علق الشيخ راشد الغنوشي المرشح العام لحركة الإخوان المسلمين بتونس المقيم حالياً بلندن على سير العملية الانتخابية في اليمن والنتائج التي أسفرت عنها الانتخابات اليمنية من وجهة نظري كملاحظ من بعيد الجديد بالقياس لا مثالها من الانتخابات كانت معركة ساخنة مؤكداً في تصريح خص به أخبار اليوم مساء أمس أن الانتخابات اليمنية كان فيها توازن معقول فكان هناك معركة حقيقية وليست معركة مصطنعة فزعيم المعارضة ليس زعيماً حقيقية بينما تعودنا نحن في العالم العربي وفي تونس مثلاً أن الرئيس هو الذي يختار معارضة ويكون مستوى اللعب منحط جداً ، على حين إنها في اليمن كان هناك لعبة حقيقية كان هناك صراع حقيقي بين الحزب الحاكم وبين المعارضة مجتمعة وهذا بحد ذاته يعتبر تطوراً ايجابياً في العالم العربي نحن نزكيه ونتمنى ان توجد معارك انتخابية حقيقية سواء في المستوى الرئاسي أو في التشريعات في البلاد العربية الأخرى . وأشار إلى أن هذا تقدم يحسب لليمن اما من جهة النتائج فالانتخابات حقيقية تأخذ فيمتها في النهاية من قبول كل الأطراف بنتائجها وإذا لم يقبل طرف من أطراف اللعبة بالنتائج فهذا يعني بان اللعبة لم تصل إلى نهايتها وهذا يعني الرجوع إلى المربع الأول ولذلك ينبغي ان يجري حوار حقيقي وتحقيق جاد .. لماذا أحزاب المعارضة لم تقبل النتائج ؟ وحول رؤية المعارضة بان حجمها الحقيقي في الشارع اليمني يفوق النتائج التي حصلت عليها في الانتخابات قال الغنوشي : انا نفسي تفاحات لأني اعلم ان جزء واحداً من المعارضة وهو الإصلاح يمكن لوحدة ان يحصل على هذه النتيجة ففي الانتخابات التشريعية مثلاً كان يحصل على ثلث الأصوات . مستدركاً بالقول : لكن انا كملاحظ من بعيد ورغم قلة المعلومات لدي اعتبر ان اللعبة لم تنته إلى النتيجة المطلوبة لان النتيجة المطلوبة هي أن يكون مسلم بالنتائج من الطرفين وهذا ما يحدث في الديمقراطيات في الانتخابات التي نشاهدها ان المغلوب يسلم للغالب بالنتيجة متسائلاً لماذا المغلوب في اليمن لم يسلم هل يعود الأمر إلى عناد أو إلى ماذا ؟ أو الأمر يحتاج إلى بحث عن الأسباب الحقيقية التي دفعت أحزابا محترمة مثل الإصلاح والناصريين والاشتراكيين هؤلاء أطراف ناضجون وأسهموا في إرساء الديمقراطية اليمنية فلماذا لم يسلموا للغالب بالنتيجة مؤكد انه لا يستطيع ان يحكم ولكنه لاحظ بان هذه النتيجة لا تطمئننا على يمن مستقر وعلى ديمقراطية مزدهرة وانما هذا عنوان لازمة عندما لا يسلم الخصم بالنتيجة فمعنى ذلك اننا نتهيأ لمعركة جديدة وان اللعبة لم تؤد إلى غرضها في انتاج نظام تعترف به كل الاطراف كما يحصل في كل الدنيا حيث تجري العملية الديمقراطية من جانب أوضح الدكتور خير الدين حسيب – رئيس مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت الأمين العام الاسبق للمؤتمر الشعبي العام ، وقال في تصريحه ل " اخبار اليوم " الحقيقة أنني لم اشاهد العملية الانتخابية التي جرت في اليمن إلا من خلال الفضائيات ومن المهم ان استمع للمعارضة ماذا تريد ؟ رغم أن المراقبين الدوليين يقولون أن الانتخابات اليمنية تمت بصورة جيدة ، مضيفاً انه لم يستغرب كثيراً من النتيجة لان الرئيس علي عبدالله صالح مرشح المؤتمر الشعبي العام في السلطة ويستطيع أن يقدم خدمات للناس وبالتالي فان الناس يعيدون انتخابه ،وقال إضافة لهذا أنا لا اعلم مدى نجاح المعارضة في اختيار مرشحها الأخ فيصل بن شملان وتساءل : الم يكن هناك مرشح معروف وأكثر شعبية حتى من خلال النتائج المعلنة التي تعكس حقيقة ما تم فأنا اعتقد إنها أول انتخابات رئاسية يجري فيها منافسة حقيقية ويحصل فيها مرشح المعارضة على نسبة تصل إلى "22%" فهذا يجب إلا يستهان به وهي ظاهرة صحية وهو ما يعني انه في الانتخابات القادمة تكون المنافسة أكثر ايجابية مضيفاً : بغض النظر عمن نجح وعمن فشل فاني اعتقد ان ما حصل في اليمن من الانتخابات مهما كانت الملاحظات عليها فهي ظاهرة صحية ومفيدة ليس فقط لليمن ولكن هذه الظاهرة تشع عربيا ً وتساعد على عملية المنافسة في الانتخابات والتداول السلمي للسلطة وقال : صحيح أن الانتخابات اليمنية لم تؤد إلى تداول السلطة وهو حال معظم الديمقراطية العربية لان الحكام العرب الحاليين هم الأطول عمرا ً في التاريخ العربي المعاصر والتداول السلمي للسلطة لا يزال غير ممكن إلا في بعض الحالات الاستثنائية القليلة البعيدة عن الواقع ولكنها خطوة في الاتجاة الصحيح في ممارسة الديمقراطية وأكد ان التجربة اليمنية مهما كان لدينا ملاحظات عليها هي متميزة وتتطور أكثر من خطوة للامام بالنسبة للانتخابات العربية المماثلة ومهما كانت هناك من خروقات ومن مخالفات فان حصول الرئيس علي عبدالله صالح على "77%" وحتى وان حصل على "70او 60%" فهي أكثرية وحول ما اذاكان هناك لدى المعارضة " اللقاء المشترك " شخصية تتمتع بشعبية أكثر كان بامكان المشترك ان يختارها لخوض غمار المنافسة في الانتخابات الرئاسية أو ضح قائلاً : انا لااستطيع ان اتدخل في الامور التفصيلية اليمنية واختيارات اللقاء المشترك وفي ممثلية وقد لايكونوا نجحوا مائة في المائة ولاختلاف قد يحصل داخل العائلة الواحدة ولازلت أقول وقد عبرت عن رايي هذا لبعض الأخوة في اللقاء المشترك من الذين التقيتهم ببيروت وغيرها انه ربما كانوا بحاجة لاختيار مرشح معروف أكثر وعنده ممارسة وخبرة سياسية سابقة وأنا لا اعرف الأخ فيصل شخصياً ولكن سمعت عنه كلاماً ايجابياً ومع ذلك اعتقد انه يوجد لدى مشترك أفضل مثل الدكتور ياسين الأمين العام للحزب الاشتراكي وشخصيات أخرى كثيرة في اليمن يمكن ان يكونوا مرشحين . وعما إذا كان يلزم المعارضة بالضرورة ان ترفض نتائج الانتخابات أكد الدكتور حسيب ان على جميع الأطراف السياسية الالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية وكل المعارضة العربية يجب عليها ان لا تلجا إلى الأممالمتحدة لا يجب ان يكون وارداً وألا يتم جرجرة قضايانا الداخلية إلى المنظمات الدولية فهناك حضور في الرقابة على الانتخابات . ووجه الدكتور خير الدين حسيب دعوته لمختلف الأحزاب والفعاليات السياسية في اليمن ان تعمل على استقرار العملية الديمقراطية والتأكيد على الجوانب الصحية والايجابية ومحاولة تطويق السلبيات وتأسيس مفوضية مستقلة تشرف على الانتخابات بعيدة عن السلطة وبعيدة عن المعارضة وهناك تجارب كثيرة في العالم في هذا المجال وتقوية دور السلطة القضائية في الانتخابات والديمقراطية في العالم كله لم تبدأ بما هي عليه اليوم فقد شهدت مراحل تقدم وتطور مرة تلو الأخرى وفي رأيي ان ما يحصل في اليمن متقدم على كل ما يحصل في دول الخليج الأخرى بل على ما يحصل في دول أخرى غير الخليجية / إخبار اليوم