قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي الدكتور عبد العزيز الترب ان الحلول للأزمات التي تعيشها اليمن لا يمكن لها ان تأتي من الخارج بل بتوافق اليمنيين انفسهم وما يجري في المناطق الجنوب اكبر دليل على ان الخارج لا يهمه مصلحة اليمنيين بقدر ما يهمهم مصالحه. وأضاف الدكتور الترب ان اليمن ومنذ بدء العدوان في 2015دخل في أزمة هي الأكبر من نوعها تمثل ذلك في الهبوط المتسارع للعملة المحلية وغلاء مضاعَف في الأسعار، وأزمة وقود متفاقمة تعصف بأغلب مناطق البلاد وفي الجنوب خصوصا تأتي هذه التداعيات السلبية لتفاقم معاناة المواطنين، الذين وقعوا ضحية الصراع المتعمق بين أطراف النفوذ السعودي والاماراتي اللذان يتحملان مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع. وتابع الدكتور الترب بلا شك فإن التوصيف الواقعي للحالة في الجنوب هي حالة احتلال ويعاني أبناء الجنوب الأمرين من هذا الاحتلال من انعدام الأمن والتدهور الاقتصادي، حيث تشهد المناطق الجنوبية المحتلة غياب شبه تام للخدمات وفي مقدمتها الكهرباء إلى جانب انهيار مخيف للعملة اليمنية إذ وصل سعر صرف الدولار الواحد أكثر من 2230 ريال يمني وانعكاساته على ارتفاع الأسعار وخصوصاً المواد الغذائية والضرورية التي زادت أسعارها من معاناة المواطنين أكثر. وقال الدكتور الترب حينما نعرف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي المسيطرة على قرارات صندوق النقد الدولي المعني بإدارة شئون النقد، وعندما نعرف أن هذا الصندوق يعرف جيداً أن طباعة عملة جديدة تقدر بمئات المليارات تلو المليارات من العملة اليمنية دون غطاء سيؤدي الى انهيارها بما يؤدي إلى الغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية الاساسية، فإن حالات الذهول والاستغراب والريبة ستلاشى تجاه ارتفاع أسعار الصرف في المناطق الجنوبية المحتلة وهذا ما يؤكد أن أمريكا تدير الحرب الاقتصادية وتدمير الاقتصاد اليمني التي تأتي في إطار العدوان على اليمن عسكرياً واقتصادياً واعلاميا وسياسياً. واكد الدكتور الترب أن الصراع اليوم بين دول التحالف يدور في حقيقته على النفوذ والمكاسب؛ ولذا، فإنهما يستخدمان المؤسسات الحكومية كأدوات فيه، الأمر الذي ينعكس تعطيلاً لتلك المؤسسات، وتوقفاً للمشاريع التنموية والخدمية، وشللاً للحكومة في مواجهة الآثار الكارثية للوضع الاقتصادي والانهيار المالي. وأشاد الدكتور الترب بالخطوات التي تقوم بها القيادة الثورية والسياسية في صنعاء في دعم ومساندة غزة والقرار الجري الذي اعلنه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أمها العدو الصهيوني 4 أيام لفك الحصار عن غزة ما لم سيتم استخدم الحصار مقابل الحصار وبهذا الموقف، تظل صنعاء ترسم الخطوط العريضة لمستقبل المنطقة بإرادة ثابتة لا تعرف المساومة، وبينما تتردد العواصم العربية في اتخاذ قرارات حاسمة، تؤكد صنعاء أن المقاومة الفعلية، وليس الخطابات، هي السبيل الوحيد لفرض معادلات جديدة على الأرض، فالتاريخ لا يرحم المتخاذلين، والشعوب لا تنسى من خذلها، والمستقبل لن يكون إلا لمن يمتلك قراره ويدافع عن حقوقه بكل قوة.