من عبدالوهاب القايد فيينا - 29 - 9 (كونا) -- بدأ الناخبون في النمسا اليوم عملية الاقتراع لاختيار ممثليهم في البرلمان الذي يضم 183 مقعدا يشكلون الحكومة للخمس سنوات المقبلة والتي ستقود البلاد وسط تحديات اقتصادية اوروبية. وتتنافس في هذه الانتخابات ستة أحزاب هي الحزب الاشتراكي الذي يقود الائتلاف الحاكم وحزب الشعب المحافظ الشريك في الائتلاف اضافة الى ثلاثة احزاب معارضة ممثلة في البرلمان هي حزب الخضر وحزب الاحرار اليميني والتحالف من اجل مستقبل النمسا الى جانب حزب الملياردير النمساوي فرانك شتروناخ الجديد والحزب الشيوعي ومرشح مستقل. وشهدت الحملة الانتخابية لعام 2013 دخول حزب جديد حلبة الصراع السياسي وهو حزب (شتروناخ) الذي يركز حملته الانتخابية على محاربة الفساد من ناحية وعلى ابراز كفاءته الاقتصادية. ويؤكد المحللون السياسيون صعوبة فوز احد الاحزاب بغالبية مقاعد البرلمان وتشكيل الحكومة بمفرده مثلما كان الحال خلال حكم الاشتراكيين بقيادة المستشار الراحل برونو كرايسكي في فترة السبعينات. وفي هذا السياق أكد النائب العربي في برلمان فيينا المحلي ومرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات البرلمانية عمر الراوي ان هذه الانتخابات تكتسب اهمية بالغة لانها تأتي في وقت تشهد فيه اوروبا تحديات عصيبة جدا اثرت على واقع العديد من الدول الاوروبية التي انتشرت فيها البطالة وشارفت العديد منها على الافلاس. وأضاف الراوي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الحكومة الحالية التي يقودها الاشتراكيون تمكنت بفضل سياستها الحكيمة على الصعيدين الداخلي والخارجي من تجاوز الاثار السلبية للازمة الاقتصادية الاوروبية ما يدل على ان الحكومة النمساوية تسير في الطريق الصحيح وان مواجهة ما تبقى من الازمة المالية العالمية والاوروبية يحتم استمرارها في قيادة البلاد. وأضاف الراوي ان الناخب يتحمل مسؤولية كبيرة لان التصويت في مثل هذا الظرف العالمي يتطلب منه وعيا بحساسية الوضع الاقتصادي العالمي والاوروبي وان التصويت العشوائي يمكن ان يسبب اضرارا لمصالح البلاد. وتطرق الراوي الى طبيعة الحملات الانتخابية خلال العام 2013 مشيرا الى انها تميزت بان حزب الاحرار اليميني المتطرف وبقية الاحزاب اليمينية المتطرفة لم تلجأ بصورة واضحة هذه المرة الى ذلك الاسلوب العنصري الذي تعودت عليه في حملاتها السابقة عندما كانت تستند الى موضوع المهاجرين بشكل خاص لاثارة خوف المواطنين منهم ومما تصفه بمخاطر دياناتهم وثقافتهم على تركيبة المجتمع النمساوي. وتوقع ان لا تتمكن هذه الاحزاب المتطرفة في البلاد من تحقيق فوز في هذه الانتخابات بل ان اكثر ما تستطيع الوصول اليه هو دخول البرلمان والجلوس في صفوف المعارضة. وأكد ان الاصوات التي سيكسبها كمرشح نمساوي من اصول عربية في الانتخابات ستنعكس على المؤسسة النمساوية بحيث يصبح للمهاجرين صوت مسموع لا يمكن للحكومة ان تتجاهله في المستقبل ولاسيما من ناحية الاقرار بحقوق هؤلاء وعدم تهميش دورهم داخل المجتمع. وشدد الراوي على ضرورة مشاركة العرب والمسلمين النمساويين في انتخابات النمسا. (النهاية) ع م ق / م ع ح كونا291409 جمت سبت 13