بحلول شهر رمضان الكريم في بلدنا الحبيب اليمن، وضمن الطقوس الخاصة لتغيير نمط الوجبات وإدخال مأكولات خفيفة ومتنوعة تحمل من الشهية ما يجعلها مفضلة للصائمين بعد يوم كامل من الصيام.. هنا تأتي أكلة السمبوسة التي أضحت مظهراً رمضانياً في مائدة الإفطار اليومية، وإن كانت الكثير من البيوت اليمنية قادرة على تحضير هذه الأكلة، إلا أن التفرد والتميز في إعدادها يظل لتلك الأيادي الماهرة بالمحلات المشهورة ببيعها على مدى عقود من الزمن. أصل الحكاية قد لايصدق البعض أن "السمبوسة" كحكاية بدأت في أربعينيات القرن الماضي أبان الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن.. هكذا قال الأخ/ ميثاق ياسين الجنيد صاحب محلات السعيدة.. وأضاف بأن السمبوسة ضمن الأكلات والحلويات الهندية التي استقبلتها مدينة عدن ومنها انتقلت إلى بقية مناطق اليمن. وأشار الجنيد إلى أن السمبوسة الهندية لم تكن بهذا المذاق المتميز وهذا الشكل المفضل الذي وصلت إليه الآن، فقد كان للأيادي اليمنية الفضل في بلورة هذه الأكلة وإدخال العديد من المواد والمكونات عليها والتفنن في طرق إعدادها طبقاً للذوق اليمني الأصيل الذي يغلب على كافة المنتجات اليمنية، وأخص هنا الحلويات اليمنية التي أصبحت مطلوبة ومفضلة في العديد من الدول، ويشتريها البعض كهدايا للأحباء والأصدقاء خارج اليمن. هنا السر الاستاذ عبدالخبير عثمان الفقيه- محلات الملك للحلويات والسمبوسة، تحدث بالقول:" للسمبوسة اليمنية شهرتها ومذاقها الخاص التي تميزها عن المأكولات المشابهة في دول عديدة سواءً عربية او غير عربية". وأضاف: " صحيح أن السمبوسة تباع طوال أيام السنة لكنها في شهر رمضان أكثر مبيعاً، فالجميع يحرص على إما تحضيرها في المنازل أو شرائها جاهزة". وأوضح صاحب محلات "الملك" أن السر وراء المذاق المميز لأكلة السمبوسة يعود إلى توارث طريقة إعدادها خصوصاً المكونات عبر الأجيال وبالتالي حافضنا على الجودة، كما أن الأيادي الماهرة من أصحاب الذوق أدخلت مكونات يتم إعدادها بطريقة خاصة لتصبح السمبوسة في بلادنا بهذا الشكل والمذاق.. وهنا سر المهنة. رقائق السمبوسة من محلات السعيدة للحلويات والسمبوسة، يتحدث الأخ عبدالسلام محمود مهيوب الزبيري، عن التفرد في إعداد رقائق السمبوسة التي تعد المكون الرئيسي للسمبوسة، وبالتالي المحافظة على جودة هذه الأكلة اليمنية وقدرتها على تلبية الأذواق بالمكونات والحشوات المتعددة للسمبوسة. وأضاف: مايميزنا في محلات السعيدة، هي الطريقة الفريدة التي نصنع بها رقائق السمبوسة، وهو ما جعلها مطلوبة بشكل كبير من الأشخاص والأسر التي تحضر أكلة السمبوسة في البيوت. وتطرق عبدالسلام محمود إلى أهمية أن تحظى المنتجات المحلية بالترويج والتسويق سواءً في داخل اليمن أو خارجه، وتحقيق اشتراطات الجودة على الصناعات اليمنية لتكون قادرة على المنافسة في مختلف الأسواق.