أسفر الهجوم الانتحاري المزدوج الذي نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" الخميس قرب مطار كابول حيث احتشد الآلاف، عن مقتل 72 مدنيا و13 عسكريا أمريكيا و28 عنصرا من حركة طالبان، كما أفادت مصادر أمنية وصحية. وقال مسؤول من طالبان ومصدر بمستشفى في العاصمة الأفغانية فجر الجمعة إن عدد القتلى المدنيين في الانفجارين ارتفع إلى ما لا يقل عن 72. ومساء الخميس أعلن البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) إن الهجوم أسفر عن سقوط 13 قتيلا و18 جريحا في صفوف العسكريين الأمريكيين. وقد تعهد الرئيس جو بايدن "مطاردة" منفذي الهجوم. وقرابة منتصف ليل الخميس-الجمعة سُمع دوي انفجار ثالث قوي في كابول مما أثار مخاوف من أن يكون هجوم آخر قد وقع، لكن نظام طالبان ما لبث أن قال إن الدويّ ليس ناجما عن هجوم بل عن تدمير القوات الأمريكية عتادا عسكريا في مطار كابول. والهجوم الذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" هو أول اعتداء دموي تشهده كابول منذ سقوطها في أيدي حركة طالبان في 15 آب/أغسطس، وقد وقع قبيل أيام قليلة من الموعد المحدّد لإنجاز القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان في 31 آب/أغسطس بعد 20 عاما من حرب عقيمة ضد الحركة الإسلامية المتشددة. ودانت حركة طالبان على لسان الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد الهجوم، وقال: "تدين الإمارة الإسلامية بقوة التفجير الذي استهدف مدنيين في مطار كابول". ولم يعلن الجيش الأمريكي حتى الآن تفاصيل الهجوم، لكن الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن أفغانستان، أكد أن بوابة آبي المؤدية إلى مطار كابول شهدت تفجيرين نفذهما انتحاريان ينتميان إلى "ولاية خراسان" في تنظيم "الدولة الإسلامية" و"أعقبهما مسلحون جهاديون من التنظيم نفسه "أطلقوا النار على المدنيين والجنود''. وعلى الرغم من الهجوم تواصلت الخميس عمليات الإجلاء من مطار كابول. وقال البيت الأبيض إن أكثر من مئة الف شخص تمّ إجلاؤهم منذ 14 آب/أغسطس، عشية استعادة حركة طالبان السلطة في أفغانستان. ونددت دول ومنظمات دولية عديدة حول العالم بالهجوم الانتحاري. فقد دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الهجوم ودعا الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع لمناقشة الوضع الفوضوي في أفغانستان. من جانبه، دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ "الاعتداء الارهابي"، وقال إن الأولوية "تبقى إجلاء أكبر عدد ممكن من الناس". في الأثناء، أعلنت فرنسا إعادة سفيرها في أفغانستان ديفيد مارتينون إلى باريس لأسباب أمنية. وكان السفير في مطار كابول حيث تشرف القوات الغربية على إجلاء آلاف الأجانب والأفغان منذ تولي طالبان السلطة في 15 آب/أغسطس. وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن الوضع لا يزال "محفوفا بالمخاطر" في المطار، وأعلن أن فرنسا ستستمر في إجلاء "مئات من الأفغان".