من المؤسف أن الأمة العربية رغم إمكانياتها المادية الهائلة فهي غائبة عما يدور حولها من تقنيات واختراعات وصناعات عسكرية ومدنية وتطورات استراتيجية مؤثرة فقد غابت عن الثورة الصناعية وزمن البخار والكهرباء وتقنيات الطاقة النووية وثورة الاتصالات والعلوم الحديثة وابحاث الفضاء. إن هذا الغياب أو التغيب أورثنا قروناً من التخلف الحضاري الذي أدى في النهاية إلى الهزيمة والخنوع وجعلنا أمة مستهلكة لما يصنعه الآخرون ويتحكمون بمصائرنا ويفرضون علينا إرادتهم وطرق استهلاكنا ولقمة عيشنا في كثير من الأقطار العربية هذا الاستهلاك الترفيهي الذي لا طائل منه ولا فائدة من دون تهيئة الا جوى وتثبيت الأمن والامان والادخار ووضع قسم من هذه الإمكانات في طرق البحث العلمي وتشجيع الباحثين والعلماء وتأهيل الكوادر.. الكيان الصهيوني بدأ برنامجه الفضائي بعد احتلال فلسطين في 1948م بخمس سنوات بالتوازي مع البرنامج النووي, والتصنيع الحربي وغدى يرفد اقتصاده بمليارات الدولارات من مبيعات الاسلحة وأصبح اليوم واحداً من ثماني دول في العالم وعضواً اساسياً في نقابة الفضاء وعلومه وأقماره ومن غير المعقول أن نصبر طويلاً على أقمار التجسس الإسرائيلية وطائراتها الأمريكية الحديثة وهي تجوب فضاءنا وسماءنا وتنتهك سيادة شعوبنا العربية بحرية مطلقة ترصد وتهاجم وتقتل وتنقل تحركاتنا وتُعدُ علينا انفاسنا من دون أن نحرك ساكناً ومن دون أن نسعى للحاق بركب الحضارة ومنافسة العدو الصهيوني والتفوق عليه صناعياً وتقنياً واقتصادياً وعسكرياً.. لقد اقتصرت علوم الفضاء العربية على بضعة أقمار في بعض الدول العربية على سبيل المثال في مصر والسعودية وحدد عملها للاتصالات والبث الإذاعي والتلفزيوني وقد صنعت هذه الأقمار وأطلقت بأيد غربية وليست عربية ومن لم يصنع ويطلق بيده وبإمكانياته وباعتماده على نفسه لا يستطيع امتلاك زمام المبادرة وحرية التوجيه وحرية اختيار الهدف.. ونضرب مثل طائرات الأواكس أشترتها السعودية مع بعض الأسلحة الحديثة في عقد الثمانينات من القرن الماضي بمبالغ طائلة حتى قيل أنها صفقة القرن العشرين فهل تقدر السعودية تحريكها بأمر وزير الدفاع السعودي الجواب لا تقلع الطائرة بمهمة قتالية إلا بأمر من قاعدتها الأم في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكذلك بعض الدول أشترت سلاح حديث ومتطور لكن هذه الدول لا يسمح لها باستخدام ذلك السلاح إلا بأمر من القيادة الأمريكية كون المشغلين أمريكيين وعلمنا بأن ماليزيا أشترت من الولاياتالمتحدةالامريكية سرب من الطيران الحديث اف 16 المقاتلة وحينما أمر رئيس الوزراء مهاتير محمد تجربة هذه الطائرات بمهام لم تنفذ الأمر إلا بعد الرجوع للقيادة في تكساس وحين أتى الطيارون, والمهندسون الماليزيون الذين تدربوا على هذا النوع من الطائرات في أمريكا واستلموا هذه الطائرات فحصوها ووجدوا انها لا تتطابق في خواصها ومميزاتها مع الطائرات التي تدربوا عليها من نفس الطراز في الجيش الامريكي وعند التمعن في الفحص وجدو ان في الطائرة جهاز مرتبط بجهاز تحكم يوجد في ولاية تكساس قادر على إيقاف الطائرة متى أرادوا إضافةً لذلك نقل المعلومات للقاعدة عن المهام التي تنفذها الطائرة بكل تفاصيلها وهذا الكلام لرئيس وزراء ماليزيا الاسبق مهاتير محمد .. وهكذا بقية الطائرات الاوروبية الميراج والرافال والهرير ... التي تنتجها المصانع الأوربية وحتى الأسلحة والطائرات والمعدات الشرقية فمثلا يوجد قاعدة لروسيا في طرطوس في سوريا فيها لرادارات ووسائل الدفاع الجوي الحديثة والطائرات من نوع سخوي 35 ورادارات وصواريخ أس أس 500 القادرة على حماية سوريا من الهجمات الإسرائيلية ومع ذلك الطائرات والصواريخ الصهيونية تخترق الأجواء والسيادة السورية و تعربد فيها كيفما تريد ويحلولها مع الأسف العرب لا تنقصهم الامكانات لكن تنقصهم الإرادة والكرامة فنراهم يشترون السلاح بالأموال الطائلة من أقوات شعوبهم ثم يركنونه في المخازن ويستعرضونه في المناسبات الوطنية ثم يذهبون لتوقيع اتفاقات حماية مع دول الغرب واخيراً التودد لإسرائيل ومنهم من طبع معها لكن المقاومة الإسلامية في غزة وصمودها الأسطوري عرى هذه القيادات الكرتونية والدمي الخانعة التي لا وزن لها ولا إرادة شاهدناها في حرب غزة طوال ثمانية اشهر والمجازر اليومية وحرب الإبادة الجماعية والظلم والخراب والدمار ونراهم يتوارون ويبتلعون السنتهم والبعض شارك في العدوان ودعم لوجستياً وسياسياً والبعض اكتفا بالوساطة والجولات المكوكية والحركة البهلوانية أثنا المؤتمرات الصحفية في عواصم الغرب يستجدي السلام ظاهريا وبالخفاء يحمل وجهة نظر مجرم الحرب نتنياهو ومبادرة الرئيس بايدن المفخخة.. قبحكم الله من دمي بلا كرامة ولا نخوة أكثر من 40الف شهيد وحوالي تسعين الف جريح غير الخراب والدمار والسجون والاغتصاب للفلسطينيات في المعتقلات واسلاماه وامعتصماه وينك يا نور الدين زنكي وينك يا صلاح الدين الايوبي وين هذه الدمي من حمية ونخوة الطاغية الحجاج بن يوسف التاريخ يحفظ المواقف للرجال .. نعم نرى البعض يتعاون مع الكيان الصهيوني الغاصب و يريد التطبيع مع العدو الاسرائيلي في هذا التوقيت.. وعاد الوسطاء كلما تعنت مجرم الحرب نتنياهو يعودوا للضغط على قيادة فصائل المقاومة بغية تقديم التنازلات ليرضي أسياده الامريكان والصهاينة و يحمل مسؤولية نتائج الحرب حماس .. هذه الابيات تصور الواقع رحم الله القائل. أمتي هل لكي بين الأممِ * منبرٌ للسيف أو للقلمِ أتلفكِ وطر في مُطرقاً ** * خجلاً من أمسكي المنصرمِ الإسرائيل تعلو رايات ** * في حمى القدس وظل الحرمِ لا يلام الذئب في عدوتهِ ** * ان يكن راعي عدو الغنمِ أمتي كم صنماً مجدتهِ ** * لم يكن يحمل طهر الصنمِ رب ومعصتماه انطلقت * على أفواه الصبايا اليتمِ لا مست اسماعهم * * لكنها لم تلمس نخوة المعتصمِ