أمريكا وحلفائها واتباعها وادواتها تائهين ومربكين ومتخبطين في كل مكان وكلما حاولت تعميق هيمنتها انكشفت أكثر لكنها تصر ان تسير عكس التيار ورياح المتغيرات بسبب افعالها وبحكم قوانين التاريخ . هذا هو الواقع الذي لا تريد ان تعترف به امبراطورية الشر وغرور العظمة والمال تحول الى جنون وعلى العالم ان يدفع ثمن ذلك صراعات وحروب ودمار وخراب ومعظم كل هذا اصبح خلفنا وما بعد ذروة تسعينيات القرن الماضي ومطلع هذا القرن الانحدار . الأهم من هذا كله ان كل الخطط الشريرة للهيمنة انعكست على الداخل الأمريكي وعلى حلفائها الأوروبيين الحائرين بين استمرار تبعيتهم وخضوعهم لأمريكا ومصالحهم التي لا يمكن ان تستمر في ظل تبعية دول الاتحاد الأوروبي لأمريكا وازماته ناتجه عن هذه الوضعية. المنطقة العربية الإسلامية كانت مسرح العمليات الاساسية للهيمنة الامريكية على العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين .. أمريكا لم تترك وسيلة الا واستخدمتها من المؤامرات والحروب المباشرة والحروب بالوكالة والاستخدام المزدوج للإرهاب الوهابي وتسخير المال النفطي من محمياتها في الجزيرة العربية والخليج . فشلت المؤامرات وسقطت الرهانات وهزمت المخططات وكل ما تقوم به اليوم مكشوف ومفضوح ويبين مدى الضعف وهو ما نتبينه بوضوح في النهايات التي وصل اليها العدوان الاجرامي الباغي والظالم على الشعب اليمني .. راينا كيف أمريكا والتابعة لها بريطانيا ومعها بقية الأوروبيين وهم يتباكون على مارب الى حد يبعث على الاستهجان والاستغراب والدهشة من الراي العام الإقليمي والعالمي لتكثر الأسئلة والتساؤلات حول ما يجري ..ما شأن أمريكاباليمن ؟! وهل مارب ولاية أمريكية او مقاطعة بريطانية ؟! وأين تقع مارب ؟! وخاصة من محدودي الاهتمام بالسياسة . والاجابات على هذه التساؤلات تظهر حقيقة ان المشروع الأمريكي في المنطقة وصل الى هزيمته النهائية وان الشعب اليمني بدمه ومأساته يرسم خرائط جديدة للمنطقة وللعالم مضادة لما كانت تريده أمريكا من التقسيم والتفكك والتشظي . أنظمة المحميات البريطانية والأمريكية واخيراً الصهيونية في الخليج تخوض مناورة في البحر الأحمر مع حماتها وفي هذا دلاله على هلع النهايات التي يشعرون بها والتي أصبحت قريبة وارتمائهم في أحضان عدو العرب والمسلمين إسرائيل يكشف هذا بوضوح . أمريكا والدول الغربية تتحرك وفقاً لمصالحها والتي تجاوزتها شعوب المنطقة وما تبقى الاعيب عبثية لا جدوى منها . اليوم تحالف العدوان الإقليمي والدولي على الشعب اليمني يناور ويحاول ان يهيمن على الممر المائي ومضيق باب المندب وهذا لن يكون والمؤشرات والدلائل والبراهين واضحة ولا خيار الا المسارعة الى رفع الحصار ووقف العدوان والدخول بمفاوضات تؤدي الى حل سياسي عادل وسلام شامل يحقق سيادة ووحدة واستقلال اليمن وحرية شعبه العظيم . من سنن الله في مخلوقاته التغيير والتحول والتبديل ولكل شيء عمر وأجل وهذا ينطبق على الامبراطوريات والدول والافراد والكائنات.. والمال والقوة لا يصنع انتصار .. الانتصار يصنعه الايمان والإرادة والحق .