بسم الله الرحمن الرحيم وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60الانفال ) ويقول سبحانه (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيما )النساء. اتقان ادارة المواجهة واتقان الاستعداد المناسب للمواقف الطارئة سياسة لا يجيدها إلا من يمتلك المهارة والقدرة العالية على المقاومة وتوقيت اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب .. ومثل هذه الإجادة تكون مهمة وضرورية في التعامل مع طبيعة التحديات ومع ما يواكبها من اعمال مدروسة جيداً .. وهذا ما أثبتته المقاومة الاسلامية حماس وسرايا القدس في غزة وكان ظهور أبطال حماس بساحة السرايا لحكومة غزة بذلك المظهر المهيب المنظم الرائع من الهيئة والقيافة والهندام والحيوية والتسليح والحشد ألكبير أرهب العدو وأظهرت مدى انهيار معنوياته وأثبتت المقاومة إن ذلك النمر الصهيوني المتوحش هو مجرد نمر من ورق هذا العدو الذي أرهب الحكام وأخاف الجيوش لعقود ليس إلا نمر صوري من ورق لا يستطيع أن يقف أمام فتية عاهدوا الله على الجهاد فتية حملوا هم قضية تحرير وطن ومقدسات لا تخيفهم أسلحة العدو ولا دباباته ولا طائراته فتية ولدوا وعاشوا تحت نيران الاحتلال وشنت عليهم عدة حروب فاكتسبوا المهارة والخبرة وعرفوا حقيقة هذا الغول الذي طالما أخافتنا منه وسائل الإعلام وصورته بأنه الجيش الذي لا يقهر وواجه العرب في كل معاركة وكان الظافر والغالب ما عدا حرب أكتوبر حققت للعرب نصراً محدوداً .. والحقيقة إن قوة هذا العدو لا تكمن في أسلحته وعتاده فالسلاح وحده لا يكفي لكسر إرادة الجهاد والإيمان بالقضية المصيرية فلم يتغلب علينا هذا العدو بقوة ترسانته فذلك لا يكفي ولكن قوته الحقيقية تكمن في ضعف ايماننا والمدسوسين علينا من أبناء جلدتنا والعمالات وتأثر ذوي الشأن والمسؤولين بالدعاية وبوسائل الإعلام الصهيونية .. ( وإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )(4المنافقون) ان السلاح يحتاج إلى رجال يعمر الإيمان قلوبهم ولنا في ذلك أمثلة كثيرة من صدر الاسلام وحتى اليوم لا نريد أن نجتر الماضي فنتحدث عن بدر والأحزاب والقادسية واليرموك وعين جالوت .. ففي القرن الحالي نتذكر هزيمة إسرائيل امام حزب الله في 2006م وقبل ذلك 1973م معركة عبور قناة السويس وتحطيم خط برليف ومعارك الجولان والقنيطرة وصلولاً إلى معارك غزة خلال العقد الثاني من القرن 21م وحتى معركة طوفان الاقصى في 7 أكتوبر 2023م التي دامت خمسة عشر شهراً من القتال الذي استخدم فيها أحدث الأسلحة العصرية في معركة متواصلة ليلاً ونهاراً من البر والجو والبحر صبت آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل والصواريخ الفتاكة طوال " 471" يوماً حتى تم وقف اطلاق النار ولم يلن للمقاومة جانب, بل أستمرت المقاومة محافظة على زخمها كما كانت بداية الحرب رغم الألم والضحايا والتدمير الهائل وشحة الإمكانيات والتحطيم المعنوي والتثبيط والتخذيل والدعايات عبر وسائل الإعلام المعادية والصديقة .. ومع ذلك شاهد العالم البطولات لفصائل المقاومة وكأنها من الخيال يندر أن شاهد مثلها إلا في افلام أكشن وقد عرض على القنوات القليل مما وثق من البطولات في المعارك بالصوت والصورة وأنكشف للعالم مدى ضعف وجبن الجندي الصهيوني المدجج بأحدث الاسلحة و بوسائل الحماية الجسدية, وادرك العالم أجمع قوة الإيمان ,والإرادة لدى المجاهدين في المقاومة الاسلامية البواسل وفي نفس الوقت انكشفت للجميع مدى ضعف ايمان الحكام وتخاذلهم ..( أفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ (109التوبة )) .. وثبت ان المواجهة تحتاج إلى عوامل نجاح المسعى والاتجاه في معركة المصير وفي الثبات والصمود امام عواصف القتال والجهاد والصمود امام الهجمات العدوانية الطاحنة والمؤامرات الطاغية ولا يتحقق ذلك الا بالإيمان وبقوة العزيمة ورسوخ الإرادة إن الاسلام ينادي أبناءه أن يتزودوا بالإيمان فبه يتحدوا الموت ولا يرهبون عدوهم فإما نصر أو شهادة وكلاهما خير من الآخر (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ (52التوبة )) .. متى يصل القادة العرب إلى مستوى المجاهدين والجنود؟ وتتكامل الخطوات بثبات الجندي والقائد وتحليهما بالشجاعة والصبر على المكاره والتحديات العادة أن يكون القائد متمتعاً بالشجاعة والاقدام وبروح معنوية عالية يرفع بها معنويات جنوده ويحثهم على القتال والجهاد واتخاذ القرارات السليمة عند الشدائد وعند حمى الوطيس ووسط ضوضى المعارك من خلال تقدير الموقف السليم ومن المعلومات المتوفرة المؤكدة قبل أي معركة ومما تكشف لنا عن معركة العبور في العاشر من رمضان إن الجنود المصريين أثبتوا أنهم أكثر إيماُناً وشجاعة من قادتهم .. كذلك المقاومة المساندة لطوفان الاقصى قامة بجهد قتالي ومعنوي كبير وتحدت كل حسابات جيوش الدول التي تمتلك من الإمكانات والعتاد والقوات المسلحة المعدة كماً وكيفاً وتسليحاً من كدح الشعوب لتدافع عن كرامتها .. لكن الحكام لا يريدونها لمواجهة العدو الأزلي للأمة ولكن للاستعراضات في المناسبات الوطنية وقمع الشعوب .. لكن المقاومة الاسلامية أثبتت بحق بأنها على مستوى من الايمان و العزم والارادة وكذلك شعوب الأمة ولادة فقد رأينا بعض العمليات التي نفذت من قبل أفراد من الأردن أو الجندي المصري هؤلاء أثبتوا أيضاً إن شعوب أمتنا معطاءة لو وجدت قيادة مؤمنة صادقة توجه طاقتها لمعركة الكرامة والتحرير لتغيرت الموازين وتغير الحال .. أزمة الأمة العربية هي أزمة ثقة وأزمة أخلاق وأزمة قادة الشعوب فقدت الثقة من هذه القيادات الخانعة الموبوءة بالعمالة والعار.. ان أو ضاع امتنا العربية والاسلامية في ظل التحديات التي تعصف بها هي أوضاع مؤلمة وتوحي بالضعف والهشاشة لأنها أمة ابتلاها الله بقيادات خانعة لا تريد ان تتحمل مسؤولياتها واكتفت أن تكون شاهدة زور وخرساء ازاء ما يحيط بها من مخالب الضرر والاهدار للكرامة والعزة .. ولذا فإننا نلجأ بالشكوى إلى الله .. رباه رحماك إلى متى تظل هذه القيادات الدمي غارقة في سباتها إلى متى تظل هذه الأمة مهانة إلى متى سيظل المتغطرس ترامب يستعلى ويصدر الأوامر بالتهجير ويوجه مصر والأردن بصيغة الأمر وبثقة لا متناهية استقبلوا المهاجرين ووطنهم بالله يا قادة العرب من يلجمه بالقول والفعل ؟ لا نريد منكم مؤتمرات ولا تصريحات وجولات مكوكية تتسولون الأمان ارجعوا لشعوبكم واستخدموا أسلحتكم الاقتصادية والمعنوية الجموا ذلك القط نتنياهو يتمخطر ويستعرض بنشوة وعنجهية عجيبة بدون أن يوقف احد غروره أوقفوا جموحه .. يا أمة المليار والنصف نسيت قرآنها ونسيت الله فنساها الله فلنعد إلى الله ولنعد إلى ديننا لعل الله يرحمنا من هذا الذل ويبعث فينا صلاح الدين .