أساليب الإجرام الإسرائيلي لن تقف عند حد طالما وأنها قد أدركت حتمية زوالها بفعل تطورات الاحداث المتلاحقة التي يتقدم فيها محور الجهاد والمقاومة في إيلام الكيان عاماً بعد عام .. وطيلة الفترات الماضية كان الكيان الغاصب بعيداً عن أية معركة جدية مع الدول العربية المحيطة به بل إن القوى العالمية المؤثرة في القرار الدولي تتجه صوب هدف واحد هو الحفاظ على أمن واستقرار هذه الغدة حتى لا تمس مصالح تلك القوى العالمية بأي انتكاسات او تراجع في منطقة الشرق الاوسط .. في لبنان البلد الصغير والمتعدد طائفياً، تمكن حزب الله من تغيير الوضعية التي رسمتها القوى العالمية المؤثرة في المنطقة وابقت على اسرائيل محاطة بسياج من الحماة المدافعين عن امنها وللأسف فان جزءا من هذا السياج من قوى لبنانية ذهبت بعيدا في عمالتها وخانت وطنها وامنها واستقرارها ووقفت مناوئة لنجاحات وانتصارات حزب الله الذي حرر الارض وامتلك ادوات الردع والحق بالعدو هزائم متوالية جعلته يدرك انه يتجه فعليا نحو الزوال .. تغيرت قواعد الردع واصبح العدو الغاصب يتلقى الهزائم دون ان ينفعه السياج الحامي واصبح يخوض مواجهات مباشرة وطويلة ويتكبد فيها خسائر اشدها ضررا سقوط الهالة العظيمة التي سعت الدول الغربية والعملاء العرب ان تحيط نفسها بها وبانها القوة التي لا تقهر وما الى ذلك من دعايات تضليلية تساقطت تباعا حتى باتت اوهن من خيوط العنكبوت عقب احداث طوفان الاقصى .. في هذه الايام اظهرت الاحداث جريمة منكرة من جرائم العدو وهي تفجيرات اجهزت البيجر واللاسلكي واللابتوبات وهي جرائم تلجأ اليها الغدة السرطانية لأول مرة في مواجهاتها مع محور الجهاد والمقاومة بشكل واسع وملحوظ ضمن معارك التكنولوجيا الحديثة التي كانت محدودة وتستهدف أشخاصاً بعينهم في عمليات اختراق متباعدة ومتقدة. استخدام اسرائيل التكنولوجيا الحديثة وسيلة من وسائل المواجهة لا يعني انها تتجه الى تغيير معادلة الردع لصالحها مطلقاً فقد شهدت المواجهات المتلاحقة والتي تطورت فيها قدرات حزب الله اللبناني ان اسرائيل قد غيرت من تكتيكاتها وطرق ادارتها للمعارك ونوعيات الاسلحة وكانت في كل مرة تسعى الى نشر الرعب داخل المجتمع اللبناني عبر إمعانها في القتل والتدمير لعلها بهذه الفظائع تغير قرارات المواجهة الثابتة عند المقاومة الاسلامية في لبنان ولكنها تفشل وسيظهر فشلها قريباً عندما ينقشع غبار الحدث المأساوي على الشعب اللبناني والذي خلق نشوة انتصار زائفة عند قيادة العدو وسيدركون أنهم لن يجنوا من وراء المزيد من إجرامهم إلا المزيد من الثبات والصبر والتصدي لكن بمستوى أعلى وعبر انشاء قواعد ردع جديدة تدفع بالعدو الى الندم لأنه ذهب الى هذا المدى الذي سيجني عليه المزيد من الويلات والخسائر .. العدو الغاصب عنده منسوب الغباء اضعاف اي كائن في هذه المعمورة فهو حينما يعتقد ان الاسراف في التدمير والقتل كما يفعل في غزة وعندما يعربد بتجاوزه الخطوط الحمراء في المواجهة كما حدث باغتيال القادة اسماعيل هنية وشكر وعندما يستخدم الحرب التكنولوجية لقتل المدنيين بهذه الطريقة الواسعة التي حدثت في لبنان إنما يعبر بجلاء عن ارتفاع منسوب هذا الغباء لأنه بغبائه سيعزز من حقيقة وحتمية تتابع الهزائم التي لم تتوقف بجلاء منذ احداث 2000 م في لبنان الى خيبة أمله وانكساره في غزة الصامدة .. محور الجهاد والمقاومة قد اتخذ قراره في المضي في المواجهة حتى زوال اسرائيل لأنه أولاً يوقن انه من المستحيل ان تبقى هذه الغدة السرطانية في خصر هذه الامة لأنها تمثل الخطورة المطلقة للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، وثانيا لأنها قد امتلكت وسائل القوة والردع وتمضي قدما في تعزيز تأثيرها في المنطقة بشكل ملحوظ، وثالثا لان المشروع الغربي الصهيوني الامبريالي قد لحقته من الهزائم ما يجعله عاجزا عن لملمة اخفاقاته وانه لم يعد يمتلك من الادوات والعملاء من يمكن ان يثق بهم وبقدراتهم .. أخيراً.. لبنان ستتعافى وغزة ستتعافى ومن سقط من الشهداء فإنما هي دماء وتضحيات لازمة في طريق القدس ..