عن صالحِ الحرِّ البطلْ فاسمَعْ جَوابًا مُختصَرْ فحديثُ صالح لا يمَلُّ عن صدقِه، عن زُهدِه، عن حُلمِه، عن صبرِه، عن بأسِه في النائبات عن مُؤْمِنٍ، عن مُحسِنٍ ومُسابِقٍ للمُكرَّماتِ فإليهِ تَنْتَسِبُ المُكارِمُ والمُعالي والصفاتِ الطيبات الصالحاتِ الزاكيات وصُمودَ " صمادي" تعزز بالثباتِ مَدى الحياةِ فهو الحواريُّ الذي حَمَلَ المُهمَّةَ والمَسار قادَ المُعارَكَ باقتدار في السواحلِ والسهول وفي الجبالِ وفي القفار وعلى يَدَيهِ النَصرَ صار مُؤَيِّدا بالمُعجرات في مَوْكِبِ الأنوارِ كانَ ولم يزلْ نورًا يُشَعْشَعُ في السَماءِ كأنّه نَجمٌ على الدنيا أطل في مَوْكِبِ الأنصارِ كانَ لنا المْثلْ من كانَ مِثلُه في الصَفاءِ وفي النَقاء وفي الوفاء وفي الفداء وفي الإباء وفي التَفاني والعمل عَرَفَ الهداية فاهْتَدى للحقِ سلمَ واقتَدى فأخلصَ في الولاء للمُصْطَفى والمُرْتَضى وكذا لأعلامِ الهدى من كانَ مِثلُه في العَطاء وفي الثبات وفي الصُمود والصبرِ عندَ الابتلاء وصادقًا كل الوَعُود شَهْمًا وفيًا للعهود وله شموخٌ كالجبل لمّا أصَطفاهُ المجتبى ليقودَ مَرحَلة العَطاء كانَ اختيارُهُ اصْطِفاء وكأنّه وحي نَزَل فغدا الأمينَ المُؤتَمِن يحمي ويبني لليمن من غيرِ أجرٍ أو ثمن ما كانَ يأبهُ للقَصور والعيشَ في ترفِ الحياة أو كانَ يَطْمَحُ للثراء يشتاقُ دومًا للثغور وللجِهادِ بلا فَتور بالوعي يُصلِحُ للنُفُوس من كانَ مِثلُه في الجِهاد لم تنسَهِ الدنيا الجِهاد ولا النَزال ولا القِتال ولا مُحاربة الفُسَاد والنُصح دومًا للعِباد من غيرِ مَنٍّ أو كَسَل في مَوْكِبِ الشُهداءِ ناداه الأجل لما دَعا الداعي ترجّل وارتحل ومضى إلى العلياء شَوقًا للقاء على عجل يا صانعَ التأريخِ والأمجاد في زمن التخاذُلِ والوَهَن أضحيتَ بأسًا في السماء على العدا ومسيراتِ طائراتٍ غادياتٍ رائحات تُبهِتُ الأعداء تَرسِمُ للأمَل حاشا فشعبَكَ يا (أبا الفضل) "اليماني" "الحميري" مِن يوم ما رُفعَ الشعار لن يحيد عن المَسَار ولن يُضام ولن يُذل كلا فنجمُكَ ما أفل سيظلُّ ذكرُكَ خالدًا حتى الأزل.