بعد أن بلغ العدوان الإسرائيلي الأمريكي على غزة ذروة الفشل.. وبعد أن بدأ العدو المتعطش لسفك الدماء بتوسيع نطاق عدوانه إلى لبنان، سارع قادة إسرائيل إلى إطلاق التصريحات تلو التصريحات المضللة بهدف خلط الأوراق والتبرير لعدوانهم وإرهابهم.. ومن تلك التصريحات المثيرة للسخرية والاستفزاز في آن تصريح رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المحتل الإرهابي بنيامين نتنياهو الذي قال فيه بصريح العبارة أن إسرائيل تواجه حرباً أو حروباً في سبع جبهات دون أن يقدم أي تفاصيل عن ماهية وطبيعة تلك الحروب والجبهات والجيوش التي تزحف منها وتهدد كيانه.. وهو بهذا التصريح المخادع والمجافي للحقيقة والواقع إنما يحاول بمكر شديد تقديم إسرائيل للعالم بما في ذلك العرب والمسلمين الذين اكتووا وما يزالون بنيران حقدها ومؤامراتها وحروبها بأنها دولة مُعتدى عليها وتواجه مؤامرات وحروباً عديدة تستهدف وجودها لتبرير عدوانها الإرهابي على غزة وما ارتكبته وهو على رأس قيادتها من مجازر وجرائم إبادة جماعية في حق سكانها الأبرياء على مدى عام كامل، وفي نفس الوقت التبرير لشن عدوانها على لبنان وغيرها من الاعتداءات المتكررة التي طالت أقطاراً عربية أخرى باعتبار ذلك يأتي في سياق حقها المشروع في الدفاع عن النفس.. ناسياً أو متناسياً هذا السفاح أن إسرائيل هي في الأساس حصيلة عدوان واحتلال لأرض عربية إسلامية عمره (76) عاماً، وبالتالي فهي فاقدة للشرعية والمشروعية- شرعية الوجود ومشروعية الدفاع عن النفس وأن الشرائع والسنن والقوانين تمنح أصحاب الأرض الحق كل الحق والمشروعية في مقاومة المحتل والتصدي له ودحره وليس كما يحاول العدو تصويره في خطابه المُضلِّل.. وهنا فإن على العرب والمسلمين التنبه لمثل هذه التصريحات التي يحاول العدو من خلالها إكساب نفسه المشروعية في عدوانه على غزة وجنوب لبنان والالتفاف على إنجازات المقاومة.. وذلك بالعمل على التصدي لها وتعريتها وفضحها عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تخاطب الرأي العام العربي والإٍسلامي والدولي ومن خلال المادة الإعلامية المناسبة التي تظهر بجلاء مظلومية الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الإحتلال الإسرائيلي منذ الإتيان بهذا الكيان في أربعينيات القرن الماضي وما يتعرض له جراء ذلك من عدوان مستمر حتى يومنا هذا.. مع التركيز على السلوك العدواني الإرهابي لكيان الاحتلال وما ارتكبه من مجازر وحروب إبادة وقمع وتنكيل في مختلف مراحل الصراع، في فلسطين وفي لبنان وفي مصر وسوريا، وعدم إتاحة الفرصة لهذا العدو الإرهابي المجرم بإهالة التراب على تلك الجرائم وطمسها وعلى نحو أخص الجرائم التي ما تزال ماثلة في عدوانه الإرهابي الأخير على غزة وجنوب لبنان.. فكونوا له بالمرصاد وحاصروه في ميدان المواجهة الإعلامية كما يحاصره إخوانكم المجاهدون في خنادق المواجهة والقتال حتى لا يجد سبيلاً لإلباس الحق بالباطل.. فينصر الله الذين آمنوا وصدقوا في جهادهم في سبيل الله (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).