الحرب ضد اليمن هي من أعنف الحروب التاريخية التي اجتمعت فيها كل مقومات الحرب المشتركة لتحالف عدواني تآمري إقليمي ودولي تقوده بصورة سافرة وفاضحة السعودية الدولة الرجعية الموالية لمنظومة الاستعمار الأمريكي - الصهيوني مسخرة كل إمكاناتها المادية ومواردها المالية وطاقاتها، وكامل عتادها الحربي لشن أعنف الحروب العدوانية دون مبرر حقيقي لهذا العدوان سوى العمل على تنفيذ مشاريع وأجندات الإدارة الأمريكية الصهيونية، وإشباع نزواتها ورغباتها الجامحة في تدمير اليمن المناهض لسياسة الهيمنة والنفوذ والوصايا واستهداف الإسلام والمسلمين. اليوم أثبت تطور مسارات الأحداث في الصراع الذي يشتد فيه لهيب المعارك البالغة الضراوة التي تدار رحاها في المواجهة مع الأعداء الطامعين في احتلال الأرض ونهب ثرواته أن الشعب اليمني الصامد الصابر قادر على الدفاع عن أرضه وسيادته الوطنية وحريته واستقلاله، وإنزال العقاب الرادع بالأعداء في ملحمة من الحرب التاريخية التحررية المقدسة الشاملة التي يخوضها دفاعا عن كرامته وسيادته وحقه في العيش الكريم على أرضه الحرة الأبية، ولقد أثبت الجيش أنه يمتلك القدرات الدفاعية والهجومية في الرد على الأعداء انطلاقا من الحقائق التالية : الحقيقة الأولى : أنه بالرغم من وحشية الحرب وبشاعتها التي تشنها دول تحالف العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات ضد شعبنا ووطننا وتماديهما في قصف وتدمير واستهداف كل مقومات حياته، وما صاحب هذه الحرب من حملة إعلامية مضللة وايديولوجية تحريضية سخرت لها مكنات وأبواق إعلامية في إطلاق الشائعات والكذب والتضليل والتزييف للحقائق والتأييد والشرعنة من قبل خونة ومرتزقة الداخل الذين سهلوا لدول تحالف العدوان السافر والطغيان الغاشم صكوك ومباركة الاعتداء على اليمن واستمرار هجماته وغاراته لقتل أبناء شعبنا بمختلف أسلحته التدميرية والمحرمة دوليا بتلك الغطرسة والسفور في الهمجية والحماقات في ارتكاب الجرائم الفضيعة التي استفزت شعبنا المسالم فهب للدفاع عن وطنه رغم قلة إمكاناته، واستطاع منذ الوهلة امتصاص كل الضربات، وكان عليه أن يواجه فأثبت الجيش واللجان الشعبية جدارة وجسارة وحنكة وثباتا وشموخا في اجتراح المعارك وصنع المآثر البطولية والاقتدار الناجح في رحى المعارك التي كان أبطال الجيش أسودها المخلصين المؤمنين المثابرين الثابتين المجاهدين تحت قيادات لديها من الخبرات الحربية والفنية والتكتيكية في خوض غمار الحرب التي تكللت بالانتصارات التي كبدت التحالف ومرتزقتهم الخونة الخسائر الكبيرة في العتاد الحربي والأرواح البشرية . الحقيقة الثانية : رغم ما تمتلكه دول التحالف العدوان من أسلحة حديثة ومتطورة تقنيا وأقمار صناعية وطائرات استطلاع وتجسس ومؤسسات استخبارية لمراقبة الأرض ورصد تحركات الجيش واللجان الشعبية وتصوير مواقع تمركزها ومخازن تسليحها، وإرسال الصور والتقارير والاحداثيات إلى مراكز القيادة والسيطرة .. كل تلك الآليات والمعدات والأجهزة الحديثة والتقنيات أثبتت فشلها الذريع والمخزي لقيادة تحالف العدوان في إدارة المعركة، وسقطت