تحل الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس الشهيد الأستاذ صالح علي الصماد، وقد حقق أبناء الشعب اليمني الكثير من وعوده، وخاصةً في الجانب العسكري، والتي حققتها قواتنا المسلحة، والمتمثلة في تطوير القدرات التصنيعية العسكرية والصناعات الحربية، وفق تقنيات عالية وفرت لشعبنا قدرات نوعية غيرت من معادلة المواجهة العسكرية مع قوى العدوان. إنها ذكرى استشهاد من قال: (نريد دولة تخدم الشعب لا شعب يخدم الدولة) وباستشهاد هذا القائد الشجاع خسرنا شخصية وطنية وهامة من هامات هذا الوطن الأوفياء الأحرار، وقد نال ما كان يتمناه ألا وهي الشهادة في سبيل الله ودفاعاً عن العرض والأرض ونيلاً للحرية والكرامة والاستقلال وستظل ذكرى استشهاده حية باقية في ذاكرة الشعب اليمني إلى الأبد. الرئيس الشهيد الصماد رغم تقلده منصب رئيس للجمهورية وانشغاله بقضايا متراكمة إلا أنه لم ينس المجاهدين ولم يتوان أو يتخاذل تجاههم ولم يكن همه جمع الأموال والأرصدة وشراء العقارات والأراضي، بل كان همه ذلك المجاهد المرابط بين تقلبات الطقس الشديدة وذلك المواطن الذي لا يجد قوت يومه وذلك الموظف الذي ليس لديه راتب علاوة على همه شعباً بأكمله. هو الرئيس الذي لم يمض على تعيينه رئيساً للمجلس السياسي الأعلى سوى فترة وجيزة حتى انطلق وتحرك إلى الجبهات ليتفقد أحوال المجاهدين والمرابطين في جميع جبهات القتال لشحذ هممهم ورفع معنوياتهم بكلامه المتواضع معهم..كيف لا؟ وهو من قال لهم: "إن مسح الغبار من نعال المجاهدين أشرف وأغلى من كل مناصب الدنيا" وكان يؤكد في كل مناسبة بأن دمه ليس أغلى من دماء الذين يقدمون التضحيات في الصفوف الأمامية لمواجهة أعداء الله ورسوله وأعداء الوطن، هذه هي أخلاق الرئيس الشهيد الصماد سلام الله عليه وهذه هي القيم العظيمة التي آمن بها وقدم من اجلها دمه وروحه طواعية وعن طيب خاطر. إنه القائد المحنك الذي حمل المسؤولية على عاتقه بكل جداره واقتدار فكان يحضر جميع احتفالات تخرج الدورات العسكرية والمناسبات الوطنية ويقوم بزيارة المحافظات بالرغم من معرفته بالأخطار المحيطة به وخاصةً بعد أن تم إدراج اسمه ضمن قائمة المطلوبين والمستهدفين من قبل قوى العدوان. الرئيس الشهيد الصماد – سلام الله عليه - حمل هم الشعب بصدق وأمانة ولم يقصر في أداء واجباته ومسؤولياته تجاه ربه وشعبه وقيادته فقد أدى الأمانة على أكمل وجه، فكان كابوساً يقض مضاجع الفاسدين والعابثين والمتلاعبين وكذا مضاجع قوى العدوان ومرتزقته المعتدين المجرمين، وهو من أطلق مشروع "يد تبني ويد تحمي" يد تبني البلاد وتنهض بها، ويد تحمي تراب هذا الوطن الغالي من طمع الغزاة والمحتلين. رئيسنا وقائدنا صالح الصماد - رحمة الله عليه- قدم كل ما يملك في سبيل الله واستهان بالتضحية العظيمة بتقديم روحه فداءً لهذا الوطن، ولنصرة أبناء شعبه المظلومين.. كان حاضراً في ميادين وساحات الجهاد، وكان رجل المسؤولية والتواضع، رجل الإيمان والصبر سار على نهج القرآن الكريم، وعلى نهج آل البيت عليهم السلام. وفي الأخير لا يسعني إلا أن أقول لرئيسنا وقائدنا الشهيد صالح الصماد أننا على خطى دربك ومشاريعك العظيمة سائرون وماضون فأنت حاضر في قلوبنا وأنت عنوان انتصاراتنا، فالرحمة والخلود لروحك الطاهرة والنقية، وسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً. * قائد فرع الشرطة العسكرية بالحديدة