في الانتخابات البرلمانية العامة . تستعد الأحزاب السياسية النمساوية التي فازت في الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت في عموم البلاد امس الأحد الأول من أكتوبر لتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة حزب الشعب المحافظ الذي امضى سبع سنوات في السلطة بعد هزيمة هذا الحزب في الانتخابات واحتلال الحزب الاشتراكي المعارض موقع الصدارة . وقد اقر المستشار النمساوي وزعيم حزب الشعب ( فولفغانغ شوسيل) خلال ندوة تلفزيونية الليلة الماضية جمعت كافة رؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان بهزيمته وهنأ منافسية ولا سيما زعيم الحزب الاشتراكي ( الفريد غوزنباور ) على الفوز الذي احرزه في هذه الانتخابات . بعدها اعلنت وزيرة الداخلية النمساوية ( ليزا بروكوب ) النتائج شبه النهائية للانتخابات مشيرة إلى أن الاشتراكيين حصلوا على نسبة 35,7% ( 68 مقعداً في البرلمان بنقص مقعد واحد بالمقارنة بالانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2002م ).. الامر الذي يجعلهم في طليعة الأحزاب التي سيكلفها الرئيس النمساوي ( هاينتس فيشر ) بتشكيل الحكومة الجديدة . أما حزب الشعب فكان نصيبه من الأصوات نسبة 34,2% ( 66 مقعداً بتراجع قدره 13 مقعداً ) في حين بلغت النسبة التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة عام 2002 ، 42,3% أي بتراجع مقداره حوالي 8% . ويبدو أن الحملة العنصرية التي قادها حزب الأحرار اليميني المتطرف ضد الاجانب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص حسنت من فرصه في هذه الانتخابات إذ جاء في المرتبة الثالثة وبنسبة 11,2% ( 21 مقعداً بزيادة 19 مقعداً ) في حين أن حزب الخضر جاء في المرتبة الرابعة حاصلا على نسبة 10,5% ( 20 مقعداً بزيادة 3 مقاعد ) . ورغم الشكوك التي احاطت بفرص حزب التحالف من اجل مستقبل النمسا ( الشريك الاصغر في الائتلاف الحاكم ) بسبب انفصاله عن حزب الأحرار اليميني الا انه تمكن من الاحتفاظ بوجوده داخل البرلمان عندما حصل على نسبة 4,2% ( 8 مقاعد ) ولم يفلح المرشح المستقل هاينتس مارتين والحزب الشيوعي من بلوغ نسبة 4% والتي تمثل الحد الادنى الذي يؤهل لدخول البرلمان . وكشفت وزيرة الداخلية النمساوية عن تراجع نسبة الاقبال على الانتخابات هذه المرة مقارنة بالانتخابات التي جرت قبل اربع سنوات وقالت في هذا الصدد أن اكثر من 4 ملايين ناخب ادلوا باصواتهم فقط من مجموع 6,1 مليون ناخب يحق لهم الانتخاب ، أي أن نسبة المشاركة بلغت 74% بينما تجاوزت في انتخابات 2002 نسبة 84% . ويتعين الحصول على الاغلبية البسيطة ( 92 مقعدا ) من إجمالي مقاعد البرلمان البالغة 183 مقعداً لتشكيل الحكومة الجديدة حيث سيكون من السهل على الحزبين الاشتراكي والشعب تشكيل ائتلاف بينهما لان مجموع المقاعد لكليهما يصل إلى 134 مقعداً في البرلمان ، وهو الامر الذي يحبذه المواطنون حاليا حسبما ذكرت مختلف وسائل الإعلام النمساوية للحفاظ على الاستقرار والتنمية الاقتصادية . واذا لم يتمكن هذان الحزبان من التفاهم بينهما فيتعين البحث عن حلفاء آخرين من الأحزاب الثلاثة الصغيرة المتبقية غير أن المشكلة تتمكن في صعوبة الوصول إلى الاغلبية البسيطة في حال قيام تحالف بين احد الحزبين الكبيرين وحزب صغير . ويكمن الحل في تحالف من ثلاثة أحزاب للحصول على غالبية الأصوات داخل البرلمان لتسهيل عمل الحكومة من ناحية تمرير القرارات المختلفة ، الا أن ذلك يبقى مرهونا بمدى التفاهم حول برامج الحكومة وخاصة مايتعلق بالهجرة والضمانات الاجتماعية والصحية وتوفير فرص العمل وغيرها .