المرحلة القادمة.. مرشحة لمزيد من التدخلات التركية في اليمن!! واضح أن أردوغان منذ أن بسط تواجده في السلطة في أنقرة، بدأ في تبني هو وحزبه استراتيجيته التوجه نحو الشرق الأوسط ونحو منطقة جنوب البحر الأحمر لغرض واقع حال يخدم توجهاته العثمانية لإحياء إمبراطورتيه المنشودة.. لذلك التحرك الارودغاني بدأ يكشف عن استراتيجية "العثمنة" نحو المنطقة العربية.. ونحو اليمن عبر الإخوان المسلمين.. الذين يمثلون الجسر المفضل للعثمانية الجديدة نحو الداخل العربي.. وتعتبر مصر والامارات أكثر الدول اصطداماً بمحاولات الاختراق العثماني الجديد بدءاً من ليبيا وتونس والجزائر.. ووصولاً إلى منطقة جنوب البحر الأحمر، وقد أفصحت المواقف عن حلقة صراعات وبحث عن مناطق نفوذ إقليمي تحت مظلة امريكية ورضا ومباركة صهيونية.. والمسألة ليست خافية على متابع حصيف فلقد انشغلت أبو ظبي والقاهرة في تتبع التحرك الاردوغاني سواء في ليبيا أو في بعض المناطق اليمنية مثلاً في جبل حبشي عبر حمود المخلافي أو عبر عناصر اخوانية عقائدية في شبوة وفي أبين.. ورغم أن المسألة غير واضحة للعيان والمشاهدة، لكنها لا تخلو من أيادي أردوغان إما عبر "بيرقدار" الطائرة المسيرة التركية التي رأت فيها الإمارات استهدافاً مباشراً لمشروعاتها التوسعية في المحافظات الجنوبية وتحديداً في منطقة بلحاف والميناء الغازي الذي تسيطر عليها الامارات بصورة مباشرة وأيضاً من خلال الدفع بمليشيات الانتقالي التي تدين بالولاء الكامل لمحمد بن زايد، ومستعدة لخوض حروب عديدة طالما ارتضى بذلك محمد بن زايد!! ولذا فإن نقاط التماس المباشر بين أردوغان وبين محمد بن زايد، تأتي في شبوة وأبين في اليمن.. وقد اندفع محمد بن زايد إلى إدارة الصراع والقتال في أبين عندما شعر أن الاتراك دفعوا بطائرات مسيرة من نوع "بيرقدار" إلى يد علي محسن الأحمر ومحافظ شبوة إلى أيدي القادة الميدانيين في أبين وفي قرن الكلاسي وعلى مقربة من منطقة الطرية والشيخ سعيد على مشارف زنجبار عاصمة محافظة أبين.. وفي شقرة فجاء تحرك بن زايد للحصول بطريقة ما على طائرات مسيرة أمريكية بدأ يدرب عليها ضباط من مليشيات الانتقالي، وهذا ما أثار ضد محمد بن زايد اسئلة عديدة حول تسليم اسلحة وطائرات إلى جماعات مليشياوية غير منضبطة. كانت أبو ظبي قد التزمت بعدم تسريبها إلى طرف معين في الصراع في أبين، وخاصة مليشيات الانتقالي ومنهم سربت إلى متطرفين سلفيين لم يحظوا بعد بالثقة الكافية وتستخدمهم أبو ظبي والرياض كوقود في الحرب العدوانية ضد قوات صنعاء وأنصار الله في الجيش واللجان الشعبية.. والمهم في هذه التطورات أن المواجهة بين أبو ظبي وانقرة بدأت تتكشف يوماً إثر اليوم.. حتى أصبح الصراع على المكشوف؟! وتركيا من خلال حمود المخلافي ومن خلال عدد من قيادات الأخوان " الاصلاح" ركزت على منطقة قريبة من المنفذ الدولي باب المندب بالتواجد عبر مليشيات حمود المخلافي في بعض مناطق تعز التي بدأت تنسق مع وحدات مع المنطقة العسكرية التابعة للإصلاح في المدينة وفي الحجرية في إطار حملة عسكرية لخلط الأوراق في طور الباحة، واطباق الحصار على قوات الانتقالي في لحج وفي عدن من احزمة أمنية ومن الوية اسناد وغيرها من ألوية ما تسمى المقاومة.. بحيث يكتمل الحصار عليها من طور الباحة ومن ابين شقرة وقرن الكلاسي ومن شبوة، وكذا الاكتفاء بالمشاهدة عن بعد لتطورات الموقف العسكري في مريس والضالع.. وكذا في مكيراس!! وتشعر أبو ظبي أن مثل هذه الأطباق والتحشيد والتحرك العسكري المتسلل لقوى بدأت تدين إلى الموقف التركي له أهدافه في المستقبل المنظور في حين يخطط أن تبدأ المواجهة المباشرة في الفترة القادمة.. ولذلك فإن الانتقالي قد قام بعملية التفاف في المناطق المحاذية لمديرية الحجرية وبدأ في سحب بعض ألوية أو أفراد من العمالقة السلفية لتعزيز موقفه العسكري في أي مواجهة قد تندلع في هذا الموقع الذي يهدد بضرب السيطرة الإماراتية على مناطق الساحل الغربي وعلى الموانئ اليمنية في جنوب البحر الأحمر وتحديداً ميناء المخا.. وكذا الاطلالات الشاطئية على الساحل بدأ من راس العارة وحتى ما بعد المخا.. الاتراك يتحركون بكثير من الهدوء والحذر لاعتبارات عديدة.. أولى هذه الاعتبارات ان انقرة واحدة من أعضاء حلف الأطلسي وهي حليف لأمريكا.. ورغم ان اردوغان يظهر "جفاء" لتل أبيب الا انه لا يجرؤ على اثارة غضب تل أبيب أو إثارة مخاوفها الذي هو في الأصل يمتد الى غضب واشنطن وبالتحديد في هذه المنطقة.. ولكن حركة الاتراك عبر قوى الاخوان المسلمين وتجمع الاصلاح توفر لتركيا فرصة للمناورة لها في ليبيا وفي سوريا وفي آسيا الوسطى في مناطق التخوم الطورانية!! كما أن التحرك العسكري لقوى الاصلاح يعزز من فرص فرض حسابات اقتصادية تركية في منطقة شرق المتوسط سواء امام تل ابيب او امام مصر ويتحالف الأتراك مع روسيا التي تحرص على تحالفها مع الاتراك كلها لا تنكر حذرها من التطلعات والطموحات التركية المبالغ فيها!! وفي مراحل قادمة من تاريخ هذا الصراع في اليمن ليست ببعيدة سوف تكشف انقرة عن دور لها في منطقة جنوب البحر الأحمر ويشهد بذلك تمديد البرلمان التركي الفترة الزمنية للقوات البحرية التركية المتواجدة في خليج عدن وفي جنوب البحر الأحمر.. خاصة وان طموحات انقرة في السودان وتحديدا في سواكن قد تعرضت للعديد من الهزات وخاصة بعد ان تمت إزاحة الرئيس البشير وسيطرة نظام جديد يدين بالولاء وبالتحالف مع ابوظبي والرياض.. ومع القاهرة.. ويتجه بخطوات متسارعة للتطبيع مع تل ابيب مما يبشر بكثير من التطورات غير المسيطر عليها او التي تجري ليس بحسب ما تشتهيه الرياح التركية.. بإذن الله نواصل العدد القادم