على مدى السنوات الماضية، شهد اليمن عدواناً دمويًا أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين، حيث ترك العدوان آثارًا عميقة على جوانب الحياة كافة في البلاد، كما إن التحولات التي طرأت على اليمن بعد العدوان ليست مجرد تغييرات عابرة، بل هي تحولات هيكلية تؤثر على المجتمع والاقتصاد والسياسة. الأبعاد الإنسانية أحد أبرز الجوانب التي تأثرت بشدة هو البعد الإنساني. حيث تشير تقارير المنظمات الإنسانية إلى أن ملايين اليمنيين باتوا بحاجة ماسة للمساعدات، ووفقًا للأمم المتحدة، يعاني أكثر من 24 مليون شخص، وهو ما يعادل حوالي 80% من سكان البلاد، من نقص حاد في الغذاء، كما أن الوضع الصحي تدهور بشكل كبير، حيث تزايدت حالات الأمراض بسبب عدم توفر الرعاية الصحية الأساسية. التأثير الاقتصادي اقتصاد اليمن كان يعاني قبل العدوان، لكن الوضع الحالي أسوأ بكثير إضافة إلى تدهور العملة الوطنية بشكل غير مسبوق بسبب العدوان ومرتزقته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية ما أدى إلى أن يواجه اليمنيون صعوبة في تأمين احتياجاتهم اليومية، حيث أصبحت البطالة ظاهرة شائعة كما إن تراجع النشاط الاقتصادي ودمار البنية التحتية أسهما في تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. التغيرات السياسية على الصعيد السياسي، شهدت اليمن تغييرات كبيرة، فلم يعد النظام السياسي كما كان، بل أصبح مستقل وحر السيادة أمام المحيط الإقليمي والعالمي وظهرت قوى جديدة وتغيرت التحالفات. وتتصارع الجماعات المختلفة على السلطة والنفوذ، ضمن مناطق ما يسمى الشرعية مما أدى إلى انقسام البلاد وتفاقم الصراع الداخلي، أضف إلى ذلك حجم التحديات أمام أي عملية سياسية شاملة لتوسع مشاكلها وتصارع الفرقاء لتحقيق مصالح شخصية أو فئوية أو تنظيمية، حيث تتطلب الحلول التفاوضية جهدًا مضاعفًا لتحقيق السلام. الثقافة والمجتمع من الناحية الثقافية، تأثرت الهوية اليمنية بشكل كبير في المناطق المحتلة من ما يسمى بالشرعية كما إن الصراع والحرب أديا إلى تآكل الروابط الاجتماعية، حيث انقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض للجهات المتنازعة كما أن القيم الاجتماعية قد تآكلت تحت ضغط الأزمات، مما أدى إلى تغيير في الأنماط السلوكية والعلاقات الأسرية وهذا بكله على عكس المناطق التي سيطر عليها أنصار الله والتي شهدت تغييرات كبيرة منها إيمانية ووطنية وثقافية. الآفاق المستقبلية في ظل هذه الأوضاع المعقدة، يبقى التساؤل حول مستقبل اليمن قائمًا، هل يمكن أن تعود البلاد إلى ما كانت عليه قبل العدوان؟ الإجابة ليست بسيطة، فالأمر يعتمد على عدة عوامل مثل جهود المجتمع الدولي وانقطاع التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لليمن، دور المنظمات الإنسانية، وإرادة اليمنيين أنفسهم الصادقين في إيمانهم ووطنيتهم في إعادة بناء بلدهم. إن اليمن بعد العدوان ليس كما كان قبله، بل هو بلد يعتمد على الله ويتمسك بالقيادة التي عبرت باليمن إلى بر الأمان والحرية والعزة التي كانت اليمن قد فقدتها نتيجة سياسات الأنظمة والحكام السابقين.