في تطور عسكري مهم جدا أكد حقيقة وجود وصمود المقاومة الفلسطينية وثباتها الضاربة جذوره في أعماق تراب غزة وجباليا والزيتون وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة.. وجهت كتائب الشهيد القسام أقوى ضرباتها العسكرية الموجعة والمزلزلة لكيان وجيش الاحتلال الصهيوني المتهالك بعد استدراج إحدى وحداته العسكرية التي يرجح انتماؤها إلى جهاز الشاباك إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وإيقاع جميع أفرادها بين قتيل وجريح وأسير.. تفاصيل : طلال الشرعبي بصوته المقاوم الهادر الذي يرعب أعداء الله، ويثلج صدور قوم مؤمنين ألقى أبو عبيدة خطابه السابع والعشرين منذ بدء معركة طوفان الأقصى وبث بذلك جرعة من الفخر والاعتزاز بالمقاومة ورجالها الصامدين على أرض القتال في قطاع غزة وبعث رسائل وصفت بالمهمة في مسار السلم والحرب. تفاصيل الخطاب 27 وكما اعتاد في خطاباته ال26 الماضية منذ السابع من أكتوبر، عنون الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام خطابه بجزء "فريقا تقتلون وتأسرون فريقا" من الآية26 في سورة الأحزاب كما ظهر في خلفية الفيديو. وببلاغته المعهودة وصوته الهادر افتتح أبو عبيدة بيانه العسكري بأقوى جمل النداء بغرض لفت الانتباه وتقديم التحية التي وجهها لأبناء الشعب الفلسطيني ومجاهديه وأحرار الأمة والعالم بقوله "يا أبناء شعبنا العظيم يا مجاهدينا الأبطال يا أبناء أمتنا ويا أحرار العالم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ". وفي إشارته إلى فوارق القوة العسكرية بين الاحتلال والمقاومة، وحقائق انتصار الحق على الباطل... قال الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام: تستمر حكومة العدو وجيشها الباغي في سياستها العمياء والعبثية في الانتقام والتدمير وتنتقل من فشل إلى فشل وتبحث عن إنجازات موهومة لتسويق أن مجازرها وضغطها العسكري ضد شعبنا سيخلق لها انتصارا أو إنجازا. ويستمر مجاهدونا الأبطال الكبار في تلقين الاحتلال الدروس في كل محاور القتال معتمدين على الله ومستمسكين بحبله المتين ومدافعين عن أرضهم ضد عدو باغ همجي لئيم. وباعتباره أقوى خطاب لناطق القسام أبو عبيدة منذ بدء المعركة البرية والتصدي للقوات الصهيونية في قطاع غزة.. تضمن الخطاب الإعلان عن تمكن كتائب عز الدين القسام من أسر وقتل وجرح عدد كبير من الجنود الإسرائيليين خلال عملية مركبة عصر السبت شمال قطاع غزة حيث استدرجوا قوة إسرائيلية لأحد الأنفاق بمخيم جباليا. وقال أبوعبيدة إن مقاتلي "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أوقعوا أفراد القوة الإسرائيلية في كمين داخل النفق في جباليا وعلى مدخله وتمكنوا من الاشتباك مع هذه القوة من مسافة صفر. وأوضح أن مقاتلي القسام هاجموا بالعبوات قوة الإسناد التي هرعت للمكان وأصابوها بشكل مباشر ومن ثم انسحبوا بعد تفجير النفق المستخدم في العملية. وأكد أبوعبيدة أن مقاتلي القسام أوقعوا جميع أفراد القوة الإسرائيلية بين قتيل وجريح وأسير واستولوا على العتاد العسكري. للحديث بقية هذا الإعلان لم يكن كل شيء في جعبة القسام، فبعد إعلان "أبوعبيدة" نشرت الكتائب فيديو آخر يظهر جر ما يبدو أنه جندي إسرائيلي داخل نفق، واختتمت القسام المقطع بعبارة "هذا ما سمح بنشره وللحديث بقية". وتصدر وسم أسر جنود منصات التواصل في عدة دول عربية ابتهاجا بإعلان "أبوعبيدة" وكذلك بفيديو جر الجندي الإسرائيلي، حيث أبدى مغردون إعجابهم بالمنظومة المتكاملة التي تمتلكها القسام من الناحية العسكرية والإعلامية معلقين بالقول "نجد أن المقاومة تمتلك منظومات عظيمة تكاد تتفوق على جيوش عظمى، أبرزها المنظومة الإعلامية، وكذلك وحدات القنص، ومنظومة الرصد والاستخبارات، هذه ملفات المقاومة متفوقة جدا فيها وتفاجئ الجميع يوما بعد يوم". ومع إعلان "أبوعبيدة" ونشر كتائب القسام للمقطع سارع الجيش الإسرائيلي إلى نفي الخبر، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "نوضح أنه لا يوجد حادث لاختطاف