كشفت مصادر أمنية النقاب عن محاولة لحزب الله اللبناني لتنفيذ عملية مماثلة لخطف الجنديين الإسرائيليين وذلك قبل شهرين من تلك العملية الأخيرة. ووفقا لتلك المصادر فأن عملية خطف الجنديين كانت هي المحاولة الثالثة لحزب الله خلال اقل من عام. ووفقا لذات المصادر فأنه مقاتلين من حزب الله حاولوا تنفيذ عملية قبل شهرين من عملية "الوعد الصادق" في ذات المكان إلا أن قيادة الحزب قررت التراجع عن تنفيذ العملية بعد معلومات استخبارية وصلت إلى الحزب بأن الجيش الإسرائيلي قام بتركيز قوات كبيرة في المنطقة. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إسرائيل توجهت في حينه إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا وأبلغتهما بأنها سترد بعملية عسكرية قاسية في حال تكرار المحاولة. وقالت الصحيفة:"هذه المحاولة اكتسبت أهمية كبيرة بالنسبة للجنة فينوغراد التي تحقق في الحرب الثانية على لبنان و من الممكن الوقوف من خلالها على المحاولات المتكررة لحزب الله، فضلاً عن الفعاليات العملياتية العادية للجيش ومستوى الإستخبارات التكتيكية في الفترة التي سبقت الحرب". وقالت الصحيفة إن المحاولة الأولى لأسر جنود كانت في الهجوم على موقع للجيش الإسرائيلي في قرية الغجر في 21 تشرين الثانينوفمبر الماضي. و كشفت الإستخبارات مسبقاً نية حزب الله تنفيذ عملية، إلا أن الإستخبارات التكتيكية، التابعة لقيادة الشمال، فشلت في الكشف عن القوة التي ركزها حزب الله في الخندق الواقع في الجهة اللبنانية من قرية الغجر. وأضافت أن حزب الله استخدم في هذا الهجوم قذائف مختلفة مضادة للدبابات، وأطلق ما يقارب 300 صاروخاً، بما فيها الصواريخ الروسية الجديدة، باتجاه الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية. وفي حينه امتنع الجيش الإسرائيلي عن الرد بعملية عسكرية واسعة، معللاً ذلك بتجنب إشعال المنطقة، مثلما كان يرمي إليه حزب الله. كما جاء أنه بعد عدة شهور من هذا الهجوم، حاول حزب الله في أيار/مايو 2006 تنفيذ عملية مماثلة في نفس المنطقة بالضبط التي نجح فيها في المرة الأخيرة، بالقرب من "زرعيت". إلى ذلك قال قائد هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، دان حالوتس أنه إذا لم يطرأ ما يؤخر فإن الجيش سينهي انسحابه من جنوب لبنان حتى رأس السنة العبرية، الذي يصادف يوم الأحد القادم 24-09-2006. وجاءت أقوال حالوتس في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، اليوم. وقال حالوتس أنه منذ انتهاء القتال فإن حزب الله "ملتزم بوقف إطلاق النار في الشمال وأن "جنوده لا يحملون السلاح ولا يظهرون بزي عسكري". وأن عملية نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان قد توقفت. وقال حالوتس أن الجيش قد انسحب حتى الآن من 80% من المناطق التي تواجد بها وسلمها إلى القوات الدولية، ولم يذكر في أي المناطق كان يتواجد الجيش وكم هو عدد الجنود الذين بقوا في الجنوب بعد انتهاء القتال. ففي مسح ميداني أجرته وكالة الانباء أ.ف.