بدأت "حركة المسار الثوري البديل" السلسلة الإعلامية الثانية من الندوات السياسية والفكرية (مع المقاومة)، حيث تستضيف الحركة قادة ومثقفين من قوى المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية، وتنقل رؤيتهم ومواقفهم إلى عدّة لغات أجنبية، في حوار مباشر وصريح مع حركات تحرّر أممية، ومنظمات نقابية وشعبية وطلابية، وقوى التضامن مع الشعب الفلسطيني. وقالت خالدية أبو بكرة، عضو الهيئة التنفيذية في الحركة: "أولى هذه الندوات من السلسلة الثانية نُظّمت يوم السبت 24 أيار/مايو الجاري، مع الباحث والاستراتيجي العسكري اليمني، العميد الركن في القوات المسلحة اليمنية، عابد محمد الثَّوَر، حيث جرى استعراض الموقف اليمني السياسي والعسكري في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها العدو الصهيوني على شعبنا في قطاع غزّة" وكانت سفارات صهيونية في أوروبا، إلى جانب قوى معادية، قد أطلقت حملة مكثّفة لوقف هذه الفعاليات التي تنظمها "حركة المسار الثوري البديل"، وقدّمت احتجاجات رسمية مطالبةً بحذف محتواها. واعتبرت أبو بكرة أن "الهجمة الصهيونية العنصرية على مثل هذه الندوات السياسية والفكرية تشكّل دليلًا إضافيًا على زيف ما يُسمّى 'قيم الغرب'، وادّعائهم الزائف باحترام الديمقراطية والتعدّدية والحوار، التي لطالما صدّعوا رؤوسنا بها". وأكّدت على أهمية الحوار الذي جرى أمس مع العميد الركن عابد الثور، حيث كان مثمرًا، وإيجابيًا، وصريحًا". ندوة استراتيجية حول اليمنوفلسطين ونظّمت "حركة المسار الثوري البديل" ندوة سياسية استراتيجية خاصة بعنوان "اليمنوفلسطين: وحدة الشعب والميدان والمصير"، استضافت المحلل العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد الركن عابد محمد الثور، الذي قدّم مداخلة تحليلية معمّقة تناولت العلاقات التاريخية اليمنية-الفلسطينية في أبعادها الثقافية والدينية والحضارية، متطرّقًا إلى دور اليمن في دعم معركة "طوفان الأقصى" وإسناد الشعب الفلسطيني، إلى جانب التصدي للتحديات الإقليمية الراهنة. ومؤكداً على أن الشعب اليمني موقفه واضح ومعلن وموحد بدعم المقاومة حتى كسر الحصار ووقف العدوان واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة. وقدّم العميد الركن عابد الثور تحليلًا لطبيعة الحصار الظالم على اليمن وللحرب العدوانية التي شُنّت على الشعب اليمني منذ العام 2015، موضحًا كيف تمكّن الشعب اليمني من الصمود في وجه الجرائم والقنابل والجيوش وفي أقسى الظروف، ومواجهة تحالف العدوان وداعميه وتحقيق الانتصار عليه. وأشار إلى التطورات العسكرية التي تلت قرار السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالمواجهة، وفرض معادلات جديدة، مستعرضًا تطوّر الموقف العسكري الميداني، ونجاح القوات المسلحة اليمنية في ابتكار أساليب وطرق جديدة، من بينها توظيف التجربة التاريخية للشعب اليمني في مقاومة الغزاة عبر حرب العصابات، في مواجهة قوى مدججة بالقدرات العسكرية والمالية، ومدعومة من قوى الاستكبار، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. كما استعرض تجربة تطوير الأسلحة والصواريخ والمسيرات اليمنية في ظل أعقد وأصعب الظروف. وخلال حديثه، أكّد أن العلاقة بين اليمنوفلسطين ليست علاقة تضامن عابر، بل علاقة تاريخية عميقة الجذور، تقوم على تداخل تاريخي بالدم والنسب ووحدة القضية والمواجهة المشتركة ضد المشروع الصهيوني والاستعماري في المنطقة. ولفت إلى أن اليمن اليوم يشكّل جزءًا فاعلًا من حركة التغيير في المنطقة والعالم، من خلال انسجام الشعب والجيش والقيادة الثورية، ومن خلال مواقف واضحة وعمليات عسكرية نوعية دعمت صمود غزة والمقاومة في المنطقة وكرست معادلات جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني. كما تناول العميد عابد الثور في تحليله كيفية تعاطي اليمن مع التحديات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في ظل العدوان المستمر، مؤكدًا أن هذه التحديات لم تثنه عن مواصلة دوره الريادي في دعم المقاومة الفلسطينية، بل زادته ثباتًا وايمانا وتمسّكًا بقضايا الأمّة والدفاع عن شعوبها. وقد شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، خصوصًا من الطلبة والشباب، الذين طرحوا أسئلتهم ومداخلاتهم، مشيدين بتحليل الضيف ووضوح رؤيته الاستراتيجية، مؤكدين على أهمية تعزيز وحدة الشعوب العربية وأحرار العالم لدعم المقاومة في مواجهة أنظمة التطبيع والارتهان والتبعية. كما تطرّقت الندوة إلى العديد من الأسئلة المتعلقة بالجبهة الداخلية اليمنية وأسباب تماسكها ووحدتها، وقضايا النضال المشترك النقابي والشعبي والسياسي. وتأتي هذه الندوة ضمن السلسلة الثانية من الفعاليات السياسية والثقافية التي تنظمها "حركة المسار الثوري البديل"، في إطار برنامج مفتوح يهدف إلى تعزيز الوعي السياسي وربط ساحات النضال العربي والأممي وشارك في الندوة ممثلون عن منظمات ونقابات ونشطاء وقوى تضامنية مع الشعب الفلسطيني من الولايات المتحدة، كندا، الارجنتين، البرازيل، هولندا، اسبانيا، بريطانيا، بلجيكا، اليونان، السويد، إيطاليا، فرنسا. ومن البلاد العربية: فلسطين، مصر، الأردن، تونس، لبنان، العراق، المغرب.