الوحدة اليمنية متجذرة في نفوس وقلوب اليمانيين منذ الأزل، بل هي قدر ومصير كل أبناء اليمن من حوف إلى الجوف، مهما حاول أولئك النفر النشاز الناخرين كالسوس في العظم أن يجرفوا تيار الأمواج نحو الوراء. الوحدة اليمنية اليوم أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كينونة القيم الوطنية، بل والهوية القومية لشعب واحد لا شمال لا جنوب، بل اندماج حتى النخاع.. لذا علينا أن نُدرك طبيعة المرحلة وتداعياتها الآنية والمستقبلية على اليمن أرضاً وإنساناً وانتماء، وما تمثله التداعيات الراهنة من أهمية قصوى، ومرحلة مفصلية غاية في الخطورة سواء كزمن أو مرحلة أو التزامات تجاه الأوضاع الراهنة التي تستدعي الوقوف عندها بحكمة وعقلانية ورأي حصيف، وخاصة في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية التي تمر بها دول المنطقة، فأعين الأعداء لنا بالمرصاد سواء من دول الجوار أو الغرباء، فلابد من توحيد الرؤى والاصطفاف تحت شعار توحيد اليمن أولاً وأخيراً، فما زالت ذئاب الجوار متربصة ودائماً لنا بالمرصاد، وهذا ديدنها الذي اعتادت عليه عبر التاريخ. وفي ظل هذا السياق الشائك والمعقد تسعى تلك القوى المريضة توظيف أدواتها لتحقيق مكاسب طرفية أو محورية وصولاً إلى تحقيق أجندتها الماورائية، منها تغييب مؤسسات الدولة، وتغذية الانقسامات السياسية والحزبية بين أبناء الوطن الواحد. لهذا وذاك لابد من إعادة النظر في منظومة أبجديات دستور الوحدة اليمنية بعيداً عن الاملاءات الخارجية أو الخلافات السياسية أو المداهنات التي عفى عليها الزمن، فنحن اليوم في عهد اللحظة الراهنة والحاسمة بحسب المستجدات التي طرأت على دول المنطقة، علينا أن لا نغتر أو ننخدع بمعسول كلام الأشقاء أو الأصدقاء، فأهل اليمن أدرى بشعابها ووديانها، وهم الذين يدركون أكثر من غيرهم أين تكمن مصلحة اليمن العليا فلا داعي للتعصبات والمزايدات والمشاحنات في الوقت الذي تعمق فيه القوى الحاقدة العميلة روح الانقسامات والتشطير بين أبناء الوطن الواحد.. صفوة القول: علينا أن نستمع إلى صوت العقل قبل العاطفة، وإلى صوت الشعب ماذا يريد..؟! فاليمن يمر بظرف استثنائي مفصلي، وقوى الشر تتنافس وتتربص به من كل حدب وصوب من أبناء جلدته ومن أشقائه وأصدقائه الطامعين في ثرواته وخيراته.. لذا لابد من توحيد الجهود لحل كافة القضايا الراهنة التي فرضتها التدخلات الخارجية والولاءات الضيقة، والتعصبات الحزبية، من هنا وهناك والجلوس سوياً ومعاً مع كل الأطراف المعنية وإشراكها في حوار مسؤول وجاد لإخراج البلاد من أزمتها الراهنة، والاستماع إلى صوت العقل والمنطق والحكمة.. مصلحة اليمن فوق مصالح الجميع أياً كان موقعها أو مكانتها فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات ومصلحة الوطن تهم الجميع.. المؤسف حقاً أن الكثير من النخب المثقفة والأكاديميين في سبات عميق أو دورهم شبه مغيب في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد.. لذا علينا أن نلتزم بالتوعية الوطنية والثقافية بعيداً عن المهاترات السياسية، وأن نهدف إلى ترشيد الأفكار والآراء لا التأزيم والتقزيم، خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد بل دول المنطقة قاطبة.. فاليمن عانى كثيراً وعليه الآن أن يضع النقاط على الحروف بدقة متناهية قبل فوات الأوان..!! نافذة شعرية: لثورة آلاف الأبواب.. للجدران آذان صماء.. للوطن عزة وإباء.. للشرف الغائب.. أوهام وصداقات.. أو صدق حماقات.. في لحظة غدر.. تُباع الأوطان.. يرحل الشرفاء.. ويبقى الدهماء.. إنه الزمن الأغبر.. في لحظة سكون أرعن.. مهما طال ليل الثورات.. لابد أن تُشرق شموس المنى.. يتصافى فيه الفرقاء.. وتعانق عدنصنعاء..