ب بعد عدة أيام من وقف القتال تبين منه أن عدد الجنود الإسرائيليين الذي تواجدوا في الجنوب بعد وقف القتال لا يتجاوز ال300 جندي وأن المناطق التي كانوا فيها هي في محيط بعض القرى القريبة من الحدود. وبمعزل عن الواقع والجرائم اليومية للاحتلال في قطاع غزة، وكأن الجيش لا يعمل في غزة، قال قائد هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، في جلسة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن التنظيمات الفلسطينية في القطاع تتزود بالسلاح وتقوم بحفرالأنفاق، وأنه يتوجب على الجيش أن يتحرك. وقال حالوتس الذي يتعرض لانتقادات شديدة حول إدارته للحرب، وتوجه له دعوات كثيرة للاستقالة " نحن نستعد وفقا لتلك المعلومات وهناك خطط من أجل توفير رد مناسب لكل تطور". وأضاف " من الواضح أن على الجيش أن يتحرك في هذا الشأن" واستدرك " صحيح أنه لم تتخذ قرارات حتى الآن، ولكن من الواضح أننا يجب أن نعمل". وقال بعض من شاركوا في الجلسة أن حالوتس ربط تلك المعلومات حول محاولات الفلسطينيين التزود بالسلاح وحفر الأنفاق بنتائج الحرب على لبنان. وحول لجان التحقيق الداخلية للجيش لفحص إخفاقات الحرب، قال أن اللجان الداخلية ستقدم تقارير أولية خلال الشهر الحالي، وأن تلك اللجان ستنهي أعمالها في شهر كانون أول/ ديسمبر القادم. وعن الوضع في قطاع غزة قال حالوتس أن الجيش مستمر في العمل ضد التنظيمات المسلحة مع التشديد على منع " تهريب السلاح عن طريق الأنفاق"، وأضاف " معروف أن التنظيمات الفلسطينية تحاول تهريب السلاح وتحاول الحصول على أسلحة مضادة للدبابات". وقال عضو الكنيست تسفي هندل، في الجلسة، لحالوتس أنه من الصعب عليه رؤيته بالزي العسكري. فدافع عضو الكنيست، داني نفيه عن حالوتس قائلا" إن ذلك يعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء". من جهة ثانية دعت رابطة علماء فلسطين إلى الاستجابة للدعوى التي وجهها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،لجعل يوم الجمعة القادم يوم غضب شعبي استنكارا لتصريحات بابا الفاتيكان. وشددت الرابطة في بيان لها على ضرورة إلتزام الشعب الفلسطيني المسلم والامة العربية والإسلامية بالتجاوب مع دعوة الشيخ القرضاوي باعتبار يوم الجمعة القادم "يوم غضب عاقل"، وذلك لتأكيد المطالبة بضرورة تقديم اعتذار واضح وصريح من قبل بابا الفاتيكان. وأكدت الرابطة أنه مازال الغضب يعتصر قلوب مليار ونصف المليار مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، منذ تصريحات بابا الفاتيكان "بنديكت السادس عشر" الذي أساء للإسلام ونبيه الكريم دون أدنى احترام لمشاعر المسلمين. حسب ما جاء في البيان. وأضافت الرابطة أنه:" ومازال العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه ينتظر كلمات الاعتذار من بابا الفاتيكان الذي تجاوز حدوده بالإساءة لديننا العظيم ونبينا الكريم، متناسياً أن الحضارة الإسلامية كانت أساس التقدم العلمي الذي يعيش في ظلاله الغرب في العصر الحديث، متجاهلاً أيضا حقائق التاريخ الدامغة التي تثبت أن الناس دخلوا في دين الإسلام أفواجاً لسماحته وعدله وانسجامه مع فطرة الإنسان؛ بل إن الذين يدخلون الإسلام في الغرب خصوصاً في ازدياد مطرد دون أن يكرههم على ذلك أحد". وأضاف البيان:"ولا يفوتنا في هذا المقام التأكيد على ضرورة عدم المساس بالكنائس والمؤسسات المسيحية في البلاد الإسلامية عامة، وفي الأراضي الفلسطينية خاصة، مذكرين بالمواقف الأصيلة للمواطنين النصارى في البلاد الإسلامية الرافضة لتصريحات بابا الفاتيكان".