في ثاني حادث من نوعه خلال أيام، قامت مروحية تابعة لقوات المارينز بهبوط اضطراري في محافظة الأنبار، الاثنين، مما أدى إلى إصابة 18، ممن كانوا على متنها بجروح. وأوضح الجيش الأمريكي في بيان، أنّ المروحية، وهي من طراز CH-53E "Super Stallion"، كانت تقلّ على متنها ساعة الحادث 21 شخصا. والحادث هو الثاني الذي تضطر فيه مروحية تابعة للمارينز لتنفيذ "هبوط اضطراري" في الأنبار هذا الشهر. وقال الجيش الأمريكي إنّه لا يعتقد أنّ الحادث هو نتيجة عمل عدائي. ومن ضمن الجرحى، تلقى تسعة الإسعافات الضرورية من إصابات طفيفة، وعادوا إلى ممارسة مهماتهم، فيما تمّ فتح تحقيق في ملابسات الحادث. وفي الثالث من ديسمبر/ كانون الأول، أعلن الجيش الأمريكي مقتل أربعة من عناصر مشاة البحرية "المارينز"، في تحطم مروحية بمحافظة الأنبار. وكانت المروحية، التي كان على متنها 16 جندياً، قد تحطمت أثناء محاولة الهبوط اضطرارياً على الماء، مما أدى إلى مقتل أحد جنود المارينز، وفقدان ثلاثة آخرين، عثر الجيش الأمريكي على جثثهم في وقت لاحق الاثنين، ليرفع عدد قتلى الحادث إلى أربعة جنود. والمروحية كانت من طراز CH-46 "Sea Knight"، فيما لم يعلن الجيش ما إذا كانت المروحية قد هبطت اضطرارياً على سطح نهر أو على سطح بحيرة، كما قال مسؤولون عسكريون إنّهم لا يعتقدون أنّ الهبوط الاضطراري كان نتيجة عمل عدائي. وكان الجيش الأمريكي أعلن الاثنين مقتل أربعة من جنوده وإصابة ثلاثة آخرين في انفجارين بالعاصمة العراقية بغداد الأحد. وسقط أول القتلى وأصيب آخر بانفجار قنبلة في طريق دورية للجيش الأمريكي عقب إكمالها مهام أمنية في غربي بغداد الأحد، وفق البيان العسكري. وأودى انفجار مماثل أستهدف دورية أمريكية مقاتلة بحياة ثلاثة آخرين وجرح اثنان في وقت متأخر من اليوم ذاته. ويرفع الضحايا الأربعة قتلى الجيش الأمريكي إلى 42 خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري ويصل بإجمالي الخسائر البشرية منذ غزو العراق إلى 2932 قتيلاً. ويتصاعد مؤشر الخسائر الأمريكية في العراق فيما يعقد الرئيس الأمريكي جورج بوش، وعلى مدى ثلاثة أيام، مشاورات مكثفة على الصعيدين العسكري والدبلوماسية بغية التوصل إلى إستراتيجية جديدة في العراق والإعلان عنها قبيل أعياد الميلاد، على خلفية تقرير "بيكر - هاملتون." وأشار تقرير "مجموعة دراسة العراق" التي ترأسها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر والرئيس السابق للجنة الاستخبارات بمجلس النواب، لي هاملتون، أن سياسة واشنطن في العراق"غير مجدية." وسيجري بوش مباحثات في وزارة الخارجية الأمريكية الاثنين ويلتقي من ثم بخبراء مستقلين في البيت الأبيض حول العراق. وسيعقد اليوم الثلاثاء مؤتمراً بالشبكة التلفزيونية المغلقة مع السفير الأمريكي لدى العراق زلماي خليل زاد بجانب كبار القيادات العسكرية هناك وذلك قبيل لقائه بكبار المسؤولين في وزارة الدفاع "البنتاغون" الأربعاء. وفي الشأن ذاته، حسم الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق وأفغانستان، الجدل حول ما إذا كان الجيش