لم يكن هدف الصهيونية بإقامة دولة يهودية في فلسطين ليتحقق لولا مساعدة الدول الأجنبية وخاصة منذ الحرب العالمية الأولى.. فبعدما تأكد اليهود من أن الأم الانجليزية لن تتخلى عنهم أبداً و في نفس الوقت أرشدتهم حكمتهم اللصوصية بضرورة التقرب أكثر من أحضان الخالة الأمريكية..وفعلاً نجحت الدوائر الصهيونية اليهودية في اجتذاب الأحضان الأمريكية، ومن نتائج هذا الاحتضان أن أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية تتأثر إلى حد كبير بآراء مواطنيها من اليهود وصارت الصهيونية تلعب دوراً هاماً ومؤثراً في محيط المال والاقتصاد والسياسة والإعلام الأمريكي وأصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحتى هذه اللحظة - تمثل عمق المصالح الاستراتيجية الاسرائىلية وذلك لأسباب ثقافية وفكرية وسياسية..ومن نتائج التأثر الأمريكي بالصهيونية نجد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد لعبت دوراً كبيراً في قيام الدولة الصهيونية في فلسطين..ويمكن تلخيص هذا الدور من خلال النقاط التالية: 1 تدخل الولاياتالمتحدة في مساعدة ومساندة زعماء المنظمة الصهيونية «الماسونية» وذلك من خلال منحهم الدعم الكامل في شتى المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وكان لها دور كبير في إرغام دول التحالف الغربي بضرورة المساندة والوقوف بجانب اليهود في إقامة أساس الدولة اليهودية في فلسطين مع الاعتراف بالحقوق التاريخية للشعب الصهيوني في الأراضي المقدسة..وطلبت الولاياتالمتحدة من بريطانيا بقبول المزيد من اللاجئين في فلسطين وفتح أبواب الهجرة اليهودية بشكل مستمر وليس هذا فقط بل سارعت إلى الاعتراف رسمياً بقيام الدولة الاسرائيلية في فلسطين سنة 1949م كما أنها كانت اليد التي قامت بصياغة وثيقة وعد بلفور وعملت على تنفيذ بنوده الاستيطانية على أرض الواقع العملي...كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد بذلت جهوداً جبارة لقبول اسرائيل كعضو في منظمة الأممالمتحدة في عام 1949م.. كما أن الولاياتالمتحدة أتخذت في عام 1945م قراراً ينص على ضرورة بذل المساعي الحثيثة لدى سلطات الانتداب في فلسطين لفتح أبواب الهجرة اليهودية كذلك كان لامريكا تأثير كبير بالقرار الذي أصدرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1947م والذي يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ووضعت الخرائط الموضحة لحدود هذا التقسيم.. ختاماً فإن كلتا السياستين الأمريكية والانجليزية كانتا ومازالتا تعملان جاهدتين لصالج الدولة الصهيونية وأصبحت دول الغرب تتناقش في خطب ود اسرائيل بالمساعدات المالية والعسكرية وتشجعها على ارتكاب المذابح الإبادية ضد الشعب الفلسطيني وكان آخرها جريمة العدوان على قطاع غزة..