على متن الطائرة (V-22 Osprey) العسكرية الأمريكية الشبيهة بالسفينة الهندية (دريادولت) التي استغلها الإنجليز لاحتلال جنوب اليمن عام 1837م وصل السفير الأمريكي ستيفن فاجن مؤخرا إلى مدينة عدن بشكل مفاجئ برفقة 26 ضابطا يٌعتقد انتماؤهم إلى الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في مهمة وإن بدت سرية وغامضة فإن أقل ما يمكن وصفها به هو أنها مهمة احتلال أمريكي لمدينة عدن وتنفيذ مباشر لخطة واشنطن الجديدة التي كشف عنها سابقا نائب السفير الأمريكي السابق نبيل خوري الهادفة إلى تقسيم اليمن إلى 5 أقاليم تتضمن ضم المناطق الممتدة من جنوب مدينة الحديدة والخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لها وحتى رأس عباس في مدينة عدن مرورا بريف تعز الجنوبي الغربي وسواحل المحافظة وكذا مديريات لحج المطلة على خليج عدن كإقليم مستقل، إضافة إلى أقاليم عدن وحضرموت وصنعاء وسبأ.. تفاصيل في السياق التالي: 26سبتمبر- خاص على خلفية اندلاع الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية المنددة بتردي الأوضاع المعيشية في عدن، وعشية تداول ناشطي الانتقالي المدعوم إماراتيا معلومات حول ترتيبات دولية لتشكيل حكومة مصغرة بقيادة المرتزق عيدروس الزبيدي الذي عاد من الولاياتالمتحدة بعد أيام على نفيه إليها، وأن الحكومة المصغرة الجديدة ستتولى مهام إدارة محافظات جنوب اليمن والتي تشمل عدن وأبين ولحج، جاء وصول السفير الأمريكي ستيفن فاجن نهاية الأسبوع الماضي إلى قصر المعاشيق، مقر إقامة حكومة المرتزق معين في عدن.. وعلى غرار سابقه الأمريكي فايرستاين الذي نجح خلال فترة حكم صالح والفار هادي في تحويل الإدارة الفعلية للدولة اليمنية من القصر الجمهوري في التحرير إلى السفارة الأمريكية في سعوان، التي كان يجري فيها لقاءاته بالمسؤولين والقيادات ويحل فيها الخلافات المصطنعة ويصدر منها التوجيهات والقرارات السياسية والعسكرية، ليتطور الأمر أكثر حتى أصبح هو الحاكم الفعلي لليمن قبل أن يصطدم بحائط ثورة 21 سبتمبر من العام 2014م.. بدأ السفير المقيم في قصر معاشيق وسط حماية أمريكية مشددة مباشرة مهام إدارته للمحافظاتالمحتلة في مظهر يجسد حقيقة الاحتلال الأمريكي المباشر حيث التقى بعدد من قيادات ومسؤولي الارتزاق أبرزهم وزيرا الصحة والكهرباء في حكومة الارتزاق إضافة إلى ما يسمى مدير أمن عدن. وفيما نشرت وسائل إعلام الارتزاق أن اللقاءات قد كرست لمناقشة العديد من المواضيع والقضايا التي من شأنها أن تسهم في تعزيز جوانب الدعم في المجال الأمني والعمل على تعزيز ما أسمته مكافحة الإرهاب وانتشار المخدرات وتثبيت حالة الاستقرار الأمني في عدن، وأن السفير الأمريكي ستيفن فاجن أكد استمرار دعم بلاده لجهود الأجهزة الأمنية بعدن التي تعمل من أجل أمن واستقرار المواطن والوطن، معربا عن سعادته بهذا اللقاء المثمر في وضع صورة واضحة للوضع الأمني في عدن. فإن مباشرة الفريق الأمريكي برئاسة فاجن، فور وصولهم إلى عدن، بنصب غرفة عمليات خاصة في مجمع معاشيق يؤكد أن مهمة فايجن مهمة احتلال وإدارة للمناطق المحتلة وإصدار أوامر وتوجيهات ووضع للخطط اللازمة على ما يبدو لمواجهة خطر التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الغاضبة التي تجتاح شتى المحافظات الجنوبية والشرقية