وضع الكيان الصهيوني نفسه منذ البداية فوق القوانين الدولية كافة , ففي 11 مايو 1949م فرضت أمريكا بوقاحة على الأممالمتحدة قبول عضوية الكيان الصهيوني وفقا لثلاثة شروط . ( إن دولة إسرائيل تعتبر قرار الأممالمتحدة الصادر في 29 نوفمبر 1947م , باطلا ولاغيا ) هذا ما صرح به ( بن غوريون ) لصحيفة نيويورك تايمز في 6 ديسمبر 1953م . -الشروط الثلاثة : فرض الكيان الصهيوني بالقوة على منظمة الأممالمتحدة وتحت ضغط شديد من الولاياتالمتحدةالأمريكية قبلته الأممالمتحدة عضوا . فمن خلال توصية مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول الكيان الصهيوني عضوا في الأممالمتحدة , وبعد نقاش دولي حاد بين من يؤيد قيام الكيان الصهيوني ومن يعارضه صدر قرار عن الجمعية العمومية تحت رقم (273/3) حيث أيد القرار 37 دولة وعارضه 12 دولة وامتنعت 9 دول عن التصويت . وهكذا اصبح الكيان الصهيوني العضو التاسع والخمسين في الأممالمتحدة اعتبارا من 11 مايو 1949م . فكان قبول الكيان الصهيوني عضوا في الأممالمتحدة أول قبول شرطي لدولة عضو فقد جعلت هذه العضوية مرهونة بشروط ثلاثة : عدم المساس بوضع مدينة القدس , والسماح للعرب الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم , واحترام الحدود التي وضعها قرار التقسيم رقم (181 ) لعام 1947م , غير أن الكيان الصهيوني لم يأبه بالوعود التي قطعها ولا بالالتزامات التي تعهد بتنفيذها . فلا هو احترم حدود التقسيم وشروطه , ولا اقر حقوق الشعب الفلسطيني في العودة والتعويض وظل هذا القرار ومئات القرارات الصادرة ضد الكيان الصهيوني من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة اليونسكو ومحكمتي العدل الدولية والجنايات الدولية حبرا على ورق وإلى ولم يحترم أي قرار صدر من الأممالمتحدة وإلى اليوم والتي أقرت تلك القرارات وجوده وقبلته عضوا بالأممالمتحدة . -فوق القانون يقول احد زعماء الصهيونية : ( نحن دولة محتلة لا نأبه بقرارات الأممالمتحدة , وخلقا انطباعا عنا أننا شعب يعتمد بالدرجة الأولى على قواته العسكرية , شعب لا يقبل من الأخرين حتي من الأصدقاء النصح أو التحذير بأن نكون أكثر اعتدالا ) . لا توجد لدولة واحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة من المخالفات القانونية والتجاوزات الدولية مثلما للكيان الصهيوني . فهو سبب المشاكل الدولية وعدم الاستقرار في المنطقة وإلى يومنا هذا . بسبب مواقف الدول الغربية وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية الداعمة له وسياسته التي يمكن سلطات الكيان الصهيوني من الاستهتار واللامبالاة بكل القرارات الصادرة عن المحافل الدولية التي تحد من انتهاك الكيان لحقوق الإنسان وتجعله أكثر اعتزازا بمواقفه العنصرية الشاذة وأكثر تصميميا على انتهاج سياسة التعسف الهمجية ضد السكان الفلسطينيين . وما عدوانه على غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر وابادة وتشريد وقتل سكان غزة و ممارسة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ورغم قرارات دولية تدين تلك الجرائم إلا إن الارهاب الصهيوني مسنود بالفيتو الامريكي يثبتان للعالم ان بقاء هذا الكيان وجرائمه فوق القانون الدولي وقراراته حتى وأن ادى إلى انهيار المنظومة القانونية والتشريعية والقضائية للأمم المتحدة . -المادة السادسة ( إن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري ) هذا نص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (2159) والتي اصدرته في 10 نوفمبر 1975 , بحق الكيان الصهيوني . فأقدم ( حاييم هرتزوغ ) مندوب الكيان الصهيوني في الأممالمتحدة على تمزيق ذلك القرار من فوق منبر الجمعية العامة . في حين تحدث ( ييغال آلون ) وزير خارجية الكيان الصهيوني باستخفاف أمام الكنيست بقوله : ( إن إسرائيل ستواصل طريقها غير مبالية بما يصدر عن آلة التصويت الفاسدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة , وإن هذه الجمعية لا تستأهل من الكنيست هذا الاهتمام لمناقشة قرارها ) وفي اقواله تحقير صريح والاستخفاف واضح لقرارات الأممالمتحدة ولكل المجتمع الدولي ومؤسساته . ورغم هذا كله لم تفكر الأممالمتحدة يوما في مساءلته عن خرق شروط العضوية . أو حتي في إمعان الكيان في خرق التزاماته بموجب الميثاق الدولي . وهذا بحد ذاته يبرر من الناحية القانونية فصل الكيان الصهيوني عن الأممالمتحدة عملا بالمادة السادسة من ميثاق الأممالمتحدة والتي تنص على: ( إذا أمعن عضوا من أعضاء الأممالمتحدة في انتهاك مبادئ الميثاق جاز للجمعية العامة أن تفصله من الهيئة بناء على توصية مجلس الأمن ) . وفيما يخص العضوية في الأممالمتحدة نصت المادة رقم. (4) من ميثاقها : ( العضوية في الأممالمتحدة مباحة لجميع الدول المحبة للسلام والتي تأخذ نفسها بالالتزامات التي يتضمنها هذا الميثاق , والتي ترى الهيئة أنها قادرة على تنفيذ هذه الالتزامات وراغبة فيه ) . يتكون ميثاق الأممالمتحدة من (111) مادة موزعة على تسعة عشر فصلا بالإضافة إلى النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية والذي يتكون من 70 مادة تعد جزءا لا يتجزأ من الميثاق . وميثاق الاممالمتحدة تم التوقيع عليه في 26 يونيو1945م , في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر الأممالمتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية وأصبح الميثاق نافذا في 24 اكتوبر 1945م . فهل ارتدع الكيان الصهيوني عن التمادي في غيه وتحديه لقرارات الأممالمتحدة ومبادئ ميثاقه ؟ وهل غضب مجلس الأمن يوما واحدا لقراراته المتكررة المرفوضة من قبل الكيان الصهيوني ؟! . -مزبلة التاريخ كان من أهم أسباب سقوط الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس هو الوقوف وراء مطامع الصهيونية في فلسطين مما افقدها مصالحها في الشرق الأوسط خاصة والعالم بصفة عامة لتزول وتغرب شمسها مع نهاية الحرب العالمية الثانية ( 1939- 1945م ) . وتأفل للابد مع نهاية الستينيات من القرن الماضي . واليوم نرى امبراطورية الشر تسير على خطى طريق سقوط بريطانيا حيث أن الصهيونية تقود أمريكا إلى مزبلة التاريخ وهذا ما سوف يشهده العالم قريبا .