في محتوى هذا الكتاب تشكل رؤية ومقاربة مهمة في احدى المعطيات الرئيسية في الحرب والمواجهة وتحديداً في الحرب النفسية .. واستطاع مؤلف الكتاب أن يجمع العملي بالنظري كونه أحد اركانات التوجيه المعنوي , واحد القادة العسكريين الذين اختبرتهم المراحل وصقلتهم تجارب الحياة العسكرية العملية في اطار القوات المسلحة .. ولذا فان محتوى الكتاب كان ثمرة مهمة ومتعددة من خبرات تراكمية سابقة حفلت بها حياته العسكرية العملية واكتسب منها معارف مهمة وعديدة من أكثر من منحى .. لذلك ارتأى أن يجمع كل ذلك الموروث وعززه بمعلومات وقراءات عديدة من مراجع عسكرية نوعية عاد اليها واستقرأ منها معلومات وحقائق وتعامل معها بحرفية بحثية كاملة حتى هيأت له فرصة ان تصل إلى شكل محدد من المعلومات التي انتظمت في أبواب عملت على تسهيل تجوال القارئ بين ثنايا الكتاب ولم يكتف بما اختزله من معارف ومن خبرات مكثفة, بل عمد الباحث والمؤلف العميد الدكتور حسن حسين الرصابي إلى المرور بكثير من التحليل والقراءة المعمقة حول اهمية ودور الحرب النفسية في المفهوم الإسلامي وعزز هذا الجانب باقتباسات مهمة من القرآن الكريم وهنا تكمن قوة الكتاب الذي لم يغفل جانباً عن الآخر من تخصيص مساحة للحديث عن طرائق غسيل الدماغ وتغيير القناعات وفرض رؤى ومواقف في طار الحرب النفسية , بل انه لم يترك الحديث حول الطابور الخامس وما يضعه من عراقيل ومن فوضى في الجبهة الداخلية .. وهذا الجانب لم يكن يحظي باهتمام كبير إذ كان يمر عليه الباحثون مرور الكرام سواء في اطلاق التحذيرات من الضرر الفادح للطابور الخامس على تماسك الجبهة الداخلية , وعلى ترابط القناعات والخيارات ذات البعد الاستراتيجي .. وان كان المطلوب ان يتم افراد كتاب كامل عن الطابور الخامس كواحد من مؤثرات ومفرزات الحرب النفسية التي توجه ضد الأمة والشعب ومدى الاضرار التي يحدثها الطابور الخامس في الجبهة الداخلية للشعب. الحرب النفسية كمصطلح وكتوجه وكمعطيات عسكرية ستظل واحدة من القضايا التي تحتاج إلى مزيد من القراءة والمزيد من البحث والكتابة على هامش المتن وعلى ايضاح الزوايا العديدة من هذا المفهوم كإسهام ضروري سيبقى الاهتمام بها بحثي وموئل للدراسة المتواصلة . هذا الكتاب اضافة نوعية مهمة للمكتبة العسكرية اليمنية .. سوف يعمل على المزيد من التوعية ومن النشاط التوعوي المعنوي سواء للمختصين العسكريين , أو للمهتمين من الشرائح الاجتماعية الأخرى.