رصد المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط مطالبة معهد أمريكي بارز بوقف نهائي لمبيعات الأسلحة الأمريكية لدولة الإمارات كونها تهدد بزيادة العنف وإذكاء الصراع في الشرق الأوسط. وقال المجهر الأوروبي وهو مؤسسة أوروبية تعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا، إن مقوف المعهد الأمريكي يعبر عن ضغط متزايد على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاتخاذ موقف أكثر حزما ضد الإمارات. وتم التعبير عن ذلك بوضوح في مقال للخبير في قضايا الأمن القومي الأمريكي وليام هارتونج نشره معهد كوينسي للحكم المسؤول (The Quincy Institute for Responsible Statecraft). وأشار هارتونج إلى تعهد بايدن في أول كلمة له حول سياسته الخارجية كلمة في 4 شباط/فبراير الجاري بوقف "كل الدعم الأميركي لعمليات هجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة". وأشارت الإدارة الأمريكية منذ ذلك فإنه سيتم وضع لأجل غير مسمى وقفة على مبيعات قنبلة سنتين إلى المملكة العربية السعودية أن إدارة ترامب أعلنت في أواخر كانون الأول/ ديسمبر. وقال هارتونج "يجب أن تتضمن السياسة الجديدة للإدارة مراجعة لجميع المبيعات الأمريكية إلى ا السعودية والإمارات الدولتان المسؤولتان بشكل أساسي عن الكارثة الإنسانية في اليمن". وأضاف أنه "من المهم أن تخضع المبيعات إلى الإمارات لنفس التدقيق الممنوح لعروض الأسلحة السعودية". وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، أخطرت إدارة ترامب الكونغرس بعروض طائرات مقاتلة من طراز F-35 وطائرات بدون طيار مسلحة من طراز MQ-9 وقنابل وصواريخ إلى الإمارات بقيمة إجمالية تزيد عن 23 مليار دولار. وهي أكبر حزمة أسلحة أمريكية تقدم على الإطلاق إلى الإمارات. في حينه فشلت أصوات مجلس الشيوخ لمنع المبيعات بفارق ضئيل، حيث صوت كل عضو ديمقراطي تقريبًا في مجلس الشيوخ لقرارين منفصلين لمنع جوانب من الحزمة من المضي قدمًا. أبرز هارتونج أن صفقات الأسلحة هذه مع الإمارات تهدد بزيادة العنف وإذكاء الصراع في وقت ينبغي على إدارة بايدن إعطاء الأولوية لإنهاء الحروب في الشرق الأوسط الكبير. وقال "لا يتعين على إدارة بايدن إلغاء هذه العروض فحسب، بل يتعين عليها أيضًا إعادة النظر في طبيعة التحالف الأمريكي الإماراتي لمواءمته مع الأهداف الأمنية الأمريكية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وأضاف "ليس هذا هو الوقت المناسب لتقديم طوفان من الأسلحة الجديدة للإمارات، بالنظر إلى دورها في تأجيج الحروب في اليمن وليبيا، وتحويلها للأسلحة التي قدمتها الولاياتالمتحدة في السابق إلى الجماعات المتطرفة، وسجلها في القمع الداخلي". وتابع "كما انخرطت الإمارات إلى جانب الميليشيات التي تسلحها وتدربها، في انتهاكات مرتبطة بالتعذيب والاحتجاز في اليمن، كما أن عمليات نقل الأسلحة وضربات الطائرات بدون طيار نيابة عن قوات الجنرال خليفة حفتر في ليبيا هي انتهاك صارخ لاتفاقية الأممالمتحدة". وذكر هارتونج أن صفقة 23 مليار دولار بعيدة كل البعد عن أول عرض أسلحة كبير للإمارات.