وأعاد الضعف الملحوظ لمرشح أحزاب المشترك بن شملان الذي حاز على (12%) فقط إلى تأثير الحملات الانتخابية على توجهات الناخبين , فقد بدأ حملته مبكرا واتسم خطابه بالحدية وبنبرة عالية هجومية منكرا الإنجازات التي حققها منافسه الرئيس علي عبد الله صالح خلال سنوات حكمه بما في ذلك منجز الديمقراطية كما أن الذين خططوا لحملة مرشح المشترك الانتخابية لم يكونوا مهنيين بما فيه الكفاية وأسقطوا من حسابهم ضرورة الاتساق بين الخطاب السياسي والوقائع المادية على الأرض . فالوقائع الملموسة أبلغ من الخطابات وأكثر تأثيرا من الجمل السياسية المجردة . يضاف إلى ذلك أن الرئيس صالح أدرك نقاط ضعف خطاب بن شملان ودلل على ذلك من خلال الربط بين ما يقوله وبين حقائق الواقع، وساعده على ذلك خبرته الطويلة في التعامل مع الجماهير التي تتأثر بالملموس أكثر من تأثرها بالمجرد , فضلا عن الثقافة السائدة لدى أغلبية الناس في اليمن وهي ثقافة تستحسن أن يعترف الخصم بإيجابيات خصمه وتعتبر ذلك من طبع الوفاء، ولا تتحمس للجحود والنكران . ولفت الانتباه من خلال بيانات الجدول أعلاه أن المرشح فتحي العزب حاز على (8%) من تفصيلات المبحوثين وهي نسبة عالية جاءت خصما من رصيد فيصل بن شملان الذي يفترض أن لا يتأثر مركزه الانتخابي بوجود فتحي العزب في قائمة المرشحين للرئاسة