تشدقت أمريكا لسنوات طوال ما يناهز ال20 عاماً حتى تيقن العالم بأسره أنها تهذي أن آخر مرحلة للقضاء على حركة طالبان، اليوم وليس الغد وحان خلاص العالم من خطرهم وأفكارهم وكانت تقول ذلك عقب أقوى الضربات وأشرس المعارك مع طالبان، لكن يتلاشى صدق وجدية تلك التصريحات مع مرور الزمن وتعاقب السنوات.. أمريكا فعلاً انهزمت في أفغانستان من زمان.. بالضبط عندما اعترفت بحركة طالبان وجلست معها على طاولة حوار واحدة بدليل ما قاله المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن محادثات السلام في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان مستمرة وأن بإمكان طالبان الحصول على شرعية من خلال الدبلوماسية.. جوبايدن صرح أن قواته قد حققت أهدافها ضد الإرهاب بأفغانستان وحان وقت انسحابهم منها، فيما الحكومة الأفغانية تحمل القوات الأمريكية المسؤولية الانهيار الأمني الحاصل وسيطرة طالبان على الولايات، وأن ذلك بسبب انسحابها المفاجئ وتركت القوات الأفغانية منفردة.. وكانت قد أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية متحمسة بداية انسحاب الأمريكان أنها تمكنت من قتل 400 عنصر من طالبان لكنه اتضح أنه إعلان مشكوك فيه.. فالقوتان الأفغانية والأمريكية عجزتا عن تحقيق مثل هكذا نصر.. طالبان تسيطر على 70% من الحدود مع طاجاكستان حسب ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية وكذا أبدى سيرجي لافروف قلق بلاده إزاء ذلك واستعداد بلاده التدخل لحماية تلك الحدود فيما اتخذت باكستان قرار إغلاق حدودها مع أفغانستان.. المتحدث باسم البنتاغون أعلن أن 90% من الانسحاب تم ويكتمل بشكل نهائي قبل نهاية العام الحالي، يتزامن هذا مع تواتر الأنباء عن اشتداد المعارك بين القوات الأفغانية ومقاتلي طالبان داخل المدن وخارجها.. وهذا أمر يثبت أن دخول القوات الأمريكية أي بلد يعد لعنة ودمار وخروجهم منها كذلك لعنة ودمار.. قطبا الشر في الخليج تطفو على السطح احدث طفرة للخلافات الحادة بين السعودية والإمارات عقب اجتماع مجموعة الدول المنتجة للنفط "أوبك بلس" المنعقد يوم الاثنين الماضي 3/7/2021م.. الأمر الذي أثار المخاوف من تداعيات ذلك على الدول المنتجة للنفط والسوق العالمية حيث يخشى أن تسعى الدول لزيادة الإنتاج بلا ضوابط ويتم إدخال السوق العالمية في حالة تضخم ضارة وأيضاً يعلو التحذير من نشوب حرب أسعار نفطية جديدة ونتائجها الكارثية على الدول المصدرة للنفط ومستقبلها المالي حسب خبراء اقتصاد عالميون.. وكان أول صدى لهذا الحدث هو ارتفاع سعر النفط الى 77 دولاراً للبرميل في صعودٍ تاريخي له هو الأعلى منذ العام 2015م.. وإذا ما عدنا الى شرارة تفجر الخلافات المكبوتة لدى الطرفين السعودي والإماراتي فذلك يعود الى منتصف العام 2019م بعدما أعلنت الإمارات سحب قواتها المتواجدة في اليمن، تلى ذلك تبادل الاتهامات وتباين الآراء والتوجهات بينهما وظهر للعلن الصراع على الزعامة فالسعودية تلعب دور الأبوية على بقية دول الخليج الأمر الذي ترفضه الإمارات سراً وجهراً.. بذلك انكشفت نوايا الإمارات من أنها مدافعة عن مصالحها بل تعدى الأمر الى سعيها الفعلي لتحجيم وتقزيم السعودية خليجياً وإقليمياً.. صحيفة "ألفا يننشال تايم" البريطانية نشرت أن الإمارات اليوم ترفع صوتها في وجه السعودية كالند الذي لا يمكن تجاهله، فيما يرى محللون أن وجود الكيان الإسرائيلي رسمياً بأبوظبي يوعز حكام الإمارات بمعارضة السعودية والخلاف معها في أي قرارات مشتركة بهدف ممارسة أقصى درجة من الضغط على السعودية للانفتاح والتطبيع أكثر مع الكيان الإسرائيلي لتكون السعودية في نفس المستوى والمسافة التي تقف فيها الإمارات.. وقد عشنا شواهد ومواقف ووقائع عديدة ترجمت عمق الخلاف السعودي الإماراتي مثالاً على ذلك التنافر في مواقفهما الإقليمية فقرار الإمارات التقارب مع الجمهورية الإيرانية سياسياً واقتصادياً وإستراتيجياً يعارض قرار السعودية التي تعتبر إيران العدو الأول لها، وإذا ما نظرنا الى ما أفرزته سنوات