قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب نتمنى ان تحمل زيارة الوفد العماني الى صنعاء حلولا ناجعة ومقترحات قابلة للتطبيق لصنع السلام في اليمن الذي مزقته دول العدوان على مدى 8 سنوات وامعنت في تدمير كل شي فيه . وأضاف البروفسور الترب لقد مل الشعب اليمني من الوعود الكاذبة لدول العدوان بشأن الملف الإنساني المتمثل في صرف الرواتب وانهاء الحصار وخروج القوات الأجنبية ونأمل ان لا يحمل الوفد العماني مقترحات لتمديد الهدنة قبل تنفيذ هذه الحقوق فالملف الإنساني المتمثل بصرف الرواتب وفتح المطارات والموانئ، لابد أن يكون مفصولا في كل الظروف عادت الحرب أو تم العودة للهدنة وهذا ما أكده رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام ولذلك فأن المواجهات قد تعود في أي لحظة اذا لم يكن هناك جدية من دول العدوان في الملف الإنساني . وأشار الترب الى ان الزيارة تأتي أيضا بعد ثلاثة أيام من اجتماع المجلس السياسي الذي عزّز رسائلَ الإنذار والتحذير التي وجهت خلال الأيّام الماضية لتحالف العدوان، بتأكيدات جديدة على استحالة السماح باستمرار حالة اللا حرب واللا سلام، وهو ما يعني أن مراوغات تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ورعاته وصلت إلى نهاية مسدودة، وأصبح عليهم الاختيار بسرعة بين تلبية مطالب الشعب اليمني، أَو التوجه لتصعيد جديد سيكون البحر أبرز ميادينه، وهو ما يعني أن التحولات التي سيصنعها هذا التصعيد ستكون واسعة النطاق وطويلة المدى وستكون العودة إلى ما قبلها مستحيلة أَيْضاً. ونوه البروفيسور الترب ان 8 أشهر تقريبا من الهدنة المؤقتة لم تحمل شي للمواطن اليمني وعلينا اليوم الدخول الى مرحلة جديدة لانهاء مرواغات دول العدوان فتأكيدات المجلس السياسي الأعلى الجديدة نقلت المشهد إلى مساحة حساسة واقعة بين نهاية مسار التهدئة الهشة وبداية مسار التصعيد، وهي مساحة لا تسمح لتحالف العدوان ورعاته بالمزيد من المراوغات والحيل، فتوصيف حالة اللا حرب واللا سلام ب"الفخ" وتأكيد جهوزية القوات المسلحة "لمنع الوقوع في هذا الفخ" هي رسالة صريحة وواضحة بأن كلّ الأوراق التي يستعملها أَو يعول عليها العدو ورعاته لإطالة أمد الوضع الراهن، ستكون بلا فاعلية، ولن تنجح في إقناع صنعاء بتأجيل "الوقت المناسب" لاستئناف مسار الرد والردع. وأضاف البروفيسور الترب ان الشعب اليمني بات يدرك جيدا مهازل دول العدوان مما يسمى بالهدن المؤقتة والتي كانت في غالبيتها لصالحه في كسب الوقت لاعادة تموضع قواته والنهب للثروة واحتلال الجزر ونقول اليوم أن مسارَ مفاوضات تجديد الهُدنة لا يعول عليه، وفي ظل استبعاد خيار "اللا حرب واللا سلام" فَإنَّ الخيارَ المتبقي هو التصعيد، وتأكيد الطبيعة الدفاعية لموقف صنعاء من خلال ربط هذا التصعيد بخطوات وتحَرُّكات العدوّ، هو بمثابة منح دول العدوان ورعاتها فرصةً أخيرةً لتجنب تداعيات الانفجار، بغض النظر عن احتمالات استجابتهم لهذه الفرصة.