وتنادي برحيل "تحالف العدوان والاحتلال" من الأرض اليمنية، التي وجدت فيها الإدارة الأمريكية خطرا حقيقيا يعترض طريق تنفيذ مخططاتها الرامية إلى السيطرة الكاملة على المضائق البحرية والجزر اليمنية في المحيط الهندي وبحر العرب وكذا البحر الأحمر ومواجهة التمدد الاقتصادي الصيني الذي يهدد مصالحها في منطقة الجزيرة العربية. جاء ذلك في ظل حديث عن خلافات حادة بين كل من الرياض وأبوظبي حيث كانت مجلة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي قد استحضرت عددا من ملفات الخلاف التي وسعت رقعة الصراع بين الرياض وأبوظبي أبرزها تضارب الأجندة في اليمن، وكذا إجبار السعودية الشركات العالمية على نقل مقراتها من دبي، إضافة إلى مساعي الرياض للاستحواذ على قطاع الطيران في المنطقة ناهيك عن الخلاف داخل أوبك. وفي هذا السياق قالت مصادر مطلعة إن ضباط المخابرات الأمريكية الذين وصلوا بمعية السفير فاجن نصبوا محطة تجسس وغرفة عمليات في قصر معاشيق، في ظل قلق أمريكي متصاعد من استمرار الاضطراب في المدينةالمحتلة، جراء تنامي الاحتجاجات الشعبية على تدهور الأوضاع وتردي الخدمات وانهيار العملة وارتفاع الأسعار والتي تهتف برحيل الاحتلال السعودي الإماراتي. وبحسب المصادر فإن نصب غرفة عمليات أمريكية داخل قصر معاشيق في عدنالمحتلة يعبر عن نية الولاياتالمتحدة إدارة الاحتلال بنفسها وإطالة أمده، والتعامل مع أي تظاهرات شعبية تنادي برحيله. كما أن زيارة فايجن الأخيرة لمدينة عدن قد أكدت حقيقة التوجهات الأمريكية نحو استكمال تنفيذ خطط وتحقيق أهداف الزيارات المتكررة لقادة الأساطيل الأمريكية إلى محافظة عدن وحضرموت والمهرة ووصول قوات أمريكية والمباشرة في بناء قواعد عسكرية في سقطرى وميون وغيرها من الجزر وفي ذلك دليل واضح للعيان أن نظامي الاحتلال والعدوان السعودي والإماراتي ما هما إلا أداتا تنفيذ للمخططات الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى السيطرة الكاملة على المضائق البحرية والجزر اليمنية في المحيط الهندي وبحر العرب وكذا البحر الأحمر. ووفقا لأحد مراكز أبحاث الاستخبارات الأمريكية فإن زيارة فايجن تأتي ضمن مهام عمل تتعلق بتأمين نشر قوات أمريكية في خليج عدن بالتزامن مع توجيه البنتاغون قوات من مشاة البحرية والسفن الحربية نحو المنطقة. وبحسب بيان صادر عن البنتاغون سترسل الولاياتالمتحدة سفينتين حربيتين برمائيتين وآلاف من مشاة البحرية إلى الشرق الأوسط بذريعة مواجهة تهديدات الأمن الإقليمي. وفقا للمعهد البحري الأمريكي سيتم إرسال السفينتين الحربية البرمائية USS Bataan (LHD-5) و USS Carter Hall (LSD-50) وعناصر من وحدة المشاة البحرية 26 على متن السفينتين إلى القيادة المركزية الأمريكية بناءً على أوامر من وزير الدفاع لويد أوستن. ويشير المعهد إلى أنه اعتبارًا من صباح يوم الخميس، تقوم مجموعة باتان البرمائية الجاهزة المكونة من ثلاث سفن حاليًا بعبور شمال المحيط الأطلسي نحو البحر الأحمر وخليج عدن. وفي ضوء كل ما تقدم تتجلى حقيقة أن زيارة السفير الأمريكي فايجن لمدينة عدن ونزوله في قصر معاشيق هي مهمة احتلال أمريكي مباشر وإقرار بفشل أنظمة وأدوات الارتزاق والعمالة على مستوى المحيط الإقليمي والداخل اليمني في تأمين المصالح وتحقيق الأهداف والمطامع الأمريكية في اليمن.