أكد المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان السلام بالنسبة للقيادة في صنعاء موقفا مبدئيا وتتمسك به كل القوى الوطنية وتناضل في سبيله ومن أجله كهدف سامٍ وغاية نبيلة، وكصفة حاضرة ومتأصلة في سلوكها، وجزء من قيمها، وثوابتها الراسخة. واضاف البروفيسور الترب ان المشكلة في اليمن تنحصر بحرب عدوانية شنتها السعودية ضد اليمن بتحالف عسكري قادته عام2015،وفرضت عليه حصارا شاملا،ودمرت كل بناه المدنية ومقومات حياته وقتلت عشرات الالاف من ابنائه واحتلت ارضه وجوعت شعبه مخلفة ابشع كارثة انسانية في العالم ولاتزال واي تصوير للمشكلة غير ذلك مغالطة شريرة. واشار البروفيسور الترب الى انه انطلقت قبل يومين بحسب ما تردده وسائل اعلام العدوان مبادرة مما يسمى بمجلس التعاون الخليجي للبدء في مشاورات لإنهاء النزاع في اليمن، بل أعلن ذلك، ويبدو أن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لم يستوعبوا بعد أن النزاع في اليمن ليس نزاعا يمنيا يمنيا حتى تستضيفه الرياض، وربما – بحكم الطبيعة البدوية الصحراوية – قد كذبوا على الرأي العام الخليجي فصدقوا كذبتهم، ولذلك كان إعلانهم أحمق كطبيعتهم البدوية التي تتقبل الكليات دون تحليل وروية . وقال الترب صنعاء تخوض منذ 7 سنوات معركتها الوجودية مع قوى الشر العالمي، وقوى الشر العالمي تتخذ من السعودية ومن الإمارات أذرعا لتنفيذ أجندات، لذلك فالنزاع في اليمن ليس بين يمنيين، بل بين اليمنيين وبين السعودية والإمارات، وهما يمتطيان وجوها يمنية لبلوغ غايتهما وغاية أسيادهما من اليمن وقد تقدمنا منذ وقت مبكر بأكثر من مبادرة للسلام واستقرار المنطقة ولا حوار او تفاوض الا بعد رفع الحصار وفتح مطار صنعاء الدولي وبحيث يكون الحوار مع السعودية والامارات اولا. واعتبر البروفيسور الترب ان مجلس التعاون الخليجي كان شريكا أساسيا في العدوان على اليمن وظل منحازا إلى خيار تدمير اليمن والعدوان عليه، وهذا أمر لا يمكن الجدال فيه، وبالتالي فالدعوة التي أعلنها لا يمكن الوثوق بها بل يمكن اعتبارها أثرا مباشرا لتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا . واضاف لو كان مجلس التعاون الخليجي جادا في مساعي المشاورات لكان في إعلانه اقترح بلدا أو عاصمة خليجية يجد أهل اليمن في أنفسهم لها مودة وأنسا مثل مسقط أو حتى الكويت، فلا غضاضة في ذلك، وقد ذهبوا إلى الكويت رغم موقفها المؤيد للعدوان ومشاركتها ومساهمتها في ذلك، إلا أن بعض الشر أهون من بعض .