جندي". ردود أفعال واسعة عقب خطاب أبوعبيدة ونفي المتحدث الإسرائيلي حفلت منصات التواصل الاجتماعي بالعديد من التعليقات وسخر ناشطون من نفي الجيش الإسرائيلي لاختطاف أي جندي إسرائيلي في غزة، وأعادوا نشر نفي سفير إسرائيل في الأممالمتحدة بعد إعلان الملثم خبر الجندي شاؤول آرون عام 2014، لتعترف تل أبيب بعد يومين بعملية أسر آرون، وأشاروا إلى أن التاريخ يعيد نفسه، وأن إسرائيل سوف تعلن عن عملية الأسر الجديدة للمقاومة، ولن تستطيع إخفاء الأمر. وسخر ناشطون من العبارة التي كان يقولها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه بأن الضغط العسكري سيساعد في تحرير الأسرى، ولكن ما حدث هو العكس وإذ بعدد الأسرى يزداد بعد 8 أشهر من العدوان. وأضاف أحدهم أنه لا توجد وحدة عسكرية تضع كواتم صوت على أسلحة مقاتليها في قلب ميدان القتال، ومع نفي المتحدث باسم جيش العدو أن يكون أيّ من جنودهم مختطفين، فإنه من المرجح أن الوحدة لا تتبع للجيش، وإنما وحدة تتبع للشاباك أو وحدة خاصة أخرى. وفي هذا السياق علق نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بصنعاء العميد عبدالله عامر في تغريدة له على منصة (x) بقوله: أي مصيبة حلّت على نتنياهو وحكومته فقد أراد نتنياهو تحرير الأسرى فكانت النتيجة وقوع المزيد من جنوده أسرى بيد المقاومة. هذا تطور مهم جداً وسيضعف موقف نتنياهو أمام الإسرائيليين وأمام واشنطن وسيغير من قواعد المفاوضات الجارية فاستمرار الحرب يعني مزيد من الخسائر. وقال مغردون إن مفاجأة غزة عن أسر جنود وتحييد آخرين، يعني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يخسر الحرب فقط، ولكنه في طريقه لخسارة المفاوضات، بعد أشهر من التحايل والتضليل حسب قولهم، وأن هناك خيارين أمام نتنياهو.. حرب تنتهي بمزيد من الخسائر، أو مفاوضات تنتهي بصفقة تبادل وتحفظ قليلا من ماء الوجه للكيان وجيشه المرهق. موقف يمني وفي أول موقف يمني من أسر "القسام" جنودا إسرائيليين قال المكتب السياسي لأنصار الله: "نشيد ونبارك العملية الجهادية البطولية التي نفذتها كتائب القسام ضد العدو الصهيوني ". مضيفا: "لقد رفعتم رأس الأمة عاليا بجهادكم واستبسالكم وأذهلتم العالم كله بصبركم وثباتكم وانتصاراتكم".. مؤكدا أن "هذه العملية واحدة من العمليات البطولية التي تفتك بالعدو الإسرائيلي وتلحق به الخسائر الفادحة".. مشيرا إلى: "أن هذه العمليات تأتي في سياق الحق الطبيعي والمشروع في الرد على مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة ". موقف أمريكي كشفت الولاياتالمتحدة ردة فعل الرئيس جو بايدن على أسر جنود إسرائيليين جدد بغزة. وأفادت مصادر إعلامية أمريكية بأن الرئيس بايدن ظل يتابع المقطع الذي بثته كتائب القسام دون أن يتفوه بكلمة، مشيرة إلى أنه اختتم المشاهدة بعبارة "فليذهب نتنياهو إلى الجحيم" ووصفته المصادر في البيت الأبيض بالمتوتر وبحالة من الصدمة وخيبة الأمل. استسلام إسرائيلي وفيما يمكن وصفه بالنتائج الأولية ألقت عملية القسام بظلالها على الاحتلال الإسرائيلي وقادة الحرب على غزة.. وكرست وسائل إعلام الاحتلال تغطيتها خلال الساعات الأخيرة للحديث عن السير بصفقة جديدة تتضمن وقف حرب دائم.. ونقلت القناة ال12 الإسرائيلية عن مسؤول بارز كشفه مباحثات واسعة لوضع أسس لعرض من أجل إبرام صفقة وتهدئة مستمرة، وتشير هذه التطورات إلى تغيير في استراتيجية الاحتلال مع استمرار فشله وتعرضه للمزيد من الهزائم القاسية في غزة. حماس ترفض بالمقابل كشفت المقاومة الفلسطينية موقفها من تسويق الاحتلال الإسرائيلي مزاعم حول استئناف المفاوضات وأفاد القيادي في حماس أسامة حمدان بأن الحركة لا تحتاج إلى تفاوض جديد وسبق لها وأن ردت على الورقة التي قدمها الوسطاء في إشارة إلى إعلان الحركة موافقتها السابقة حول مقترح مصري- قطري.. من جانبها نقلت وكالة رويترز عن مصادر رفيعة في الحركة نفيها وجود ترتيبات لجولة جديدة من المفاوضات تنطلق بعد غد، واصفة تلك بالمزاعم الإسرائيلية.