تلك الحسابات الخاطئة، وعجز القيادات العسكرية لدول العدوان من تحقيق أي من أهدافها العسكرية الميدانية أو الحد من تحركات قوات الجيش اليمني ومن يقف إلى جانبها من اللجان الشعبية والمتطوعين، كما ظهر العجز ذاته لدى القيادات السياسية لتحقيق أي خطوة في المناورات السياسية التي كان المال يضخ لشراء المواقف الدولية . الحقيقة الثالثة : أثبتت القيادة العسكرية الوطنية للجيش اليمني قدرة عالية في الكفاءة والخبرة والحنكة العسكرية في نجاح إدارة المعركة في مختلف مستوياتها، وتحقيق الانتصارات المتتالية، وعدم السماح للعدو من تحقيق أي انتصار في مختلف جبهات القتال، وهزيمته واجباره على الانسحاب والفرار والاستمرار في ملاحقته وصولا إلى عمق الأراضي السعودية. الحقيقة الرابعة : حالة اليأس والفشل وخيبة الأمل لدى السعودية التي أصبحت تعيش حالة من التخبط والعشوائية والخوف لا سيما بعد دخول العام السادس من العدوان والفشل يلاحق ساستها وقادتها الفاشلين في الميدان بعد أن أنفقت ببذخ مليارات العملات الصعبة لشراء الأسلحة وتمويل الحرب التي تكبدت فيها الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد الحربي والمنشآت الاقتصادية . الحقيقة الخامسة : أثبتت خبرات الحروب القديمة والحديثة والمعاصرة أن الشعب اليمني لديه إرث تاريخي حربي يعتبر تقليدا عسكريا في بناء الدولة الذي كان صاحب السيادة والقوة الجبارة في الجزيرة العربية وفي نصرة الإسلام وفتوحاته إلى مختلف أصقاع الأرض وهو الشعب الذي هزم أعتى امبراطوريات العالم والغزاة المحتلين .. هذه المعطيات التاريخية التي ينطلق منها شعب مؤمن يقاتل الأعداء بعقيدة إيمانية قوية، ويمتلك من القدرات المادية والمعنوية ما يصعب على أي جيش في العالم تطويعه أو كسر إرادته، وقد أثبتت هذه الحرب أن الكوادر العسكرية اليمنية لديها الخبرات القتالية العالية تفوق خبرات الأعداء في تطبيق واستحداث الفنون التكتيكية الحديثة، وقد اكتسب الشباب الجدد في مسار هذه الحرب التجارب والخبرات العملية، وتصلب عوده في القتال، كما اكتسب مزيدا من الخبرات تحت قيادات عسكرية مجربة . الحقيقة السادسة : أكسبت هذه الحرب الجيش اليمني واللجان الشعبية فنون القتال الحربي والتكتيك العسكري الحديث، وإنتاج الأسلحة اليمنية الحديثة وتطويرها مثل الصواريخ البالستية والطيران المسير وصناعة الذخائر والعربات المدرعة وغيرها . الحقيقة السابعة : تحولت المعركة من أسلوب الدفاع إلى الهجوم مع ظهور أسلحة الردع من الصواريخ البالستية والطيران المسير التي تصل إلى أبعد نقطة في جغرافية دول عدوان التحالف. الحقيقة الثامنة : انكشفت أهداف العدوان ومرتزقتهم وكياناتهم السياسية العميلة وخططهم لتدمير اليمن ونهب ثرواته، كما انكشفت ما تسمى الشرعية التي باعت كرامتها للأعداء مقابل حفنة من المال المدنس . الحقيقة التاسعة : إن الأعداء لا يمكن أن ينالوا ويصلوا إلى أهدافهم. الحقيقة العاشرة : انتصار اليمن هو المؤكد، وسوف يرحل الغزاة مكرهين عن أرضنا بقوة الإيمان والإرادة والجهاد، ولن ينال الأعداء ومرتزقتهم إلا الخزي والذل والعار.