امتدت حالة الإحباط التي تسيطر على الجنود الإسرائيليين للقيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب وذلك جراء الفشل في إيجاد حلول لمشكلة إطلاق قذائف القسام المتواصلة والتي أدت لإصابة خمسة أشخاص صباح اليوم الثلاثاء. هذا في وقت أفادت بعض الأنباء عن مساعي يبذلها وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس من أجل التوصل لتهدئة مع الجانب الفلسطيني والعودة لطاولة المفاوضات، وتأتي هذه الأنباء بعد تفجر الخلافات بين بيرتس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي حظر على الأول الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يوم غداً للنظر في الموضوع، وأحد الحلول المقترحة تحصين المناطق الاستيطانية التي تطولها صواريخ المقاومة، إلا أن هذا الأمر يعترض عليه الكثيرين خشية تطوير النشطاء الفلسطينيين لصواريخهم لتصل مناطق في العمق الإسرائيلي. وقد انفجر بيرتس في وجه أولمرت، مشيراً بأنه ليس وزيراً للاغتيالات، وفي جلسة الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد المنصرم حمل الكل على الكل، في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي فضل مهاجمة عملية إخلاء السكان من سديروت ونقلهم إلى أماكن متعددة مثل إيلات، التي بادر إليها الملياردير غايداماك. ويذكر أن وزير الأمن الداخلي آفي ديخيتر هو الذي أشعل فتيل الصراع خلال الجلسة عندما قال: إنه ما من حالةٍ واحدة أصدرت فيها الحكومة أوامرها لجيش الدفاع لتنفيذ خطة خاصة بوقف عمليات إطلاق قذائف القسام أو تخفيضها على الأقل. وانتقادات الوزير ديختر هذه تنضم إلى عدد من الانتقادات الأخرى؛ كدعوة الوزير أفيغدور ليبرمان إرسال قادة حماس إلى الجنة، والوزير بينيامين بن إليعيزر الذي اقترح وضع إشارة صليب على كل مسؤول في حركة حماس. أما بيرتس فقد ضاق ذرعاً بمثل هذه التصريحات، حيث قال: ليس هناك خطة عسكرية عُرضت علي ولم أصادق عليها، ويبدو إن هذه المشادات الكلامية بين الوزراء قد أوجدت شعوراً مضللاً، يفيد بأن العمل لا يتم بكل ما هو ممكن -على حد قول وزير بيرتس-. بينما يقول نائب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق زئيف بويم: لا أعتقد أن هناك أحداً بيننا مسرور من هذا الوضع، ولكن بشأن الحلول فأعتقد أن هؤلاء المستائين من الأوضاع يدركون مدى تعقيد هذه القضية هذا ورفض رئيس الوزراء إيهود أولمرت انتقادات الوزير ديختر قائلاً: أنا أرفض فكرة أو افتراض أن هناك من لديه حل سحري لهذه القضية، وأن الحكومة والجيش غبيان ولا ينفذان هذه الفكرة، وأن لدينا رئيس أركان يعمل كل ما بوسعه ولديه خطة، ولكن لأسبابٍ تتعلق بالأدب لا يعرضها علينا، ما لم نطلبها.