الأمريكي قد سقط في "الفخ العراقي"، الذي لا يستطيع الخروج منه، أم أن الولاياتالمتحدة عاقدة العزم على إبقاء قواتها في المنطقة، بقوله إن كلا الرأيين صحيحين، ولا يوجد تضارب بينهما. وقال الإبراهيمي في مقابلة خاصة مع CNN بالعربية: "صحيح أن الحكومة الأمريكية في مستنقع خلفته بيدها لا تعرف كيف تخرج منه، وصحيح أيضاً أن الولاياتالمتحدة كدولة عظمى، تريد أن يكون لها وجود في هذه المنطقة المهمة استراتيجياً ونفطياً." وكان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وصل الاثنين إلى الولاياتالمتحدة، حيث من المنتظر أن يلتقيه لاحقا الرئيس الأمريكي جورج بوش ، ونائبه ديك تشيني. كما من المتوقع أن يجتمع المسؤول السني العراقي بوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ، ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، الثلاثاء. وتأتي الزيارة في وقت يشهد فيه العراق ترديا متزايدا للعنف الطائفي بين السنة والشيعة، حيث حصدت دائرة العنف في نهاية الأسبوع أرواح 78 شخصا في أنحاء متفرقة من البلاد، فضلا عن حرق منازل وتناحر بين المليشيات وفرار جماعي للعديد من العائلات، وفقا لمسؤول في الداخلية العراقية. واستمر العنف الاثنين، مع وقوع ثلاثة تفجيرات أدت إلى مصرع ثلاثة عراقيين. وقبل ذلك، لقي خمسة من عائلة سنية واحدة مصرعهم الأحد، وجرح خمسة آخرون عندما هاجم مسلحون من الشيعة حافلتهم الصغيرة التي كانوا يمتطونها، بعد أن غادروا منزلهم في مدينة أبوصيدا الشيعية، التي تقع نحو 50 ميلا شمال بغداد، بحثا عن ملجأ لهم مع أقاربهم في مدينة الحويجة السنية، وفقا لما أفادت شرطة بعقوبة. وأوضح مسؤول في مستشفى بعقوبة أنّه تمّ قتل الجدّ وابنته وثلاثة من أحفاده رميا بالرصاص، فيما جرحت ابنته الثانية وأربعة أحفاد. والأحد أيضا، تمّ العثور على 51 جثة مزقها الرصاص في أنحاء متفرقة من بغداد، فيما قال مسؤول في الداخلية العراقية إنّه تبادل للعنف الطائفي بين السنة والشيعة. وأضاف المسؤول أنّ مسلحين قتلوا العقيد في الجيش العراقي يعرب خزعل، الذي يعمل في فريق الأمن المسؤول عن أحمد شلبي. والأحد أيضا، لقي خمسة أشخاص مصرعهم، وجرح ستة آخرون، عندما تقاتل مسلحون من إحدى المليشيات الشيعية مع عناصر من قبيلة الجنابات السنية جنوب غرب بغداد، وفقا لشرطة العاصمة العراقية. كما قتل مسلحون تسعة أشخاص، عندما حرقوا منزلين شيعيين في ضاحية الجهاد التي يقطنها غالبية سنية، والتي تقع غرب بغداد. والقتلى هم من عائلتين شيعيتين، ومن ضمنهم محافظ في الشرطة وثلاثة من أبنائه، فيما قتل خمسة أشقاء من العائلة الشيعية الثانية، وفقا للشرطة العراقية. وأضافت أنّ ضاحية الجهاد شهدت عدة أعمال قتل انتقامية متبادلة في الأشهر الأربعة الأخيرة، فيما أحداث الأحد، لا تبدو على علاقة بهجوم رجال المليشيا الشيعية على منازل سنية في ضاحية الحرية شمال غرب بغداد، والذي جرى السبت وأدى إلى مصرع ثمانية أشخاص من ضمنهم طفل وسيدتان. وقال مسؤول إنّ 40 عائلة سنية على الأقلّ فرت من ضاحية الحرية عندما هاجمها رجال المليشيا الشيعية.