عدوانهما على اليمن جسدتها أحداث وحقائق بالغة الأهمية تؤكد وهم تقاربهما الشكلي وتفضح نواياهم الخبيثة المضمرة تحت عباءة كليهما تجاه بلادنا وشن العدوان علينا وما لحق بنا من قتل ودمار وحصار جائر لا يزال مستمراً الى اليوم.. والحقيقة المرة أن الإمارات حكام بلا شعب.. فمواطنو الدولة عمالاً وأجانب.. وأما السعودية فشعب بلا حكام.. إحسان الكافر.. رماد يخطئ كل من نظر بتفاؤل الى تلك الخطوة التي اتخذتها آنذاك أمريكا بأن رفعت الحجر عن الأموال المخصصة كمساعدات للفلسطينيين وقررت تسليمها لتعود منظمة الأونروا للعمل من جديد في غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ولم يمر على ذلك إلا أسابيع قليلة تزامنت مع خواتيم شهر رمضان المبارك وحدثت غارات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة امتداداً لتصعيد المتطرفين اليهود واعتداءات قوات الأمن الإسرائيلي على المصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى الشريف الى إجراءات التهجير القسري وهدم البيوت في حي الشيخ جراح.. وكأن أمريكا أطلقت المساعدات للتموين لشن الحرب على غزة. بعدها وفي أقل من شهر أعلنت أمريكا أنها ستسلم السودان 200مليون دولار لتتمكن الحكومة من دعم العملة وتحسين مستوى المعيشة واستقرار السوق المحلية، ولم يمض على ذلك إلا أيام معدودة وتصلنا الأخبار من هناك أن أسعار المشتقات النفطية ارتفعت 100%؟!.. على إثر ذلك حصلت أزمة خانقة وإفقار للمواطن أنتجت توتراً خطيراً جداً كان ينذر باندلاع حرب أهلية في السودان.. فإذا كان الوضع مأساوياً هناك هكذا فأين ذهبت تلك الأموال ولمن؟!.. وما الجدوى منها وما هو الهدف الخفي لها؟!.. والآن تتحدث أمريكا عن ضرورة إغاثة الفلسطينيين وضمان وصول المساعدات إليهم عبر وسائل آمنة كما تقول؟!.. والواضح أنها تسعى لخدمة الكيان الإسرائيلي بطريقة غير مباشرة بواسطة حرمان المقاومة وأسرهم من المساعدات عقاباً لهم وأيضاً عبر إيصال رسالة خطيرة لكل من ستصلهم المساعدات من الفلسطينيين بأن المقاومة هي سبب الحرب والدمار والأزمات وعليه تهدف لتوجد الكراهية في قلوب الناس للمقاومة وأبطالها، وكيد الأعداء هذا سيسقط لأن المقاومة الفلسطينية عز وشموخ لنا ولقضيتنا كمسلمين أينما كنا.. هوس تدميرنا مستمر نحن المسلمون المسالمون لمن سالمنا للأسف الشديد لا يتوقف التآمر علينا واحباك الخطط لإضعافنا وإخضاعنا بل ولتدميرنا ليحقق أعداؤنا الحاقدون أهدافهم الدنيئة قاصدين إشعال الحروب وإذكاء الفتن بيننا وما يترتب على ذلك من قتل وتشريد وتمزيق ودمار عام ببلدان المسلمين.. أعداؤنا سقف أفكارهم الشيطانية الخبيثة ضدنا كمسلمين بلا حدود وقتلهم لبعضنا وتدميرهم بعض البلدان تحت مسميات يختلقونها هم بل ويرفعونها كضرورة لأمن واستقرار العالم.. من الأمثلة لتلك الأفكار لنفهم بعضاً مما يضمرونه من نوايا مريبة تجاهنا نشرهم في واحد من أفلام الخيال العلمي لحروب المستقبل يملي على المشاهد القوة الخارقة لتطور عتادهم وأسطورة مهارات جنودهم وأن تفوقهم وانتصارهم على غيرهم حتمي ولا يفشلون أبداً في تحقيقه مهما كان ذلك مستحيلاً.. وهذا في الحقيقة والواقع وهم هم غارقون فيه الى أبعد حد.. ويشد الانتباه في الفيلم أن جندياً أمريكياً يتمكن من قتل الرئيس الباكستاني وبقية المجموعة تهاجم مخابئ الرؤوس النووية الباكستانية المحصنة وتتفوق في السيطرة عليها وتقوم بنقلها جواً الى بلادها.. بعدها يظهر على شاشات القنوات الإخبارية رئيس دولتهم يعلن أن العالم أصبح آمناً بعد نجاح هذه العملية التي نفذها جنود لا تتجاوز أعدادهم أصابع اليد وقاموا بمعجزات لا تستطيعها الجيوش، وفي الحقيقة هم يعملون على أن تكون حروبهم وتحقيق أهدافهم مستقبلاً بهذا النمط والتكتيك.. فالحذر من أن نغفل عن حقدهم على كل ما يملكه المسلمون أينما كانوا من قوة ووسائل ردع فأعينهم عليها وتدميرها هدفاً لهم يسعون إليه بلا كلل، وإذا كانوا كذلك فلا نأمن من شرهم ومكرهم ولا ننخدع بسلامهم وسلميتهم فهم العدو قاتلهم الله أنى يؤفكون.