سمحت النيابة الصهيونية بكشف نبأ تقديم لوائح اتهام ضد ثلاثة أسرى لبنانيين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب. وتتضمن لوائح الاتهام للبنانيين الثلاثة تهما بالانتماء لحزب الله والقتل والمشاركة في العمليات العسكرية التي شنها حزب الله ضد إسرائيل. المعتقل الأول هو حسن سليمان (22 عاما) ووجهت له تهمة في عملية أسر الجنديين الإسرائيين في 12 تموز. ووفقا للائحة الاتهام الموجهة له فقد عمل سليمان على إعداد كمين لعربتين عسكريتين إسرائيليتين من نوع هامر، وإطلاق النار على قوات التعزيز التي تحضر إلى المكان. إلا أنه لم يطلق النار لأن الجنود لم يمروا من المنطقة التي أوكل بها، وحينما بدأ القصف الإسرائيلي هرب من المكان. فيما قدمت لائحة اتهام ضد اللبناني محمد سرور (20 عاما) ووفقا للائحة الموجهة ضده فقد تم اتهامه بأنه مقاتل من حزب الله وأنه شارك في الحرب ضد القوات الإسرائيلية. واللبناني الثالث هو ماهر كوراني 30 عاما وتدعي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه أحد أفراد الحماية الجوية التابعة لحزب الله. وبحسب ادعائها فإن كوراني أيضا شارك في إعداد كمائن ضد الدبابات الإسرائيلية. وتقول أجهزة الأمن أنها ما زالت تحقق مع لبناني رابع لم تقدم ضده لائحة اتهام. وقالت مصادر إسرائيلية أنه تم التحقيق مع الأسرى الثلاثة في قسم الجرائم الأمنية والاقتصادية في الوحدة للتحقيقات الدولية، بالاشتراك مع ضباط من قسم الاستخبارات في الجيش. من جهة ثانية قال ضابط كبير في سلاح الجو لصحيفة هآرتس، صباح اليوم :"لا شك في أنه لو توفر للجيش معلومات استخباراتية كاملة حول ما حدث في المنطقة القريبة من الشريط الحدودي، من جنوب لبنان، لكان من الممكن الاستعداد بشكل أفضل وإعطاء جواب عملياتي أفضل من الجو والبر، لتهديد الصواريخ قصيرة المدى". وأضاف "إن هذه القضية بحاجة إلى فحص". وقال الضابط الكبير أن سلاح الجو "حقق انجازات كبيرة في ما يتعلق بالصواريخ بعيدة المدى والمتوسطة، ولكنه أظهر أقل فاعلية في شأن صواريخ الكاتيوشا". وبرأيه فإن إسرائيل ستحتاج إلى دراسة العبر من تلك الحرب بتعمق، وبالأساس ما يتعلق بالأسلحة قصيرة المدى كالكاتيوشا والقسام- والاستنتاجات يجب أن يكون لها تأثير وفاعلية في الضفة الغربية أيضا. وقد اعترف الضابط أنه كان هناك فجوة بين جودة أجهزة الاستعلام الموجودة لدى سلاح البر وبين تلك الموجودة لدى سلاح الجو، وقال أن ذلك زاد الصعوبة على ضباط الوحدات البرية في التنسيق بشكل دقيق حينما كانت هناك حاجة لتغطية نارية جوية من أجل إخلاء القوات. وبرأيه فإن الصور الجوية التي كانت لدى سلاح الجو جديدة ولكن ضباط الألوية البرية استخدموا خرائط تعود إلى عام 2000 حتى 2002، ولا تشمل الأبنية التي تجددت على القرى منذ ذلك الوقت. إلى ذلك قال وجه قائد سلاح البر السابق، ضابط الاحتياط، رون طال، انتقادات للجيش وللمستوى السياسي. وتحدث عن عملية أسر الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز قائلا" حادثة الاختطاف فشل من بلاد الفشل"، وعن الاحتياط قال "كان يجب تدريب جنود الاحتياط قبل إرسالهم إلى المعارك". في هجوم بري من نوع آخر، انضم قائد سلاح البرية السابق يفتاح رون طال أمس إلى مهاجمي ومنتقدي مجريات الحرب على لبنان. فخلال مشاركته في اعتصام تضامني مع الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله، عبر عن رأيه حول مجريات تلك الحرب، وقال" إن عملية اختطاف الجنود هي فشل من بلاد الفشل". وانتقد طال العمليات البرية قائلا" كان يجب تجنيد قوات الاحتياط، وتدريبهم، وبعد ذاك إرسالهم إلى المعارك بشكل منظم، وأضاف " دخلنا إلى تلك الحرب مع شعور أنه يمكن إنهاؤها بواسطة سلاح الجو، ومن تحدث عن «خطيئة الغرور» أصاب" وانتقد قائد سلاح البرية السابق قرار الحكومة من يوم أمس حول تعيين لجنة تحقيق حكومية لفحص إخفاقات الحرب على لبنان قائلا " الطريق الوحيدة لفحص ما جرى يتم فقط بواسطة لجنة تحقيق رسمية"، وأضاف " وستقوم بسرعة". وقال بن طال أن السنوات الأخيرة شهدت تآكلا وتراجعا في أهمية الاحتياط في الجيش. وكان الضابط في الاحتياط يانوش بن غال قد وجه انتقادات شديدة لقائد هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، دان حالوتس، يوم الجمعة الماضي، وكان أكثر المتحدثين حدة في الاجتماع الذي عقده حالوتس مع كبار ضباط الاحتياط. فقد قال بن غال أن قائد الأركان الذي ترعرع في سلاح الجو لا يمكنه إدارة الجيش، فكم بالحري سلاح البرية". وقد استذكر بن غال الجملة التي قالها حالوتس ذات مرة:" كي أصبح راعيا، لست بحاجة إلى أن أكون نعجة"، وقال:" هذا تكبر، لقد وقعت بخطيئة الغرور". وقال بن غال لحالوتس "لا أكن لك أي عداء شخصي، ولكن لا يمكن لقائد أركان أزرق(أي قادم من سلاح الجو) أن يدير الجيش"، وأضاف "أنت قائد الأركان الأزرق الأول والأخير في الجيش". وقال حالوتس في سياق رده على الانتقادات " لا أذكر هجوما بهذا الشكل". وفي نهاية هذا اللقاء وصف ضابط الاحتياط أوري ساغي اللقاء ب " حوار الطرشان" وبرأيه فإنه "لم يجر أي تغيير منذ اللقاء الأول".