من الشخصيات المهمة في التاريخ الزيدي لليمن والتي تركت آثاراً كبيرة في أحداث تاريخية مهمة السيد يحيى بن الحسين الرسي الذي كان يعيش في الحجاز و تمت دعوته من قبل بعض القبائل اليمنية للتدخل في حل مشاكلهم ونزاعاتهم كمُحكم في عام 893م وباءت محاولته الأولى بالفشل مع نهم لكنه عاد للتوسط بين قبائل خولان قرب صعدة و تداولت أخبار عن رؤيته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في المنام وعن بركات هذا السيد وكراماته وتوقف القتال حتى قبل وصوله وهو ما يعزوه كاتب سيرته إلى بركته ثم جعل المتعارضين يقسمون على القرآن أنهم سيعيشون في سلام ورتب هدنة بين القبائل بينما فشلت الدولة اليعفرية المدججة بالآلاف من القوات وهي سلالة حِميرية حكمت اليمن في الفترة ما بين عامي 839-997م في حل هذا النزاع بين القبائل بينما استطاع هذا السيد حله بجهود فردية. وهطلت الأمطار مرة أخرى واخضرت الأرض بالمحاصيل وتكاثرت الماشية بعد أن دعا الرجال إلى الجهاد وهي الحرب المقدسة أو الكفاح ضد الفجور ثم عين الحسين الرسي ولاة لتحصيل الضرائب التي يفرضها الدين وأعلن نفسه أميراً للمؤمنين والإمام واتخذ اسم الهادي إلى الحق المبين ومن عام 897م وحتى وفاته عام 911م قام بحملات متقطعة لدعم هذه المطالبات ضد القوى المنافسة وكانت قبضة الإمبراطورية العباسية على اليمن قد تراجعت بالفعل في عهد الهادي وكانت تهامة في أيدي بني زياد وكان جزءاً من المرتفعات تحت سيطرة السلالة اليعفرية المرتكزة على صنعاء وشبام وشهد الغرب والجنوب صعود قوات إسماعيلية أو فاطمية قوية وكان اليمن العلوي بالفعل في ذلك التاريخ قبليًا واكتسبت عائلتين كبيرتين أهمية خاصة وهي آل الدعام من بكيل كانت قوية بالفعل عندما وصل الهادي وآل الضحاك من حاشد الذين انتشر نفوذهم على مر السنين. أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني 893-945م كان جغرافياً وكيميائياً وشاعراً ونحوياً ومؤرخاً وفلكياً عربياً من قبيلة بني همدان غربي عمرانباليمن وكان من خيرة ممثلي الثقافة الإسلامية في الفترة الأخيرة من الخلافة العباسية وقد ترك وصفًا شاملاً لليمن في ذلك الوقت مع التركيز تحديداً على القبائل الشمالية كما أن اثنين من أعماله الباقية لهما أهمية خاصة جغرافياً وهما صفات جزيرة العرب والمجلد العاشر من كتاب الإكليل خلاصة أنساب حاشد وبكيل وإذا أضفنا إليهما كتاب السيرة أو حياة الإمام الأول الذي كتبه أحد المقربين من الهادي نرى أنهم يقدمون صورة كاملة إلى حدٍ ما عن اليمن العلوي في أوائل القرن العاشر ولكن الأساليب كانت مقتبسة بالكامل فمثلا السيرة المتعلقة بادعاءات الإمام التمسك بالدين الحق بصورته وبركبه ومعارضيه هم معارضو الإسلام وأفعاله تُمثل أحكام الإسلام ونجد أن كتب السيرة تمدح القبيلة, ولكل قبيلة رجالها العظماء سواءً كانوا من المعاصرين أو الأسلاف الذين تتم الإشادة بهم على أنهم فرسان, إن التوافق مع الأسلوب البطولي لبعض رجال القبائل على الأقل في الوقت الحاضر أمر ملفت للنظر في عالم بطولي من القتال الفردي و كان الهادي نفسه بطلاً كما يوضح كاتب سيرته بشكل واضح وأنه علم رجال القبائل القتال الفردي فقال لهم كيف يقاتلون وكيف يضربون بالرمح ويطعنون بالسيف ثم أخذ الرمح فأراهم كيف يستعملونه في القتال ويقول في السيرة أنه سمع أحد الهمدانيين ويدعى محمد بن بهار وهو رجل معروف بالشجاعة والمهارة في استخدام السلاح أنه لم يرى شخصاً يستخدم الرمح ببراعة كما يستخدمه أبو الحسين الهادي و لكن هذه البراعة القتالية كانت موجهة إلى أهداف أخرى غير أهداف الدعام أو الضحاك وفي الحالة التي بين أيدينا وصل الإمام إلى نجران ونزل تحت شجرة الأثل خارج القرية ودعا همدان وبني الحارث إليه فأجلسهم حوله ووعظهم موعظة عظيمة وأقسموا على أن يسلموا ويطيعوا الهادي وأن يقيموا الأمر بالمعروف وينهوا عن المنكر, ثم انتقل الإمام بأتباع أكثر إلى القرية التالية حيث أقام صلاة الجمعة فلما فرغ من صلاته توافدوا عليه ليبايعونه ولم ينتهوا من ذلك حتى وقت صلاة العصر.