يواصل وفدا الحكومة الأفغانية وحركة طالبان -اليوم الأحد- مباحثات السلام الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة، بينما أكدت الحركة أنها تؤمن بأن الحل السياسي هو الأنسب لإحلال السلام في أفغانستان، وأنها تسعى لإقامة علاقات مع المجتمع الدولي. وستكون جلسات اليوم مغلقة وبصيغة ثنائية تضم 7 ممثلين فقط من كل وفد وبحضور الوسيط القطري. وكانت الجولة الحالية من محادثات السلام الأفغانية قد انطلقت أمس السبت، حيث عبّر رئيسا وفدي الحكومة برئاسة عبد الله عبد الله وحركة طالبان برئاسة الملا عبد الغني برادار عن تفاؤلهما بالوصول لتفاهمات توقف التصعيد الجاري في أفغانستان. بيان حركة طالبان في غضون ذلك، أكد زعيم طالبان هبة الله آخوند زاده أنه رغم التقدم العسكري الذي تحققه حركته على الأرض، فإنها تؤمن أن الحل السياسي هو الأنسب لإحلال السلام بالبلاد. وأضاف آخوند زاده -في بيان اليوم الأحد بمناسبة عيد الأضحى- أنه "بدل الاعتماد على الأجانب، دعونا نحل مشكلاتنا فيما بيننا وننقذ وطننا من الأزمة السائدة". وقال "نحن من جهتنا مصممون على التوصل إلى حل من خلال المفاوضات، لكن الطرف الآخر يواصل إهدار الوقت". وأكد زعيم طالبان على أن حركته تسعى لإقامة علاقات مع المجتمع الدولي بما فيه الولاياتالمتحدة بعد انسحاب قواتها من أفغانستان. وقال "نريد علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياسية جيدة ووثيقة، مع جميع دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدة". وفي تصريحات وجهها لدول الجوار، شدد آخوند زاده على أن حركته لن تسمح باستخدام أراضي أفغانستان لتهديد أمن جيرانها واستقرارهم. وقف إطلاق النار وعلى ذات الصعيد، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان أن لجنة تضم 14 عضوا -7 من حركة طالبان و7 من الحكومة الأفغانية- منهمكة في إجراء محادثات منذ أمس السبت، وتردد أنها ستتوصل إلى اتفاق اليوم. وقال متحدث باسم المجلس إن اليوم الأخير من المحادثات سيركز على وجود وسيط للمحادثات الأفغانية السابقة، ووقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية سياسية. وذكرت مصادر على صلة بمحادثات السلام الأفغانية أن حركة طالبان ستوافق على الأرجح على وقف إطلاق النار، بمناسبة عيد الأضحى وخفض العنف، بحلول نهاية اليوم. الوضع الميداني وتتزامن محادثات الدوحة مع استمرار التصعيد الميداني بين القوات الأفغانية وحركة طالبان، حيث قالت الحركة إنها سيطرت -خلال الشهرين الماضيين (مايو/أيار ويونيو/حزيران)- على 194 مديرية في أفغانستان، استعادت القوات الأفغانية 5 منها. فقد أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية اليوم الأحد مقتل 20 مسلحا من طالبان بغارة جوية نفذتها القوات الأفغانية بولاية هلمند جنوبي البلاد، كما أعلنت مقتل 7 من مسلحي الحركة وإصابة 3 بعملية تمشيط للقوات الأفغانية بولاية كونر شرقي البلاد. وكانت الوزارة قد أعلنت أمس مقتل 284 من مسلحي طالبان في عمليات عسكرية نفذتها في عدد من الولايات، أبرزها بلخ وقندهار وهلمند وتخار وكابول وننغرهار وغزني وخوست خلال ال24 ساعة الماضية. وقالت الوزارة إنها أبطلت مفعول 15 عبوة ناسفة. وتواصل القوات الحكومية حملتها العسكرية لاستعادة مدينة "سبين بولدك" ومعبر "تشمن" الإستراتيجي على الحدود مع باكستان في ولاية قندهار جنوبي البلاد، بينما بثت حركة طالبان مقطعا مصورا لمعبر تشمن الحدودي.