نظراً للظروف التي تمر بها بلادنا حالياً، والافتقار إلى بيانات سكانية يرتكز عليها في التعرف على الأوضاع السكانية وتطوراتها، للاستفادة منها في عملية التخطيط التنموي للمرحلة الراهنة والمستقبلية، ولو بشكل محدود، وخاصة ما يتعلق منها بتحقيق أهداف الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، والأهداف السكانية للتنمية المستدامة، قامت الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان، في إطار مهامها، وتنفيذاً لمقررات اجتماع المجلس الوطني للسكان، نفذت دراسة تتضمن إسقاطات لسكان الجمهورية بشكل عام حتى عام 2045م، وإبراز توقعات أثر التطورات السكانية المستقبلية على أهم القطاعات التنموية ذات العلاقة. وتضمنت الدراسة إسقاطات لسكان اليمن حتى عام 2045م في بديلين، بديل يتعلق بثبات الخصوبة والآخر يقوم على توقع حصول انخفاض طفيف لمعدل الخصوبة الكلية للمرأة اليمنية خلال فترة الإسقاطات، وقد استند إجراء هذه الإسقاطات على قاعدة بيانات مستقاة من تعدادين سكانيين تم تنفيذهما على مستوى كامل اليمن في عامي 1994م و 2004م، بالإضافة إلى الاستفادة من نتائج المسوح السكانية ذات العلاقة، وبالذات المسح الصحي الديموغرافي اليمني عام 2013م، وكذلك الإسقاطات السكانية لليمن للفترة2005- 2025م، وقد حددت الأمانة العامة فترة الإسقاطات خلال الفترة اللازمة لتضاعف السكان وهي ال 25 سنة القادمة حتى عام 2045م ، تحت معدل نمو سكاني قدره 2.8% سنوياً، الوارد في نتائج آخر مسح ميداني تم تنفيذه 2013م. آليات وطرق هناك طرق متعددة يمكن بواسطتها الحصول على تقديرات أو إسقاطات السكان، وتختلف هذه الطرق باختلاف الغرض منها ومدى توفر البيانات الأساسية لإجرائها، وما إذا كانت تهدف هذه الإسقاطات إلى تقدير إجمالي السكان فقط، أم إلى تركيبهم حسب خاصية أو خصائص معينة مثل النوع والعمر أو الحضر والريف.. إلخ. واستخدمت الامانة العامة للمجلس الوطني للسكان الطريقة الأسية لهذه الدراسة، حيث تعتمد الإسقاطات السكانية على البيانات والمؤشرات السكانية المتاحة، بالإضافة لدراسة مستويات الوفيات والخصوبة أو النمو السكاني السائد في فترات زمنية مختلفة، بالإضافة إلى الاتجاهات المستقبلية. أهم نتائج الإسقاطات بناء على الافتراضات الخاصة بمعدل الخصوبة والوفيات، فإن نتائج الإسقاطات تتضمن بديلين، بديل عالٍ في ظل استمرار معدل الخصوبة 4.4 طفل لكل امرأة، ومنخفض بافتراض حصول انخفاض تدريجي بطيء لمعدل الخصوبة ليصل إلى 3.3 طفل لكل امرأة بحلول عام 2045م. حجم السكان وبحسب الدراسة، يعتبر حجم وتركيب السكان من أهم نتائج الإسقاطات السكانية، بالإضافة إلى النتائج الأخرى المتعلقة بالولادات والوفيات والنمو السكاني، التي من خلالها يمكن تقدير التغيرات المتوقعة للسكان، التي بينت أن حجم سكان اليمن سيرتفع من حوالي 29 مليون نسمة عام 2018م إلى حوالي 53.8 مليون نسمة بحلول السنة الأخيرة للإسقاطات 2045م تحت افتراض الانخفاض الطفيف لمعدل الخصوبة الكلية من 3.8 إلى 3.3 طفل لكل امرأة خلال الفترة 2018-2045م، أي بزيادة مطلقة قدرها 24.8 مليون بنهاية فترة الإسقاطات 2045م. وتوقعت الدراسة أن يصل عدد السكان إلى حوالي 61.1 مليون عام 2045م تحت افتراض استمرار أو ثبات معدل الخصوبة 4.4 طفل لكل امرأة، أي أن عدد السكان تحت هذا البديل سيزيد بحوالي 32.1 مليون نسمة حتى عام 2045م. التركيب العمري للسكان أكدت الدراسة أنه بثبات الخصوبة خلال نفس فترة الإسقاطات، سيكون هناك انخفاض نسبي لفئة الأطفال أقل من 15 سنة من 41% من إجمالي سكان عام 2020م إلى 39% عام 2030م، ثم إلى 38% عام 2045. بالمقابل سترتفع نسبة السكان في سن العمل من 56% من إجمالي السكان عام 2020م إلى 58% عام 2030م، وستبقى نفس هذه النسبة حتى عام 2045، أما بالنسبة لفئة كبار السن 65 سنة فما فوق، فان نسبته ستشهد زيادة طفيفة من 3% في عام 2020م وستبقى هذه النسبة على ما هي عليه حتى عام 2030م وتصل إلى 4% في آخر الفترة 2045م. النافذة الديموغرافية وأشارت الدراسة إلى بروز ظاهرة النافذة الديموغرافية بوضوح، من خلال انخفاض نسبة الأطفال أقل من 15 سنة، لصالح الفئة العمرية في سن العمل، وهو ما سيكون له انعكاس كبير على انخفاض نسبة الإعالة وغيرها من الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، كما أن نسبة كبار السن هي الأخرى ستزيد نسبتها من 3% في بداية الفترة إلى 5% مع نهايتها. ووفقا للدراسة ستكون الزيادة المطلقة لصالح فئة السكان في سن العمل، حيث سيزيد عددها من 17 مليونا إلى 23 مليونا، ثم إلى 33 مليون نسمة في الأعوام 2020، 2030 و2045م مقابل زيادة في عدد الأطفال أقل من 15 سنة من 12 مليونا عام 2020م إلى 13.8 مليون نسمة عام 2030م ثم إلى 17.7 مليون عام 2045م، وسيرتفع عدد كبار السن كما هو الحال في البديل المرتفع من 863 ألفا عام 2020 إلى 1,4 مليون عام 2030م ثم إلى 2.5 مليون نسمة 2045م. معدل الولادات تبين الاسقاطات السكانية التي اعتمدت عليها الدراسة أن معدل الولادات الخام سيشهد انخفاضاً تدريجياً طفيفاً، حسب فرضية الثبات والانخفاض للخصوبة من 35 مولوداً لكل ألف في عام 2020م إلى 33 لكل ألف في حال ثبات الخصوبة عام 2030م، ثم إلى 31 مولوداً لكل ألف من السكان في العام 2045م، وفي حالة البديل الثاني الذي سينخفض فيه معدل الخصوبة، فإن معدل المواليد سينخفض من 30 مولوداً إلى28 لكل ألف عام 2030م، ثم إلى 25 مولوداً لكل ألف من السكان بحلول عام 2045م. أما من حيث العدد المطلق للمواليد، فإنه وفي كلا الحالتين سيزيد عدد المواليد السنوي من حوالي 920 ألفاً عام 2020 إلى مليون 360 الفاً عام 2045م، في حالة البديل المنخفض للخصوبة، كما سيزيد من مليون وستين الفاً إلى مليون 890ألف مولود عام 2045م نسمة.